"الرب صالح ومستقيم لذلك يعلم الخطاة الطريق. يدرب الودعاء فى الحق، ويعلم الودعاء طرقه." (مز25: 9،8)
أرسل بالاق ملك الأموريين يستدعي بلعام الساحر ليلعن له بني إسرائيل فذهب بلعام مسرعاً وبينما هو منطلق في المسير حمى غضب الله عليه، ووقف ملاك الرب فى الطريق ليقاومه وهو راكب على آتانه، فأبصرت الآتان الملاك ومالت عن الطريق وحاول بلعام أن يردها إلى الطريق، لكنه فشل وبعد أن ضربها ثلاث دفعات فتح الرب فم الآتان فقالت لبلعام: "ماذا صنعت بك حتى ضربتنى الآن ثلاث دفعات ثم كشف الرب عن عيني بلعام فأبصر ملاك الرب واقفاً فى الطريق وسيفه مسلول فى يده فخر ساجداً على وجهه.."وحذره الملاك من الخطأ بسبب حب المال قائلاً: "خرجت للمقاومة لأن الطريق ورطة أمامي.. اذهب مع الرجال، وإنما تتكلم بالكلام الذي أكلمك به فقط".
لقد كان طمع بلعام فيما سيعطيه له بالاق من مال سبباً فى اندفاعه ولكن الله المحب لايترك الإنسان لشره بل يحذره على الدوام. ولذلك أرسل ملاكه ليحذره من مخالفة وصاياه. ولم يبصر بلعام ملاك الله لأن حبه للمال أعماه. وشاء الله أن تنطق الآتان لتحذره وتخبره عن وقوف الملاك أمامه لعله يفيق قبل أن يتورط فى الخطية والهلاك.
حذر الله أبونا آدم من الأكل من شجرة معرفة الخير والشر، وحذر قايين من حسده وغيظه لهابيل أخيه وأهاج الرب الريح والبحر ليمنع يونان من الذهب إلى ترشيش، وأوحى الله بحلم لزوجة بيلاطس البنطي لكي تحذر زوجها من ظلم رب المجد يسوع، وكشف الرب ليهوذا عن خطورة ما سيفعله من خيانته لمعلمه الرب يسوع، وانبأ الرب بطرس أن سينكره قبل صياح الديك وبالفعل أنكره بطرس وعندما صاح الديك توقف بطرس عن إنكاره وخرج خارجاً وقدم توبة ببكاء مر. لقد استفاد معلمنا بطرس الرسول من تحذير الرب له بينما لم يستفد الكثيرون أمثال بلعام الذي كان سبب عثرة لبني إسرئيل، فهلك لأنه لم يكن وديعاً طيعاً لله إن الإنسان الوديع المتواضع يدرك معنى تحذيرات الله له فلا يتمادى في خطئه. أما المتكبر فلا يستجيب مهما كانت قوة تحذير الله له.
أخى....إختى:
إذا شعرت أن الله يحذرك بوضع بعض الصعوبات أو العقبات أمامك ليعطلك عن أمر ما أو أحسست أن الله يحذرك بأي طريقة أخرى، فلا تقسي قلبك بل كن وديعاً ولا تندفع في اصرار ولا تهمل مراجعة نفسك لئلا تتورط فتخطئ وتجلب لنفسك ضرراً.