"إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضداًّ لنا، وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب، إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً، ظافراً بهم فيه"(كو12:2-14)
دون زكريا بن برخيا وهو أحد أنبياء العهد القديم في السفر الملقب باسمه أنه في رؤياه رأى يهوشع الكاهن العظيم قائماً والشيطان قائم عن يمينه يقاومه، فانتهر ملاك الرب الشيطان دفاعاً عن يهوشع، وكان يهوشع لابساً ثياباً قذرة فأمر الواقفين (ملائكة) بنزع الثياب القذرة عنه وقال له الرب:"انظر.. قد أذهبت عنك إثمك، وألبستك ثياباً مزخرفةً" وتمنى النبي في رؤياه أن يلبسوا يهوشع عمامة طاهرة وبالفعل وضع الواقفون على رأسه عمامةً طا هرة.
كان الشيطان يقاوم ويشتكي على يهوشع لأنه يقف بثياب قذرة في المحفل المقدس، والثياب القذرة التي يرتديها يهوشع الكاهن العظيم كانت ترمز لخطايا وآثام يهوشع وكل شعبه لأن الكاهن يمثل شعبه.. وعندما يصلي يتضرع عن نفسه وعن شعبه ولم يكن يهوشع وشعبه هم الأثمة والخطاة وحدهم فقط لأن الكتاب المقدس يشهد أننا بلا استثناء أخطأنا جميعاً فالجميع زاغوا وفسدوا ويستحقون لا محالة الموت الأبدي، ولكن الله لأجل رحمته وحنانه لن يترك الشيطان يشتكي على أحبائه أو يقاومهم ولهذا أسكت ملاك الرب الشيطان وانتهره وأمر بنزع ثياب يهوشع القذرة عنه (غفر خطايانا وآثامنا) وإلباسه ثياباً مزخرفة ترمز لثوب بر المسيح الذي سترنا به، ولنعمته ومواهبه التي أجزلها لنا بغنى ربنا يسوع المسيح .
لقد علق المسيح الرب على خشبة الصليب في اليوم السادس وفي الساعة السادسة لينتهر إبليس المقاوم والمشتكي عليك، وفي هذه الساعة أيضا سكب الرب دمه الذي لا يقدر بثمن لينزع عنا ثيابنا القذرة (عار ثقل خطايانا وآثامنا) وألبسنا ثوب بره لننعم بثمار ومواهب روحه القدوس.
أخي.. أختي:
لم يبق أمامك للنجاة من مجلس دينونة الله العادل والمخيف سوى أن تقبل بإيمان مسيحك رب المجد يسوع مخلصاً وفادياً لك وباتضاع تلجأ لكنيسته معترفاً بضعفك طالباً مراحمه ونعمه حينئذ فقط يمكنك أن تنجو.