مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ....». ( رو 8 : 35-36 )
أظهر أبونا يعقوب اهتماما بابنه الصغير يوسف المحروم من حنان أمه. فحسده إخوته وغاروا منه لكن يوسف ظل محبا مخلصا لهم فذهب بحب للبحث عنهم عند تأخر عودتهم للمنزل. أما هم فباعوه فصار عبدا لفوطيفار رئيس الشرط في مصر، ولم تزعزع الضيقة إيمانه بل ظل كما هو أميناً متمسكا بوصايا الله. فكان الله معه ووهبه النجاح.
ولكن امرأة فوطيفار اتهمته زورا بمحاولة صنع الشر معها، وألقته في السجن. وظل يوسف كما هو أمينا ثابت على ما تعلمه في بيت أبيه، ولذلك رفعه الله ليكون الرجل الثاني في مملكة مصر فكان سببا لنجاة
وخلاص الأرض من الهلاك بالجوع ولما أتى إليه إخوته بحثا عن القوت لم ينتقم لنفسه بل عالهم هم وأولادهم.وبقي كما هو أمينا في حبه لهم.
لقد صار يوسف مثالا لكل إنسان أمين يسعى لحفظ وصايا الله مهما كانت الضيقات أو الصعوبات. وكما لاقى يوسف الصديق تجارب وضيقات. كذلك لابد لمن يسعى في طريق الحياة الأبدية أن يتعرض لتجارب وضيقات، وذلك إما حسدا من الشيطان أومقاومة من الأشرار؛ فيضطهد، ويفترى عليه، و قد يتألم ظلما. فيكون-حينئذ- أمامه اختياران إما التعثر والتراجع عن الأمانة في صنع وصية الله) عثرة الصليب(، وإما احتمال الضيق و الثبات في تنفيذ الوصية أي:
أحمل صليبك وأتبعه
أخي...أختي :
إن ثبات الإنسان وأمانته في حفظ وصايا الله مستهينا بكل ألم، أو ضيق فضل يحسب له، وشهادة على صدق حبه لله، وضرورة أشترطها الرب على كل من يريد أن يتمجد معه.
ولذلك أكد أن من يريد أن يأتي ورائي فليحمل صليبه كل يوم ويتبعني .فلنحمل إذا صليبنا ونتبعه ثابتين لانه سيقودنا من مجد إلى مجد في موكب نصرته.