إننا كمسيحيين مخلصين لفادينا الرب يسوع المسيح ملتزمين أن نتبع الرب تمامًا في كل تعاليمه كما هي، دون أن نزيد عليها، أو ننقص منها، وأن نجتهد في الثبات في هذه التعاليم بالفهم والممارسة الصحيحة.
إنه من الواجب أن نتبع الرب، ونتمثل به، وليس من الحق أن يَدَّعي أحد أن تعاليم الرب تتماشى مع طائفته. بل يجب أن يؤمن المسيحيون بما قرره الرب من حقائق، وأن يسلكوا، كما أراد هو. أما تسمية كنيستنا بالأرثوذكسية فهذا يعني أنها اختارت أن تكون مستقيمة الرأي، أي أنها تلزم نفسها بالمبادئ الإيمانية المسلمة لها من الآباء الرسل الأطهار، الذين عاينوا الرب، وسمعوا من فمه الطاهر تعاليمه المحيية.
تقيس كنيستنا دائمًا أي فكر إيماني على فكر الآباء الأولين، فلا تسمح لأحد من أعضائها بالانحراف عن إيمان الآباء أبدًا.
أولًا: التلمذة للرب يسوع المسيح هي الهدف.
التلمذة تبعية كاملة في الفكر والمعتقد...
كانت التلمذة للرب يسوع شهوة من أحبوه، حتى تركوا لأجله الكثير، بل وعانوا الكثير أيضًا، كقوله: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لو١٤: ٢٦، ٢٧). لقد أعلن معلمنا بولس الرسول، أنه يتبع المسيح تمامًا، وأن فكره هو فكر المسيح له المجد، قائلًا: "لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ" (1كو 2: 16).
التبعية شرط التلمذة للرب.
التبعية للرب تعني الإيمان، وقبول كل ما عَلَّمَ به الرب من حقائق إيمانية، واِتباع تعاليمه بدقة والسلوك بها، لأن مَن لا يؤمن بتعاليم الرب، ويقبلها كحقائق لن يتبعه. لقد اشترط الرب ضرورة قبول تعاليمه المقدسة، كما هي.
قيام الطوائف الحديثة دليل عدم تلمذتهم للرب يسوع المسيح.
أما الطوائف المسيحية فقد ظهرت في عصور لاحقة للرب يسوع المسيح، وما زال أصحاب البدع الحديثة يُكَوُنون طوائف جديدة. ذلك نتيجة لعدم التدقيق في الحفاظ على الإيمان، لأنهم لو أصروا على الحفاظ على إيمان الآباء، لما أسسوا طوائف أخرى، وقد أنبأ الرسول العظيم بولس الرسول بظهور بعض التعاليم الغريبة لاحقًا، بقوله: "وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذلِكَ اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلًا وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ" (أع ٢٠: ٣٠، ٣١).
لقد تتلمذ المؤمنون للرب يسوع المسيح، وألزموا أنفسهم بكامل تعاليمه بدقة، كما أراد، كقوله: "لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلًا يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ" (لو ٦: ٤٠).
مثال عملي
طَاَلَّب الرب المؤمنين بأكل جسده وشرب دمه، كقوله: "مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يو ٦: ٥٤).
وأكد الرب أيضًا أن جسده سَيُقدم للمؤمنين، كما يقدم الطعام للأكل، ودمه سيقدم كشراب ليشرَب، وزاد تأكيده بقوله عن جسده أنه مأكل حق، وعن دمه أنه مشرب حق، كقوله: "لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌ" (يو6: 55).
وهذا المعنى واضح أيضًا كما جاء في إحدى الترجمات الإنجليزية للعهد الجديد BWE:“I am real food, and my blood is real drink” (John 6:55).
وقوله أيضًا: "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو ٦: ٥٦).
ولكن الكثير من التلاميذ (غير الاثني عشر تلميذًا) اعترضوا على كلامه، ولم يصدقوه في عدم إيمان، وتذمروا عليه، كقول الكتاب: "فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا: إِنَّ هذَا الْكَلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟ فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلاَمِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَى هذَا، فَقَالَ لَهُمْ: أَهذَا يُعْثِرُكُمْ؟" (يو ٦: ٦٠، ٦١).
لذلك رجع عن التلمذة له الكثيرون، ولم يعودوا يمشون معه، كقوله: "مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ" (يو ٦: ٦٦).
ولكن الرَّب أصرّ على ضرورة الإيمان بكلامه، واِتباع تعاليمه بدقة، كشرط للتلمذة، والتبعية له. ودليل ذلك أن الرب ترك مَن تذمر يمضي لحال سبيله، كما أراد.
ثانيًا: ضرورة التمسك بالتعاليم الإيمانية كما هي.
التعاليم العقائدية الإيمانية صادرة من الله
إن تمسك الرب بما قدمه من تعاليم، وحقائق إيمانية يفرض على كل الطوائف المسيحية اليوم، أن تتمسك بتعاليم الرب ومبادئه المقدسة المسلمة للكنيسة الأولى، وأن تتعامل معها ككلمة الله، لا كأقوال، أو تعاليم بشر، كقوله: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ" (١تس ٢: ١٣) وهذا هو ما يسمى بنقاوة التعليم.
الإيمان المسيحي إيمان محدد.
يظن البعض بأن التمسك بتفاصيل الإيمان، والثبات في المفاهيم المسلمة لنا إيمانيًا هو نوع من التعقيدات، ويظنون أنه ليس من المهم أن تكون تابعًا لكنيسة معينة إيمانها قويم، ولكن المهم هو الإيمان، هم يؤمنون أنه يكفي الإيمان ببعض التعاليم، ويهملون أمورًا أخرى، ولكن يتضح من المثال السابق إصرار السيد المسيح على التمسك "بأكل جسده وشرب دمه"، وهذا ما تُعلّم، وتعمل به الكنيسة الأرثوذكسية في سر الإفخارستيا، لأننا بالحقيقة نأكل جسد الرب ونشرب دمه من خلال هذا السر، الذي قال الرب عنه: "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي" (يو ٦: ٥٦، ٥٧).
ثالثًا: كيف أتعرف على الإيمان الصحيح؟
التعليم الصحيح يوافق الأصول الإيمانية الأولى.
إذا طلب مدرس مادة الهندسة من تلميذ أن يصلح انحرافًا في خط مستقيم فمن المنطقي أن يأخذ التلميذ مسطرة، ويضعها على بداية الخط المستقيم، قبل موضع الانحراف، ويرسم خطًا مبتدأً من نقطة قبل الانحراف، ويكمل الخط مارًا بنقطة الانحراف. وهذا عين ما تفعله كنيستنا تجاه المفاهيم الإيمانية المستحدثة، إذ ترفض كل ما هو مستحدث في الإيمان، وتتمسك بالتعاليم والمفاهيم الآبائية التي لآباء القرون الأولى للمسيحية.
إن تتبع التعاليم الإيمانية، وكيفية فهم الأولون لها، أو بتعبير آخر الرجوع إلى أصولها القديمة هو السبيل الصحيح للحكم على صحة أي تعليم، وهذا ما فعله القديس لوقا الإنجيلي، عندما قرر أن يكتب البشارة المسماة باسمه، كقوله: "إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ" (لو ١: ١-٣).
ضرورة شهادة الكنيسة لصدق التعاليم الإيمانية.
أكد الرسول العظيم بولس أن كرازته مؤيدة بالروح القدس، قائلًا: "وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ" (1كو٢: ٤). ومع أن كرازته كانت بالروح القدس لم ينفرد بالتعليم وحده، لكنه احتاج شهادة الكنيسة في أورشليم ممثلة في الرسل الأطهار: يعقوب وبطرس ويوحنا، بل ذهب بنفسه إليهم في أورشليم، ليعرض عليهم التعليم، الذي يعلم به، كقوله: "ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذًا مَعِي تِيطُسَ أَيْضًا. وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلكِنْ بِالانْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلًا" (غل ٢: ١، ٢).
روح الله يشهد من خلال البشر.
لم يكتفِ الآباء الرسل في مجمع أورشليم، أن يرسلوا قرار المجمع باسم الروح القدس، لكنهم أرسلوا الخطاب، ونسبوه أيضًا لهم، ولكل الكنيسة، قائلين: "لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلًا أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ" (أع ١٥: ٢٨).
