"ولكني أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلى ماهو قدام أسعى نحو الغرض..."(فى3: 13،14)
"فقال له يسوع: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله"(لو9: 62)
أخرج الرب شعب إسرائيل من أرض مصر بيد قوية بعد أن شق لهم طريقاً وسط البحر الأحمر. فاجتاز بني إسرائيل وسط البحر وبعدما عبروا دخلوا إلى سيناء وهناك تذمر الشعب على موسى وهارون قائلين: "قد تذكرنا السمك الذى كنا نأكله مجاناً فى مصر.والقثاء والبطيخ والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا ليتنا متنا بيد الرب فى أرض مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزاً للشبع. وفى برية سيناء خاصم الشعب موسى وقالوا: "لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش"؟. ومرة أخر تذمر الشعب على موسى لأنهم سمعوا أن مدن كنعان حصينة والشعب الساكن فيها أقوياء فقالوا لموسى النبى: "لماذا أتى بنا الرب إلى هذه الأرض لنسقط بالسيف؟ تصير نساؤنا وأطفالنا غنيمه، أليس خير لنا أن نرجع إلى مصر؟ فقال بعضهم لبعض: "نقيم رئيساً ونرجع إلى مصر". كان السبب الظاهر لتذمر شعب بني إسرائيل سريعاً هو تعرضهم لبعض الصعوبات بعد خروجهم من أرض مصر بالرغم من أن أفراد هذا الشعب أبصروا بعيونهم آياته وهو يشق أمامهم البحر الأحمر وسمعوا بأذانهم صوته وهو يكلمهم من السماء فى جبل سيناء فهل من الممكن أن يكون هذا سبباً منطقياً لكل هذا التذمر؟ إن نسيان الشعب لوعد الله العظيم بتملكهم أرض كنعان الأرض الجيدة التى تفيض لبناً وعسلاً هو السبب الحقيقى لتذمرهم، فحينما يضع الإنسان أمام عينيه قيمة وأهمية الهدف الذي يجاهد من أجله تهون عليه المصاعب ويزن كل خسارة مقارنة بالمكسب الوفير الذى سيحصل عليه أما بنى إسرائيل فعلى عكس ذلك وضعوا أمامهم شهوات العلم الزائل متناسين مذلة العبودية ومشقتها وتركوا وراءهم وعد الله الأكيد بالحياة المريحة الهنيئة فى أرض كنعان. لقد تشبه الشعب بإمرأة لوط التي خرجت من سدوم وهى ناظرة بوجهها إلى ما تركته وراءها ولم تتمكن من النجاة لأنها لم تقدر أهمية وقيمة نجاتها من الهلاك ولهذا لم تضع نجاتها هدفاً أسمى تخسر لأجله كل شئ وعلى النقيض من هذا اعتبر معلمنا الطوباوي بولس كل ما كان له ربحاً قبل إيمانه بالمسيح نفاية من أجل المسيح وخسر كل شئ من أجل ربح أعظم مكسب وهو فضل معرفة المسيح يسوع ؟
أخى....أختى:
إن كنت قد اخترت فضل معرفة المسيح هدفاً فاجعل المسيح الحياة والطريق والحق والقيامة أمامك عينيك على الدوام وإياك أن تنظر لما تركته من خطايا وشهوات وملذات الماضى لئلا تخسر الملكوت الذى أعده لك الرب منذ تأسيس العالم.