"تب، واعمل الأعمال الأولى، وإلا فإنى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب"(رؤ2: 5)
جاء قوم يخبرون يسوع عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دماءهم بذبائحهم. فأجاب يسوع وقال لهم "أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطاة أكثر من كل الجليليين لأنهم كابدوا مثل هذا؟ كلا! أقول لكم : بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون .أو أن أولئك الثمانية عشر إن الذين سقط البرج عليهم فى سلوام وقتلهم.أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين فى أورشليم؟ كلا أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون."
الله قدوس وبارولا يطيق الخطيئة، ولا بد أن يفنى الشر ويزيله من مملكته، ولذلك بالرغم من محبته الكثيرة قد سبق وأعد ناراً أبدية لإبليس وجنوده.
وقد أعلن الكتاب المقدس أن النار الأبدية ستكون مستقراً وعقاباً للأشرار من البشر الذين أحبوا اللعنة باختيارهم ورفضوا الاستفادة من غنى مراحمه.
إن الله من أجل محبته العظيمة فى سعى دائم ليخلص الأشرار من الهلاك الأبدى بطرق كثيرة حتى ولو كان العض لايستجيب ويتوب مستغلاً إمهال الله ولطفه للتمادى فى الشر ولكن الله الذى لايطفئ الفتيلة المدخنة ولايقصف القصبة المرضوضة ينذر المتوانين ويقدم لجميعنا عبر وأمثلة عن زوال هذا العالم لعل الجميع يفيقون ويتوبون قبل فوات الأوان،وهذا ما أراد الرب تأكيده للجموع عندما أخبر عن ذبح بيلاطس للجليليين أو عن سقوط البرج فى سلوام فموت هؤلاء أو أولئك ليس لأنهم أشرار أكثر من جميع الناس كما أعلن الرب فهناك أشرار كثيرين لم تأت نهاية حياتهم الأرضية بعد ومازال الله ينتظر توبتهم. ولكن الموت قد يأتى فجأة فى أي لحظة لأي إنسان دون مقدمات على غير توقع ليضع نهاية لإمهال الله وينهى كل فرصة للتوبة، إن ماتذيعه وسائل الإعلام كل يوم من أخبار تصف أو تنبئ بضيقات سواء حروب أو أوبئة أو مجاعات أو حوادث مؤسفة تمس حياة الأفراد أو الجماعات أو الدول هى إنذرات الله للبشر وهى أبواق تدق ناقوس الخطر كما أسماها سفر الرؤيا عسى أن يستجيب الناس ويتوبوا.
أخى ....أختى:
إن سمعت أخباراً مؤسفة عن مآسى كثيرة فلاتقلق أوتضطرب كتيراً لئلا تصير فريسة لخوف مرضى لا يفيد ولاتكن كمشاهد يراقب ويحلل ويستنتج الأسباب حاسباً أن هذا لايعنيك، بل افحص ذاتك مدققاَ لتقدم توبة واستعداداً متذكراً كلمات الرب يسوع القائلة لك ولكل نفس: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون".