يمكننا تقسيم هذا السؤال إلى:
أولاً: لماذا يفدي الله الخطاة.. أو ماهو موقف الله من الخطاة؟
ثانياً: لماذا ضحى الله بابنه البار من أجل الخطاة المذنبين.. هل في هذا عدل؟
أولاً:
موقف الله من الخطاة:
ليس الله هو المتساهل تجاه خطايا وشرور البشر، فلا يعاقب ولا يؤدب لأنه بذلك سيزداد الشر، ولا هو القاسي الذي يهلك دون رحمة، فلا يعطي فرصة للتوبة... هو صالح وصانع خيرات وأيضاً قدوس لا يطيق الشر؛ لذا فموقف الله من خطايا البشر هو:
• هو موقف شخصي تجاه صنعة يديه؛ فهل يسمح الخالق بهلاك خليقته (الإنسان) على الفور دون مراعاة لأية اعتبارات؟!، ألا يصون عمل يديه؟ وأي صانع لا يصون ماصنعته يداه ويصلحه إذا أصابه خلل؟ وهل لا يتأثر الله كلي الصلاح فليهلك التائبين الذين أخطأوا وتابوا مترجين رحمته؟ أليس لهذه المخلوقات قيمة عنده؟ ألا يشفق عليها ويعطيها فرصة للتوبة لمعرفته بضعفها؟ أو لأجل نسمته أي روحه التي أعطاها لهم؟ أو لأجل أنها تحمل صورته ومثاله وتشهد لحكمته وإبداعه.
• هو أيضاً يشبه موقف طبيب شفوق يعمل بكل قلبه لخير مرضاه، فهو حينما يعطي دواءً فذلك أملاً في مداواة عضو ما في جسد مريضه، وحينما يستخدم مشرطاً لبتر عضو آخر تأكد له فساده، فذلك أيضاً أملاَ في شفاء مريضه... هو يقرر ذلك حسب علمه وحكمته بلا تردد؛ لأن بقاء ذلك العضو الفاسد سيتسبب في موت وهلاك مريضه... هو يرثي لخسارة ذلك العضو! ولكن هذا هو العلاج النافع للجسد كله... وإن أعطى ذلك الطبيب الماهر دواءً أو استخدم مشرطاً؛ ففي كلا الحالتين يمدحه الناس لشفقته وحكمته.
• انجذاب البشر للشر لا يرضي الله إطلاقاً، لكنه كطبيبٍ ماهرٍ خًيِّرٍ يتحرك بصلاحه ليقدم الخلاص والفداء لأحبائه التائبين من بني البشر، وكذلك لأجل صلاحه يقاوم الأشرار المعاندين الرافضين التوبة كقول الكتاب: "وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ" (مز16:34).
• هو لا ينفعل ولا يندفع بشر، لكنه كذاك الطبيب الذي إذا استخدم دواءً أو مشرطاً؛ فمشاعره الصالحة نحو مريضه لا تتغير، بل هو يشفق عليه ويرثي لضعفه.
• موقف الله نابع من معرفته بضعف الإنسان فقد يخطئ الإنسان عن ضعف أو جهل وعدم معرفة؛ لذلك فهو يصفح بل يفرح برجوع الخاطئ كمن وجد الابن الضال: "وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجد" (لو32:15).
ألا يستحق إلهنا الحنون طبيب أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا أن نمجده على صلاحه ورحمته ومحبته للبشر، وهل من المنطقي أن يلوم لائم طبيباً لأنه تدخل لإنقاذ مريضه حباً وشفقةً عليه، فلماذا إذاً يتذمر البعض لأن الله قدم للتائبين خلاصاً فغفر خطاياهم (مهما كان جرمهم)، أو يلوم البعض لأن الله خلص الأرض من شر الأشرار المعاندين الرافضين التوبة والخلاص؟! إن الله صالح وخير على الدوام ويستحق منا التمجيد على صلاحه.
أولاً: لماذا يفدي الله الخطاة.. أو ماهو موقف الله من الخطاة؟
ثانياً: لماذا ضحى الله بابنه البار من أجل الخطاة المذنبين.. هل في هذا عدل؟
أولاً:
موقف الله من الخطاة:
ليس الله هو المتساهل تجاه خطايا وشرور البشر، فلا يعاقب ولا يؤدب لأنه بذلك سيزداد الشر، ولا هو القاسي الذي يهلك دون رحمة، فلا يعطي فرصة للتوبة... هو صالح وصانع خيرات وأيضاً قدوس لا يطيق الشر؛ لذا فموقف الله من خطايا البشر هو:
• هو موقف شخصي تجاه صنعة يديه؛ فهل يسمح الخالق بهلاك خليقته (الإنسان) على الفور دون مراعاة لأية اعتبارات؟!، ألا يصون عمل يديه؟ وأي صانع لا يصون ماصنعته يداه ويصلحه إذا أصابه خلل؟ وهل لا يتأثر الله كلي الصلاح فليهلك التائبين الذين أخطأوا وتابوا مترجين رحمته؟ أليس لهذه المخلوقات قيمة عنده؟ ألا يشفق عليها ويعطيها فرصة للتوبة لمعرفته بضعفها؟ أو لأجل نسمته أي روحه التي أعطاها لهم؟ أو لأجل أنها تحمل صورته ومثاله وتشهد لحكمته وإبداعه.
• هو أيضاً يشبه موقف طبيب شفوق يعمل بكل قلبه لخير مرضاه، فهو حينما يعطي دواءً فذلك أملاً في مداواة عضو ما في جسد مريضه، وحينما يستخدم مشرطاً لبتر عضو آخر تأكد له فساده، فذلك أيضاً أملاَ في شفاء مريضه... هو يقرر ذلك حسب علمه وحكمته بلا تردد؛ لأن بقاء ذلك العضو الفاسد سيتسبب في موت وهلاك مريضه... هو يرثي لخسارة ذلك العضو! ولكن هذا هو العلاج النافع للجسد كله... وإن أعطى ذلك الطبيب الماهر دواءً أو استخدم مشرطاً؛ ففي كلا الحالتين يمدحه الناس لشفقته وحكمته.
