لم يعطِ الله شعبه تشريعًا بمحاربة غير المؤمنين في كل زمان ومكان، لأن هذه الحروب تمت بأمر إلهي بسبب كثرة شرور هذه الأمم، ولم تكن هذه الحروب أيضًا بغرض الهيمنة أو مصالح شخصية، فيما يلي نشرح بالدليل الكتابي الدامغ الفروق الكثيرة بين هذه الحروب، وتلك التي نسمع عنها في هذه الأيام ويدعي مثيروها كذبًا وبهتانًا أنها من أجل الله.
أولًا: لا يوجد مبرر كتابي لقتل غير المؤمنين:
- لا يوجد تشريع بالحرب أو القتال:
هناك فرق كبير بين تشريع قائم يتركه الله لشعبه ليعملوا به على الدوام، وبين أمر قضائي يحكم به الله ويتم تحت ظروف معينة وفي زمن معين. لقد كانت أوامر الله بمحاربة الكنعانيين على سبيل الأحكام القضائية وليست تشريعًا دائمًا. فالله لم يعطِ بني إسرائيل تشريعًا بقتال غير المؤمنين.
إن خير دليل يؤكد أن قتال بني إسرائيل لسكان كنعان قد تم على سبيل الأحكام القضائية هو عدم استغلال سليمان الملك قوته الحربية الهائلة في الاستيلاء على الممالك المجاورة؛ مع أن مملكة إسرائيل اعتزت في أيامه بغناها وقوتها الحربية الهائلة. لقد ساد السلام والازدهار مملكة إسرائيل في أيامه. لم يكن لسليمان الحكيم تشريعًا بقتال غير المؤمنين، ولهذا السبب لم يحارب جيرانه. لقد أسس سليمان الملك ملكه على التصالح، والدخول في معاهدات سلام مع جيرانه كقول الكتاب: "وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ عَبِيدَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُمْ مَسَحُوهُ مَلِكًا مَكَانَ أَبِيهِ، لأَنَّ حِيرَامَ كَانَ مُحِبًّا لِدَاوُدَ كُلَّ الأَيَّامِ. فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حِيرَامَ يَقُول.... وَالآنَ فَأْمُرْ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزًا مِنْ لُبْنَانَ، وَيَكُونُ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ، وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا حَسَبَ كُلِّ مَا تَقُولُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا أَحَدٌ يَعْرِفُ قَطْعَ الْخَشَبِ مِثْلَ الصِّيْدُونِيِّينَ" (١مل٥: ١- ٦). من الشاهد السابق تتضح المحبة المتبادلة بين داود الملك وحيرام، ثم استمرار المحبة والصداقة بين حيرام، وسليمان ابنه.
- تعاليم الكتاب الإلهية ترفض معاداة أمم الأرض:
لم يُعلم الكتاب المقدس بمعاداة الأمم لأن الأمم موضع اهتمام الله ورعايته، وفيما يلي نورد بعضاً من الشواهد الكتابية التي تؤكد هذا المفهوم:
١. الأمم موضع اهتمام الله كما أن إسرائيل موضع اهتمامه:
الشاهد: «حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، نَصَبَ تُخُومًا لِشُعُوبٍ...” (تث٣٢: ٨).
٢. بعض الأمم إخوة، وأصحاب فضل على بني إسرائيل:
الشاهد: "لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا لأَنَّهُ أَخُوكَ. لاَ تَكْرَهْ مِصْرِيًّا لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ" (تث٢٣: ٧).
٣. الأمم ستلحق بإسرائيل، وتسير في ضياء نورها (الرب يسوع):
الشاهد: «قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ الظُّلْمَةُ تُغَطِّي الأَرْضَ وَالظَّلاَمُ الدَّامِسُ الأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ" (إش٦٠: ١- ٣).
٤. الأمم رعية أخرى للرب يجب أن تُضم لشعب الرب:
الشاهد: "وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ" (يو١٠: ١٦).
ثانيًا: لم يكن الهدف من تلك الحروب نشر العقائد الدينية:
- خص الله (فقط) بني إسرائيل بشريعته:
لم يأمر الرب شعبه في العهد القديم بالدعوة لضم شعوب الأرض لليهودية، وهذا مخالف للعهد الجديد، الذي فيه أمر الله بتلمذة الآخرين. لقد اهتم الله كملك للأرض كلها بباقي الشعوب، فأرسل أنبياءه برسائل كثيرة للأمم، ولكن نبوءات الأنبياء لم تشتمل على دعوات لاعتناق اليهودية.
