"والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل.. لا تخف لأني فديتك،
لأني دعوتك باسمك.. أنت لي"(أش 1:43)
كان في مدينة أريحا رجل اسمه زكا رئيس للعشارين، وسمع الرجل عن يسوع وأراد أن يعرفه، ولما علم أنه مجتاز هناك ركض متقدماً إلى جميزة لكي يراه، فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرآه وقال له:"يا زكا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك.. فأسرع ونزل وقبله فرحاً فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين:"أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ".. فوقف زكا وقال للرب:"ها أنا يارب أعطي نصف أموالي للمساكين.. وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف".. فقال يسوع:"اليوم حصل خلاص لهذا البيت؛ إذ هو أيضاً ابن إبراهيم"...
في موكب شديد الزحام يتحرك ببطء وسط جموع كثيرة تحيط بيسوع.. فجأة وقف يسوع عند شجرة جميز، لينظر شخصاً متعلقاً بفروعها، فنادى عليه يسوع باسمه:"يا زكا أسرع وانزل".. لم يكن زكا يحلم بأن يحظى بأكثر من دقائق يراقب فيها يسوع، الذي سمع عنه الكثير، والذي اشتاق أن يقترب منه لينال بركة منه.. ولم يقدر زكا أن يقترب لشدة الزحام الذي كان دائماً يحيط بموكب المسيح، والذي وصف الكتاب المقدس شدته في بعض الأحيان:"بأن الجموع كانت تدوس بعضها بعضاً"، ولكن الرب لم يغفل إنساناً واحداً مثل زكا وسط الآلاف...
لقد أعلن يسوع حين نادى على زكا في وسط الزحام أنه يهتم بكل فرد من هذه الآلاف المحيطة، بل بكل فرد من المليارات التي تحيا في هذا العالم.. ولم يكتفِ يسوع بالاهتمام بزكا ومناداته باسمه أمام الجموع التي كانت تكرهه، لأنه رئيس العشارين، لكنه أعلن أمام الجمع أنه سيذهب ليبيت في منزل زكا.. لقد رفع الرب من شأن زكا مُظهرِاً استحقاقه ليخدمة وليهتم به مبرراً ذلك بأنه هو أيضاً ابن لإبراهيم كالباقين.. من أجل كل هذا الاهتمام الشخصي ذُهِلَ زكا من حب الرب له فاستهان بكل ما يملك من أجل الرب، و أعلن أمام الجميع توبته، وقرر التصدق بنصف أمواله للفقراء...
أخي.. أختي:
إن الرب يهتم بك شخصياًّ، وهو يعرف كل شيء عنك: طباعك، نقاط القوة والضعف في حياتك، مايحيط بك من ظروف، وماتحتاج إليه سواء ما تعرفه، وما لست تعرفه.. فهل تدرك أنك محور اهتمام الرب يسوع؟ ولكنه ينتظرك منك أن تقتدي بزكا ، فتظهر له أنك تريد أن تعرفه...