"كل مجد ابنة الملك من داخل. مشتملة بأطراف موشاة من ذهب متزينة بأشكال كثيرة". (مز45)
جاء جبرائيل الملاك إلى مدينة الناصرة ليبشر القديسة العذراء مريم بالحبل لإلهي وأعلمها الملاك عن حبل أليصابات فى شيخوختها بيوحنا المعمدان. وعلى الفور ذهبت العذراء بسرعة إلى اليهودية لتخدم أليصابات، ودخلت العذراء على أليصابات، وألقت عليها السلام. فتنبأت أليصابات قائلة: "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك! فمن أين لى هذا أن تأتي أم ربي إلي؟... فطوبى للتي آمنت أن يتم ماقيل لها من قبل الرب". لم تنفِ العذراء تطويب أليصابات لها لكنها نطقت بروح النبوة قائلة: "فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس...
التطويب فى الكتاب المقدس يعني مدح واستحسان من نال البركات والهبات الإلهية. ومنذ أن دون القديس لوقا الإنجيلي هذه النبوة وحتى الآن وإلى انتهاء الدهر لم ولن يطوب أحد من الناس كما طُوبتَ هى. فكل أجناس البشر من مشارق الأرض إلى مغاربها ترتل للعذراء بأعذب الترانيم والتماجيد. وصوم العذراء تملأ بيوت المؤمنين. أما الكنائس فتقيم الأصوام وتنظم النهضات باسم العذراء القديسة مريم ولقد سبق تطويب مريم ميلادها فقد سجل الكثيرون من أنبياء العهد القديم أمثال داود وسليمان وأشعياء وغيرهم أعظم النبوات في وصف العذراء ومدحها.
لقد آمنت العذراء أن يتم ما قيل لها من قبل الرب فسلمت لله كل أمورها ليفعل بها ما يشاء. ولهذا طوبتها أليصابات. وقد فاقت العذراء تلاميذ الرب فى استحقاقها للتطويب لأن عينيها أبصرت ماتمنى الكثيرون أن يروه ولم يروه. فقد رأت الرب مولوداً وطفلاً وشاباً ورجلاً وكم من معجزات عاينت من ميلاده وحتى صعوده للسماء أما أذنيها فقد سمعتا كلامه الرقيق العذب الذى يريح النفس وسمعتا ما اشتهى كثيرون أن يسمعوه من تعاليمة المحيية. لقد لازمت العذراء المسيح الرب أكثر من أي إنسان فطوباها بالحقيقة. لقد استحقت العذراء التطويب كأم لله الظاهر فى الجسد فالبطن حمتله تسعة أشهر والأذرع احتضنته واليدين خدمته والركب دللته. واختيار السماء لمريم لتكون أماً لله ومناداة الملاك لها بالمباركة فى النساء وبالممتلئة نعمة هو أعظم شهادة على استحقاقها للتطويب أما القليل الذي دونه الكتاب المقدس عن فضائلها فيعطيها بجدارة الاستحقاق فى الفوز بالتطويب بحسب قول الرب: "بل طوبى لمن يفعل إرادة الله".
أخى ....أختى:
حينما تشترك فى تمجيد أو ترتيل لتطويب وتكريم أمك العذراء فأنت تشترك مع أليصابات فى لقاء الملكة أم الله. وكما نعمت أليصابات بامتلائها من نعمة الروح القدس سيملؤك روح الله بشفاعتها نعماً وبركات.