(لأعرفه، وقوة قيامته، وشركةآلامه، متشبهاً بموته، لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات"(في 3-10"
في يوم أحد القيامة كان اثنان من تلاميذ الرب منطلقين إلى قرية اسمها عمواس.. وفيما هما يتكلمان بأسف وانزعاج عن صلب يسوع وآلامه وموته؛ لاقاهما يسوع في الطريق كرجل مسافر ولما اقترب منهما أخذ يسألهما عما يتكلمان به من حديث، ولماذا هما عابسي الوجه، وتبدو عليهما الحيرة؛ فأخبره التلميذان عن أحداث الجمعة المؤلمة.. أما عن خبر قيامته فقد أظهرا حيرة وشكاًّ فيما قالته النسوة عن القيامة، وبعدما استمع يسوع لهما ابتدأ يشرح لهما عن ما كتبه موسى والأنبياء عنه.. ومضى الوقت في حديث ممتع؛ وإذ بهما قد وصلا للقرية التي كانا ذاهبين إليها فتظاهر يسوع بأنه منطلق إلى مكان أبعد، ولكنهما ألزماه أن يمكث معهما تلك الليلة.. وفي العشاء كسر يسوع الخبز وإذ بهما تنفتح أعينهما ويعرفان أنه هو هو الرب، واختفى يسوع عنهما فتبددت عنهما الكآبة.. وفي فرح وبحماس شديد رجعا بسرعة إلى أورشليم في الحال ليؤكدا لتلاميذه ولرسله خبر قيامة الرب من بين الأموات.
إن القيامة هي أعظم دليل على انتصار الرب على كل قوى الشر.. وهي أعظم حقيقة إيمانية تشهد أن يسوع المسيح المصلوب هو الله، وهو القوي الحي الذي لايموت.. لقد كان ظهور الرب لتلاميذه بعد القيامة ضرورة.. فكيف يترك الرب الحبيب تلاميذه المحبوبين يعيشون في حزن على سيدهم المصلوب المائت بعد أن قام غالباً ومنتصراً؟! ولذلك ظهر الرب مراراً لتلاميذه ليؤكد حقيقة قيامته لهؤلاء الأحباء المخلصين الذين شاركوه مشاعر الحزن والألم.. ولهذا أيضاً ظهر الرب لتلميذي عمواس في الطريق ليرد لهما إيمانهما وليبدد حيرتهما، لقد أراد الرب أن يفرحهم بنصرته على الموت وأراد أيضاً أن يهبهم قوة قيامته ليحيوا في غلبة وانتصار..
عرف معلمنا بولس الرسول قوة قيامة الرب؛ فصرخ مستهيناً بكل ضعف قائلاً:"أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني".. وكما أعلن الرب للقديس بولس عن قوة قيامته يعلن ويؤكد لنا أيضاً حقيقة وقوة قيامته، لأن القيامة قوة يتلاشى أمامها كل ضعف ويأس وكما تحنن الرب يسوع على تلميذي عمواس يتحنن علينا دائماً؛ فحينما يرى الرب أحد أحبائه المتألمين يعاني من ضعف يتقدم إليه ليرافقه في الطريق مؤكداً له حقيقة قوة قيامته.. لينطلق في طريق الحياة معه ملتهباً قلبه بالحب عاملاً من أجل الفوز بالحياة الأبدية بقوة وفرح...
أخي.. أختي:
لابد لكل من يريد الفوز بالنصيب السمائي أن يتعرف أولاً على قوة قيامة الرب، لأن من يعرف قوة قيامة الرب يغلب العالم ويهون عليه حمل صليبه إلى المنتهى، وسيتمتع الآن وفي الدهر الآتي بقيامة مجيدة مع الرب فثق في قوة قيامته.. وإذا أتاك في الطريق وسط همومك أو ضعفك بتعزياته التي تفرح القلب؛ تمسك به واطلب منه أن يبيت معك لتذوق الفرح والقوة مع تلميذي عمواس..