إن إرسالية يونان النبي إلى نينوى، وغيرها من رسائل الأنبياء الكثيرة لم تشتمل على أي دعوة للتهود؛ لكنها رسائل تحمل تحذيرات وإنذارات بالكف عن الظلم والشر، لأن الله خص شعبًا واحدًا بشريعته كقول الكتاب: "يُخْبِرُ يَعْقُوبَ بِكَلِمَتِهِ، وَإِسْرَائِيلَ بِفَرَائِضِهِ وَأَحْكَامِهِ. لَمْ يَصْنَعْ هكَذَا بِإِحْدَى الأُمَمِ، وَأَحْكَامُهُ لَمْ يَعْرِفُوهَا. هَلِّلُويَا." (مز١٤٧: ١٩- ٢٠).
وقوله أيضًا: "لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ،" (تث٧: ٦).
- الوداعة والحب سلاح الكرازة:
لا يحتوي الكتاب المقدس كله على أمر إلهي بإعداد حملة عسكرية للكرازة، لكن الرب يسوع المسيح أرسل تلاميذه لتبشير السامرة قائلًا لهم: "وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى. وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ تَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ: لاَ عَصًا وَلاَ مِزْوَدًا وَلاَ خُبْزًا وَلاَ فِضَّةً، وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَان" (لو٩: ٢- ٣).ِ
ثالثًا: خصائص حروب العهد القديم:
- لم يكن الربح المادي هدفًا لتلك الحروب:
لقد حارب شعب إسرائيل سكان كنعان بغرض أساسي، وهو طاعة الله، وتنفيذ أحكامه الصادرة على الأشرار قبل أي هدف آخر. لقد كبح الله شهوة الشعب للحصول على الغنائم بتحريم ممتلكات شعوب كنعان، ولهذا أيضًا عاقب الله عاخان بن كرمي الذي اشتهى واختلس رداءً شنعاريًا نفيسًا ومائتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلًا. وقد رُفض شاول من المُلك لنفس السبب كقول صموئيل النبي:"فَلِمَاذَا لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ، بَلْ ثُرْتَ عَلَى الْغَنِيمَةِ وَعَمِلْتَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟" (1صم١٥: ١٩).
خالف بني إسرائيل وصايا الله لهم بعدم الدخول في معاهدات مع شعوب كنعان، ووضعوهم تحت الجزية؛ طمعًا في الكسب المادي، لكن الله غضب عليهم وعاقبهم بتركهم ليجنوا نتيجة مخالفتهم كقول الكتاب: "وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ هذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَقُلْتُ أَيْضًا: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكًا" (قض٢: ١- ٣).
- ليست هذه الحروب انتقامًا شخصيًا:
الله هو القاضي العادل الذي قيل عنه: "تَهَلَّلُوا أَيُّهَا الأُمَمُ، شَعْبُهُ، لأَنَّهُ يَنْتَقِمُ بِدَمِ عَبِيدِهِ، وَيَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِهِ، وَيَصْفَحُ عَنْ أَرْضِهِ عَنْ شَعْبِهِ" (تث٣٢: ٤٣). إن شريعة الله في العهد القديم أو الجديد لا تسمح بالانتقام الشخصي، فقد أقام الله قضاة ليحققوا العدالة بين الأفراد. أما الانتقام من الأمم، والشعوب الظالمة فهو أيضًا أمر يخص الله وحده. من أبرز الأمثلة التي تؤكد ذلك منع يشوع النبي شعب إسرائيل من الانتقام من الجبعونيين، الذين خدعوهم كقول الكتاب: "فَدَعَاهُمْ يَشُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قائلًا: «لِمَاذَا خَدَعْتُمُونَا... فَأَجَابُوا يَشُوعَ وَقَالوُا: «أُخْبِرَ عَبِيدُكَ إِخْبَارًا بِمَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ إِلهُكَ مُوسَى عَبْدَهُ أَنْ يُعْطِيَكُمْ كُلَّ الأَرْضِ، وَيُبِيدَ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ. فَخِفْنَا جِدًّا عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْ قِبَلِكُمْ، فَفَعَلْنَا هذَا الأَمْرَ. وَالآنَ فَهُوَذَا نَحْنُ بِيَدِكَ، فَافْعَلْ بِنَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَحَقٌّ فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ». فَفَعَلَ بِهِمْ هكَذَا، وَأَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَقْتُلُوهُمْ" (يش٩: ٢٢- ٢٦).
