"انتظر الرب.. ليتشدد وليتشجع قلبك، وانتظر الرب"(مز27:14)
جاء يسوع إلى بركة بيت حسدا حيث كان مضطجعاً جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء لأن ملاكاً كان ينزل أحياناً في البركة ويحرك الماء؛ فمن نزل أولاً بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه.. وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة فجاء إليه يسوع وسأله قائلاً:"أتريد أن تبرأ" فأجابه المريض:"يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ، ينزل قدامي آخر".. قال له يسوع:"قم. احمل سريرك وامشِ".. فحالاً برئ الإنسان وحمل سريره ومشى.
انتظر جمهور كثير من المرضى عند بركة بيت حسدا أملاً في الشفاء.. وكلما أرسل الله الملاك لتحريك ماء البركة، كلما تشبث المرضى بالأمل منتظرين في صبر مجيء الملاك مرة أخرى، حتى أصبح الانتظار في صبر ورجاء أعظم فضيلة لجمهور المرضى المنتظرين عند البركة.. ولما جاء يسوع إلى البركة اختار مفلوجاً مضى عليه ثمانية وثلاثين سنة ليسأله أتريد أن تبرأ؟ لقد أراد يسوع أن يؤكد لنا أن انتظار الرب وعدم فقدان الأمل شرط أساسي لتدخل الله، ولكن الرجل كان يتوقع أن تأتي المعونة ممن حوله من الناس، ولذلك أجاب الرب بأنه ليس له أحد.. ولكن ليس لهذا قيمة فالرب بنفسه قد حضر ليمنحه الشفاء.
لا يكفي الإنسان أن يجاهد فترة ما من حياته، لأنه إن لم يجاهد في صبر إلى المنتهى منتظراً نعمة الله يكون قد أضاع تعبه باطلاً.. قد ضرب لنا الوحي الإلهي مثلاً ليوضح أهمية انتظار الرب بالفلاَّح الذي ينتظر في صبر مطر السماء المبكر والمتأخر لكي تثمر الأرض.. وكتب معلمنا بولس الرسول يعلن عن حزنه على مخدوميه الذين ابتدأوا بالروح وأكملوا بالجسد، ولكن معلمنا بولس العظيم ظل يجاهد في صبر وهو في ملء الرجاء إلى النهاية حتى أمكنه القول:"جاهدت الجهاد الحسن و أكملت السعي.. وأخيراَ وضع لي إكليل البر".. ويروي الكتاب المقدس عن أيوب الصديق كيف أنه احتمل في صبر ما أصابه من تجارب، ولذلك عوضه الله ضعفين عن ما خسره ورفعه الله وجعله مثالاً لنا عن عاقبة الصبر وانتظار الرب.
أخي..أختي:
لا تيأس ولا تفقد رجاءك وانتظر الرب حتى ولو تمهل عليك، واسلك في طريق الحياة الأبدية مهما واجهت من معوقات، واحتمل في صبر المشقات واسمع الرب يقول لك ولشعب كنيسة ثياتيرا:"وإنما الذي عندكم تمسكوا به إلى أن أجيء".