وقد أرسل معلمنا بولس الرسول قرار حرمان خاطئ كورنثوس، ونسبه لله، ولنفسه، ولكنيسة كورنثوس، كقوله: "فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هذَا، هكَذَا: بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (١كو ٥: ٣، ٤).
رابعًا: خطورة التلمذة لمن يدعي أنه لا طائفي.
اللاطائفية فكرة ليس لها وجود في الواقع العملي.
لقد أكد الكتاب المقدس أن لسان الإنسان يفيض بما يملأ قلبه من إيمان، كقوله: "فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا" (2كو 4: 13). إن الإنسان لا يقدر أن يخفي معتقده، كما أنه لا يمكنه أن يخفي لهجته وطريقة كلامه، التي تُظْهرُ أصله أو جنسيته، كقوله: "وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!»" (مت 26: 73).
إن من يدعي أنه لا طائفي لا يمكنه أن يخفي اعتقاداته الإيمانية ومفاهيمه عن تعاليم الكتاب المقدس، لأنه بالتأكيد له آراء، ومفاهيم شَبَّ عليها في نشأته، ولا يستطيع أن يخفيها.
المعلم الحقيقي
مَن يدعي أن الطوائف متشابهة، ولا يميز المفاهيم الإيمانية والعقائدية السليمة من غير السليمة، لا يدرك مدى خطورة سماعه للمعلمين الكذبة، الذين أقاموا أنفسهم من تلقاء أنفسهم.
إن إقامة الرعاة المخلصين هو عمل الروح القدس في الكنيسة، ولكن شعب الكنيسة لهم دور رئيسي في انتخاب الرعاة، وفي الشهادة لأمانتهم، كقول الكتاب: "فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ" (أع ٦: ٣). من الشاهد السابق نلاحظ أن الشعب اختار خدّامًا مشهودًا لهم، والرسل أقاموهم بالصلاة (السيامة أو الرسامة). أما مؤسسو هذه الطوائف فقد أقاموا أنفسهم من تلقاء ذواتهم.
المعلم الحقيقي شاهد صادق وأمين.
وإذا افترضنا أن أحد اللاطائفيين جمع أمامه خليطًا من الناس من طوائف مختلفة، وأراد أن يُعَلِّم بما قاله الرب يسوع المسيح عن أكل جسده وشرب دمه، فهل سَيُعَلِّم بحسب إيمان طائفة معينة منهم متجاهلًا إيمان باقي الطوائف؟ أم لن يتكلم عن هذا الجزء من الكتاب المقدس، لئلا يتعرض لحرج من السامعين المختلفين معه في الإيمان؟! وما هو مفهومه واعتقاده في ما قاله الرب في هذا الجزء من تعليم الرب المدون في الإنجيل المقدس؟
إن الرب يسوع المسيح هو الشاهد الأمين، كقول الوحي الإلهي: "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ" (رؤ 3: 14). وبالطبع يجب التمثل بالرب يسوع المسيح الشاهد الأمين، كقول معلمنا بولس الرسول: "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ" (1كو11: 1).
الشهادة الواجبة للتعليم الصحيح.
يَدَّعي الكثيرون ممن يروجون لتعاليم اللاطائفية أن مصدر تعاليمهم هو روح الله القدوس، وبالطبع لا يمكن أن يثبتوا هذا. ولكن هل من المنطقي أن يقتنع الناس بتعاليم هؤلاء المعلمين الكذبة بسبب هذا الاِدعاء الساذج.
إني أتعجب من اِدعاء هؤلاء بصحة تعاليمهم دون وجود شهود لهم من الآباء الأولين، مع أن الرب يسوع المسيح نفسه رحب بشهادة يوحنا المعمدان له، كقوله: "الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ. أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ. وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً" (يو٥: ٣٢-٣٥).
أخيرًا
نفخر بكنيستنا الأرثوذكسية، وبأن لها إيمان ثابت محدد، يتفق مع ما سلمه لنا رسل المسيح وتلاميذهم، لأن هذا يعني أننا نتبع الرب يسوع المسيح بدقة، ولا يمكننا أن نتبع آخر، لأن خراف الرب يسوع تتبعه تمامًا، ولا تتبع الغريب، كقوله: "وَأَمَّا الْغَرِيبُ فَلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ" (يو 10: 5).