"أمل يارب أذنك.. استجب لي لأني مسكين وبائس أنا.. ارحمني يارب لأنني أصرخ إليك اليوم كله..
لأنك أنت صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين إليك"(مز86 : 1-5)
حكى رب المجد يسوع عن إنسانين صعدا إلى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر عشار.. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا: اللهم أنا أشكرك لأنني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة، ولا مثل هذا العشار؛ أصوم مرتين في الأسبوع، و أعشر كل ما أقتنيه.. أما العشار فوقف من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء، بل قرع على صدره قائلاً : اللهم ارحمني، أنا الخاطئ! أقول لكم أن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك؛ لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع..
إن من أخطأ لابد أن يتم فيه حكم الله العادل القائل: موتاً تموت.. ولذلك لايمكن استرضاء عدل الله ببعض الأعمال الحسنة أو الصدقات كما ظن الفريسي؛ ورغم محبة الله العظيمة لم يكن ممكناً أن يقبل الله توبة الخطاة و يغفر لهم خطاياهم متغاضيًا عن موت من أخطأ ولكن العدالة تحققت بموت ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح عن الخطاة، ومنذ ذلك الحين انفتح باب مراحم الله واستجاب الله للمؤمنين منكسري القلوب المتضعين الطالبين رحمتة وغفرانه.. و هذا ما أراد ربنا يسوع أن نتعلمه من قصة الفريسي والعشار فلنتأمل إذا كيف فاز العشار بالغفران!!!
لقد وقف العشار بقلب متضع وروح منكسرة.. شاعرا ببشاعة خطاياه ولم يجروء على التقدم إلى داخل الهيكل؛ بل وقف من بعيد فكيف يتواجد الخاطيء الدنس في الهيكل المقدس الذي لله القدوس؟! و أدرك العشار أن خطاياه صارت فاصلاً بينه وبين الله ولم يعد له دالة عند الله، ولذلك لم يشأ أن يرفع نظره نحو السماء.. ولما هم العشار بالتفكير فيما يستطيع أن يقدمه من عذر أو حجة عن خطاياه.. لم يجد، فتذكر ما ينتظره من دينونة رهيبة.. ومَن مِن البشر الخطاة يقدر أن يتبرر في المحاكمة العادلة في يوم الرب الرهيب؟! ولما أحس العشار أنه هالك لامحالة، لم يجد أمامه سوى الاتضاع فطلب الرحمة في ندم قارعًا صدره، معترفاً بخطاياه قائلاً: اللهم ارحمني أنا الخاطئ.
أخي.. أختي:
لقد كشف لنا الكتاب المقدس حكم الله بقبول توبة العشار ورجوعه مبررا و رفض الفريسي المتكبر المتكل على بره الذاتي ليمكث عليه غضب الله فياليتك تقتدي بالعشار فتتضع أمام الله قارعا صدرك صارخا طالبا رحمته وغفرانه فتخرج من أمام الله مبررا