• انجذاب البشر للشر لا يرضي الله إطلاقاً، لكنه كطبيبٍ ماهرٍ خًيِّرٍ يتحرك بصلاحه ليقدم الخلاص والفداء لأحبائه التائبين من بني البشر، وكذلك لأجل صلاحه يقاوم الأشرار المعاندين الرافضين التوبة كقول الكتاب: "وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ" (مز16:34).
• هو لا ينفعل ولا يندفع بشر، لكنه كذاك الطبيب الذي إذا استخدم دواءً أو مشرطاً؛ فمشاعره الصالحة نحو مريضه لا تتغير، بل هو يشفق عليه ويرثي لضعفه.
• موقف الله نابع من معرفته بضعف الإنسان فقد يخطئ الإنسان عن ضعف أو جهل وعدم معرفة؛ لذلك فهو يصفح بل يفرح برجوع الخاطئ كمن وجد الابن الضال: "وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجد" (لو32:15).
ألا يستحق إلهنا الحنون طبيب أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا أن نمجده على صلاحه ورحمته ومحبته للبشر، وهل من المنطقي أن يلوم لائم طبيباً لأنه تدخل لإنقاذ مريضه حباً وشفقةً عليه، فلماذا إذاً يتذمر البعض لأن الله قدم للتائبين خلاصاً فغفر خطاياهم (مهما كان جرمهم)، أو يلوم البعض لأن الله خلص الأرض من شر الأشرار المعاندين الرافضين التوبة والخلاص؟! إن الله صالح وخير على الدوام ويستحق منا التمجيد على صلاحه.
ثانياً:
هل يضحي الله بالبريء من أجل الخاطئ؟
والبريء طبعاً هو الرب يسوع (الذي هو وحده بلا خطية)...
1. إن الله الآب لم يجبر ابنه الحبيب يسوع على فداء الخطاة، لأن هذه إرادة الابن وهي في الوقت ذاته إرادة الآب والروح القدس؛ لأن الأقانيم الثلاثة هي في واحد أي في وحدانية، ولهم إرادة ومشيئة واحدة، وهذا ما شهد به الكتاب.. فعلى سبيل المثال قول الرب يسوع عن صلبه وموته: "لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا" (يو18:10). ففي هذا يوضح الرب أن الفداء كان بإرادته وقول الآب: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابنهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو16:3).. أما الروح القدس فله نفس المشيئة بل اشترك في عملية الفداء بحسب قول الكتاب: "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ" (عب14:9).
2. أما كيف يُقدم البريء من أجل المذنب، وهل هذا عدل؟
فالإجابة هي: إنه الحب الذي يجعل صاحبه يخرج خارج ذاته ليبحث عن الآخر باذلاً ذاته دون حساب وهي طبيعة إلهية مصدرها واحد فقط وهو الله.
إن من يبحث عَمَّن هو مستحق ليقدم له حبه لا يحق له أن يسميَ هذا حباً لأن ذلك ليس فضلاً، بل قد يكون واجباً أو وفاءً لدَين... فالحب الحقيقي يقدم إلى المحتاج للشفقة والرحمة، يقدم لمن هم في كرب، أو شدة لمن... لمن... مهما كان وضعهم أو مستواهم الروحي، حتى وإن كانوا في أعين الناس خطاة لا يستحقون الخير، وإلا فلا يسمى حباً... إن الحب طاقة إلهية سماوية تشع دون حساب للمحتاج، دون تمييز بين شخص وشخص، ولا غنى عنه للعالم المسكين.
هل يضحي الله بالبريء من أجل الخاطئ؟
والبريء طبعاً هو الرب يسوع (الذي هو وحده بلا خطية)...
1. إن الله الآب لم يجبر ابنه الحبيب يسوع على فداء الخطاة، لأن هذه إرادة الابن وهي في الوقت ذاته إرادة الآب والروح القدس؛ لأن الأقانيم الثلاثة هي في واحد أي في وحدانية، ولهم إرادة ومشيئة واحدة، وهذا ما شهد به الكتاب.. فعلى سبيل المثال قول الرب يسوع عن صلبه وموته: "لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا" (يو18:10). ففي هذا يوضح الرب أن الفداء كان بإرادته وقول الآب: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابنهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو16:3).. أما الروح القدس فله نفس المشيئة بل اشترك في عملية الفداء بحسب قول الكتاب: "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ" (عب14:9).
2. أما كيف يُقدم البريء من أجل المذنب، وهل هذا عدل؟
فالإجابة هي: إنه الحب الذي يجعل صاحبه يخرج خارج ذاته ليبحث عن الآخر باذلاً ذاته دون حساب وهي طبيعة إلهية مصدرها واحد فقط وهو الله.
إن من يبحث عَمَّن هو مستحق ليقدم له حبه لا يحق له أن يسميَ هذا حباً لأن ذلك ليس فضلاً، بل قد يكون واجباً أو وفاءً لدَين... فالحب الحقيقي يقدم إلى المحتاج للشفقة والرحمة، يقدم لمن هم في كرب، أو شدة لمن... لمن... مهما كان وضعهم أو مستواهم الروحي، حتى وإن كانوا في أعين الناس خطاة لا يستحقون الخير، وإلا فلا يسمى حباً... إن الحب طاقة إلهية سماوية تشع دون حساب للمحتاج، دون تمييز بين شخص وشخص، ولا غنى عنه للعالم المسكين.