- ليست حروبًا عرقية، بل هي موجهة ضد الشر:
الله هو القدوس الذي لا يتغاضى عن الشر دون النظر لشخص فاعله... لقد أكد موسى النبي تلك الحقيقة عند موت ابني هارون بسبب شرهما قائلًا: "فَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتْهُمَا، فَمَاتَا أَمَامَ الرَّبِّ. فَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «هذَا مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ قائلًا: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ». فَصَمَتَ هَارُونُ" (لا١٠: ٢- ٣). لقد سمح الله لأمة بابل بمحاربة شعبه، وقتل الكثير منهم وسبيهم إلى أرض غريبة؛ لأن الله ضد الشر عمومًا، وليس ضد أمة بعينها.
رابعًا: الضوابط الإلهية لحروب العهد القديم:
- حروب محددة بميعاد معين:
لم يسجل الكتاب المقدس أمرًا ساريًا على الدوام (مفتوحًا) بقتال غير المؤمنين؛ لأن الأمر الإلهي بالحرب تحدد بزمان امتلاك بني إسرائيل لأرض كنعان بعد خروجهم من مصر. إن ميعاد طرد الله الآموريين سكان كنعان، وقتالهم قد سبق الله وحدده بميعاد سابق، وهو الجيل الرابع لبني إسرائيل بقوله لأب الآباء إبراهيم: "فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا... وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الآموريين لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً" (تك١٥: ١٣- ١٦). لم يقاتل إسرائيل جيرانه في عصور أخرى إلا دفاعًا عن النفس، بل لم يجرؤ ملوكهم ورؤساؤهم الأتقياء الدخول في الحرب، إلا بعد استشارة الله... فعلى سبيل المثال سأل داود الرب قبلما يحارب الفلسطينيين، الذين اجتمعوا لقتاله قائلًا: "وَجَاءَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ قائلًا: «أَأَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اصْعَدْ، لأَنِّي دَفْعًا أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ" (٢صم٥: ١٨- ١٩). وهل كان داود يحتاج لسؤال الله، لو أن الله قد أمر أو شرع بقتال غير المؤمنين به؟!
- حروب تجاه شعوب بعينها:
لم يأمر الله بني إسرائيل بتكوين إمبراطورية لمحاربة، وقتال كل من مروا به في طريقهم من أرض مصر، لكن الرب سمح لهم بتملك أرض شعوب الكنعانيين فقط، وهم بحسب قول الكتاب: "وَوَجَدْتَ قَلْبَهُ أَمِينًا أَمَامَكَ، وَقَطَعْتَ مَعَهُ الْعَهْدَ أَنْ تُعْطِيَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالآموريين وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَتُعْطِيَهَا لِنَسْلِهِ. وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ" (نح٩: ٨). أما باقي الشعوب ممن قابلوهم في طريقهم إلى أرض كنعان فقد حذرهم الرب بشدة من الهجوم عليهم، وإثارتهم قائلًا: "وَأَوْصِ الشَّعْبَ قائلًا: أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخْمِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سِعِيرَ، فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ فَاحْتَرِزُوا جِدًّا. لاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ، لأَنِّي لِعِيسُو قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سِعِيرَ مِيرَاثًا. طَعَامًا تَشْتَرُونَ مِنْهُمْ بِالْفِضَّةِ لِتَأْكُلُوا، وَمَاءً أَيْضًا تَبْتَاعُونَ مِنْهُمْ بِالْفِضَّةِ لِتَشْرَبُوا" (تث٢: ٤- ٦).
لقد حذرهم الله أيضًا من معاداة بني عمون قائلًا: "فَمَتَى قَرُبْتَ إِلَى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ، لاَ تُعَادِهِمْ وَلاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثًا" (تث٢: ١٩).
- حروب محددة بمنطقة جغرافية مُعلنة مسبقًا:
لقد حدد الله مسبقاً لشعبه، الأرض التي سُمح لهم بطرد ومحاربة أهلها. لم يكن الأمر متروكًا لمهارتهم في القتال. كما أعلن يشوع للشعب قائلًا: "مِنَ الْبَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ هذَا إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ، جَمِيعِ أَرْضِ الْحِثِّيِّينَ، وَإِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ نَحْوَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ يَكُونُ تُخْمُكُمْ" (يش١: ٤).