اٍن الصبر على الضيقة واحتمالها فضيلة والرضى بالضيقة وقبولها فضيلة أكبر وأعظم من كل هذا ، الشكر على الضيقة

الذى يصل إلى الشكر على الضيقة ، سيشكر على كل شىء آخر .

أولاد الله
لا يتعبهم سوى الاٍنفصال عن الله فماداموا ملتصقين به ، يكفيهم هذا لحياة الشكر الدائم

لو ضاع منى كل شئ ، وبقى لى الله وحده ، فهذا يكفينى ، وأشكر الله عليه

الاٍنسان الروحى اٍن اصابته ضيقة يقول : لولا أن وراءها خيرا ما كان الله قد سمح بها ؟ لذلك يجب أن يرضى بها

لو أن الله قرر أن يأخذ روحك الآن ، ألا تشتهى بعض دقائق من هذا العمر الذى لك ؟! ...
لماذا لا تشكر الله على هذه الحياة التى لك ؟

أجلس بينك وبين نفسك ، وأستعرض حياتك منذ ولدت :
كم مرة طلبت من الرب طلبا ، فاستجاب لصلاتك ، وأعطاك سؤل قلبك ؟ كم ضيقة أنقذك منها ؟ كم امتحانات أنجحك فيها ، وكنت تشعر أنك غير مستعد لها ؟ كم مرض شفاك منه أو أنقذك من الاٍصابة به ؟

كم مشكلة حلها لك ؟ كم قضية كانت نتيجتها فى صالحك ؟ كم خطية ارتكبتها ولم يسمح أن تنكشف للناس ؟ كم باب رزق فتحه أمامك ؟ كم عمل قمت به ووفقك فيه ؟ كم مرة كان معك فى خدمتك وفى نشاطك ؟

فى مرضك أشكر الله على البركات التى حصلت عليها نتيجة لهذا المرض :
قل له أشكرك يارب على هذا المرض ، الذى أعطانى فرصة أعمق للصلاة ، أو الذى أعطانى توبة ، ومنحنى تواضعا وانسحاق قلب وشعورا بضعفى أشكرك يارب على هذا المرض الذى جعلنى أشعر بمحبة الناس وسؤالهم عنى أشكرك لأن المرض منحنى فترة خلوة قضيتها على الفراش ، وكانت لازمة لى ، على الأقل لأفحص نفسى ، ولأنفرد بك

ربما يتعبنى المرض على الأرض ، ولكنه يساعدنى على دخول الملكوت .

أشكر الله على الخير الذى تراه ، والخير الذى لا تراه
تشكره على الخير الذى تراه بالعيان ، والخير الذى تراه بالاٍيمان

كثير من الخير الذى تتمتع به الآن ، كان يعده لنا الله من سنوات طويلة ، ونحن لا نعلم وهو لا يزال يعد لنا خيرا ، ستظهر نتائجه فى المستقبل ، فنشكر عليها حينئذ وهو يعمل خيرا من أجلنا الآن وفى كل لحظة ، ولكننا لا نبصر !

كل عمل صالح نحن نعمله يد الله فيه ، ولولا ذلك ما أستطعنا أن نعمل شيئا صالحا على الاٍطلاق

نحن لا ندرى المستقبل ماذا يكون ولكننا ندرى أمرا واحدا ، وهو أن المستقبل فى يد الله .