"لولا الرب الذي كان لنا. ليقل إسرائيل، عندما قام الناس علينا، إذاً لابتلعونا أحياء..
إذا لجرفتنا المياه، لعبر السيل على أنفسنا"(مز 124: 1 - 4)
دخل يسوع السفينة هو وتلاميذه ليعبر إلى الناحية الأخرى من بحيرة "جينيسارت"، وبعدما أقلعوا نزل نوء ريح عظيم في البحيرة، وكان اضطراب عظيم في البحر، وكانت الأمواج تضرب السفينة حتى غطتها الأمواج.. وكان يسوع نائمًا على وسادة في مؤخرة السفينة فأيقظوه وقالوا له:"يا معلم، أما يهمك أننا نهلك؟ فقام وانتهر الريح، وقال للبحر:"اسكت! ابكم!" فسكنت الريح والبحر وصار هدوء عظيم فقال التلاميذ بعضهم لبعض:"من هو هذا؟ فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه!"...
نشأ التلاميذ في منطقة الجليل، وهي منطقة ساحلية تطل على بحر الجليل.. وكانوا يعرفون كيف يبحرون فى البحر لأنهم كانوا صيادي سمك، ولكن في هذه المرة فشلت كل محاولاتهم للنجاة بأنفسهم، وأحس التلاميذ أنهم أمام هلاك لا يمكن مواجهته، فلجأوا ليسوع في ذعر طالبين سرعة تدخله، وبالفعل قام يسوع وأعطاهم نجاة.
يقف الإنسان عاجزًا أمام الكثير من المشاكل والضيقات التي تفوق طاقته البشرية؛ فيشعر بالحاجة الشديدة لتدخل الله القوي.. وبالفعل يتدخل الله دائمًا، ويخلصه بيده القوية، وليس ذلك فقط بل يتعرض طيلة أيام حياته لحروب وفخاخ الشيطان الكثيرة.. وبالطبع تفوق قدرة الشيطان طاقة البشر، ومن المستحيل الخلاص من شر الشيطان دون معونة إلهية؛ لأن حربنا مع الشيطان ليست مع بشر مثلنا بل مع العدو الشرير الذي له طبيعة الملائكة وقدرتهم الجبارة، ولكن الشيطان رغم قدرته الهائلة ينسحق ويفر هاربًا أمام قوة الله، وأمام صليب المسيح، والكتاب المقدس يشهد لرب المجد يسوع كم كانت الشياطين تخرج من كثيرين بكلمة منه، وهي تصرخ وتقول: ما لنا ولك يايسوع الناصري أتيت قبل الوقت لتهلكنا.. لذلك فالغلبة والنصرة على الشيطان أكيدة لبني البشر الضعفاء بربنا يسوع المسيح.
أخي.. أختي:
لابد أن نعترف بضعف طبيعتنا، وأنه لولا وجود الرب معنا لهلكنا من زمن بعيد، ولا كنا نتمتع بما نحن فيه من نعم وبركات، ولا كنا قد حققنا أي نجاح أو تقدم في أي عمل صالح، ولا كنا.. ولا.. فهل تخدع نفسك مدعيًا أن ما تنعم به الآن من سلام أو نجاح أو ما تتمتع به الآن من خير في حياتك يرجع لقدرتكٍ الذاتية؟ ناسيًا ضعف طبيعتك البشرية! فيا ليتك تقف كل يوم معترفًا بعظم صنيع الرب معك قائلاً:"لولا أن الرب كان معنا"...