وأعطيكم قلباً جديداً، واجعل روحاً جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم (حز 36: 26)
يحكي سنكسار اليوم الثاني من شهر مسرى عن القديسة بائيسه، التي باعت نفسها للشيطان، فأرسل أباء برية شيهيت القديس يوحنا القصير، الذي وعظها وأكد لها قبول الله للخطاة التائبين. ولما سألته عن أمكانية خلاصها أجابها: نعم يوجد لك خلاص ولكن بشرط ترك مكان الخطية.
فواقفت وخرجت معه ولكن التائبة ماتت في الطريق قبل وصولها للدير، الذي كانت قد عزمت أن تحيا فيه حياة مقدسة، فحزِن عليها القديس يوحنا القيصر، ولكن الله المحب للبشر أراه ملائكة صاعدة إلي السماء، وهي تحمل القديسة التائبة، فتعزى وذهب إلي ديره.
ولكنك قد تتساءل متعجبا؟! كيف حملت ملائكة الرب الأطهار بائيسة التى كانت منذ ساعات فى عمق الخطية والتى امتلأ قلبها بالشهوات؟! !لا تتعجب فحقا نحن لا يمكننا أن نتنقى بقوتنا الذاتية، ولكنه الله العجيب في حبه، والذي بالروح القدس يخلق للإنسان قلب نقياَ جديداَ، ويطهر الخاطيء ليبيض أكثر من الثلج فيخلع الخاطئ الإنسان الفاسد العتيق ويلبسه الله الفاخر الجديد ويستمر عمله فيه حتى ييقيمه أمامه كعروس عفيفة جميلة للمسيح تصلح لمملكته.
أخي . . . أختي:
إن كنت تستثقل ماضيك المملوء بالخطية، أو كنت تتألم كلما تذكرت آثامك، فاصرخ طالباًَ بلجاجة مع داود النبي والملك، ليخلق الله فيك قلبا نقيا ويجدد في أحشائك علي الدوام روحا مستقيماً لتقف فرحاَ مع بائيسه أمام القدوس ضمن مجمع الملائكة الأطهار والأبرار القديسين.