فى كل تعب منفعة وكلام الشفتين إنما هو إلى الفقر"(أم14: 23)"
الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج"(مز126: 5)
فوق الجبل ألقى الرب اعظم عظة تشرح للبشرية كيفية السلوك بشريعة الكمال وبناموس المحبة، وختم الرب عظته بالتشديد على أهمية العمل بكل الوصايا التى تناولها موضوع هذه العظة قائلاً: "كل من يأتى إلي ويسمع كلامى ويعمل به أريكم من يشبه يشبه إنساناً بنى بيتاً وحفر وعمق ووضع الأساس على الصخر فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر أن يزعزعة، لأنه كان مؤسساً على الصخروأما الذى يسمع ولايعمل، فيشبه إنساًنا بنى بيته على الأرض من دون أساس فصدمه النهر فسقط حالا وكان خراب ذلك البيت عظيماً!"
يصف الكتاب المقدس الرجل الذى بنى بيته دون وضع الأساس بالجهل، أما سقوط بيته فيرمز لهلاكه وعدم انتفاعة بشئ من تعبه... والواقع يشهد بأن كل من يضع كل همه في البناء لحساب حياة الجسد بكل وسيلة ويهمل تنفيذ وصايا الله لايربح من تعبه غير لذة وقتية تدفعه لطلب المزيد أوربح مادي يتركه في أخر الأمر لغيره. اما ثبات بيت العاقل وبقائه ضد سيل النهر الجارف فيرمز لنجاحه وانتصاره على متاعب وتقلبات هذه الحياة وانتفاعه بثمر تعبه وجهاده الذى عمله فى عمره، ولهذا سينعم ببيت أبدى أى حياة أبدية سعيدة فى ملكوت الله. إن من يسمع أقوال الرب ويجاهد فى تنفيذها هورجل عاقل فضل الدخول من الباب الضيق أو اختار طريقاً كربة. ولكنه إن كان قد أختار الطريق الكرب فلأنها هي الطريق الوحيدة التي تضمن الحياة الأبدية السعيدة، ولهذا لم يهتم بضيق الباب أو بمشقة الطريق، أما الجاهل فينخدع لجهله بوسع الباب وبرحب وسهولة الطريق مفضلاً الباب الواسع والطريق السهل دون أن يقدر النتائج والثمار التي سيجنيها فيما بعد.
لقد علمنا الرب أن نجاهد باستماتة واضعين رجاءنا في الثمر المتكاثر غير ناظرين إلى الأتعاب والأحزان التي نلاقيها أثناء الجهاد لأنها ستنسى عندما نفوز بالحياة الأبدية السعيدة. وقد شبه الرب فرح المؤمنين ونسيانهم للأتعاب بالمرأة التي تحزن وهي تلد لكنها تنسي الشدة بعدما تلد لأن فرحها بمولودها ينسيها كل تعب أو ألم وهكذا نحن سننسى كل الأتعاب حينما ننعم بالحياة الهنيئة السعيدة مع الله في ملكوته الأبدى.
أخى....أختى:
كن عاقلاً وابن لك بيتاً يدوم في السماء وافرح وأنت تتعب لأن تعبك سيكون له ثمر يفرح قلب الله وإياك أن تغر أو تحسد الجاهل المخدوع الذي يسلك في الخطية والشر ظاناً أن مكسبه يدوم فلن يدوم مكسبة واعلم أن المخدوعين المتنعمين غير المثمرين مصيرهم قريب من اللعنة والهلاك كشجرة التين غير المثمرة.