\"12D\"
+ كنت جالساً أمام قلايتى فى حديقة الدير. و
كانت على الأرض بعض الحبوب ، لعلها سقطت من أحد عمال المزرعة . و أتت عصفورة لتلقط الحب . و ظنننت أنها ستأكل حتى تشبع من هذا الخير  . و لكنها التقطت حبة واحدة أو حبيتين و طارت تاركة كل هذا الخير وراءها غير حافلة به و غير أسفة عليه.
و أخذت درساً منها فى القناعة ، بل فى التجرد:
++++++++++++++++++++++++++
و تذكرت قول الرب إنها \" لا تحصد و لا تجمع إلى مخازن \" ( مت 6 : 26 )،
هذه العصفورة لم تقبع إلى جوار الخير المادى . و لم تتخذ لها مقاماً ثابتاً إلى جواره . إنما أخذت الكفاف الذى تريده و طارت ، سعيدة بأن تسبح فى السماء ، عن أن تجلس إلى جوار المادة ف الأرض . و كان فى هذا درس آخر نافع لى .

وكـــــانت تغنــــى سعيدة ، و قد تركت كل شئ ....

++ وقلت فى نفسي : ( هذه العصفورة أكثر رهبنــــة منـــى ) ،
لأنها تفعل كل ذلك بطبعها و على سجيتها ، دون أن تبذل جهداً أو تقاوم شعوراً داخلياً . و السعادة طبيعة فيها ، على الرغم من أن فخاخاً صغيرة ربما تنتظرها ...و تذكرت قول الرسول بولس :
\" إفرحــــوا فـــى الـــرب كـــل حيـــن \" ( فيلبى 4 : 4 ) .

و أعطتنى العصفورة درساً فى حياة الإيمان ...
++++++++++++++++++++++++++

لأنها تركت كمية الحبوب و طارت ، و هى واثقة تماماً ، أن كل مكان ستذهب إليه ستجد فيه قوتها و طعامها ، دون أن تهتم بشئ . وهنا تذكرت قول الرب : \" لا تهتموا لغد ، لأن الغد يهتم بنفسه \" ، \" لا تهتموا لحياتكم لابما تأكلون و بما تشربون \" ( مت 6 : 34 ، 25 ).
وبقوله عن العصفورة \" لا تجمع إلى مخازن ، و أبوكم السماوى يقوتها \"
( مت 6 : 26 ).

+++ حقاً يا سيدى الرب إن العصفورة أفضل من بشر كثيرين . و لكنك لفرط محبتك و تشجيعك لنا نحن الضعاف قلت شيئاً أخجلنـــــــا وهو : ألستم انتم بالحرى أفضل منها ؟؟؟؟؟؟