" فالآن إن سمعتم لصوتى، وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب.."(خر19: 5)
قال الرب لأبرام (إبراهيم أب الآباء):" اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك. فأجعلك أمة عظيمة. وأباركك وأعظم اسمك. وتكون بركة. وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنة. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض"، فذهب أبرام كما قال له الرب، وظهر الرب لأبرام فى شكيم عند بلوطة مورة. فبنى هناك مذبحاً ليعبد الرب هناك ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل. ونصب خيمته هناك فبنى أيضاً مذبحاً للرب، وعندما نقل أبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التى في حبرون بنى ايضاً مذبحا ليدعو باسم الرب هناك.
- أعتاد أبونا إبراهيم على بناء مذبح لعبادة الرب في أي مكان يقيم فيه، وقد كان بناء المذبح يدل على اهتمام أبونا إبراهيم بتقديم ذبائح ومحرقات لله كما فعل من قبل أبواه هابيل ونوح فنالا رضا الله وحرص أب الآباء إبراهيم في كل أيام حياته على إطاعة الله والالتزام بتنفيذ أوامره بدقة، وقد تزكى إبراهيم عندما أمره الله بتقديم ابنه الوحيد إسحق ذبيحة محرقة، فأطاع ولم يمتنع. ولكن الله عاد فأمره بألا يمس إسحق، وأن يقدم بدلا منه كبش كان الله قد سبق أعده لذلك
- أن الله يسعى دائماً بالحب نحو الإنسان وهو على الدوام يقترب منا ليكون علاقة حب بينه وبيننا، ولكن ليس الجميع يقبلون هذا الحب فقد قبله البعض أمثال هابيل ونوح وإبراهيم، وقبله أيضاً بعض الصيادين البسطاء الذين صاروا فيما بعد تلاميذاً ورسلاً للرب يسوع، بينما رفضه الكثيرون ولكن ينبغى أن يعلم الإنسان أنه حينما يؤمن بالله وبوصاياه فقد وافق أيضاً على الدخول في عهد مع الله وطرفي هذا العهد هما الله الذى أحب الإنسان، وجعله موضع اهتمامه ورعايته، والطرف الآخر هو الإنسان الذى يجب عليه الإخلاص فى طاعة الله، والخضوع له.
- إن كل مسيحي اعتمد باسم الثالوث القدوس قد قبل أن يدخل مع الله في عهد مقدس ويشتمل طقس المعمودية على إقرار يقدمه من قبل الإيمان (أو إشبينه): فيقف طالب العماد أو إشبينه ووجهه ناحية الغرب ليقدم إقرارا فيه بجحد الشيطان وكل جنوده الشريره، وكل أعماله النجسة، ثم يلتفت ناحية الشرق ويعلن أمام الجميع إيمانه بالثالوث القدوس، وبعقيدة الكنيسه، ويتعهد بالالتزام بنواميس الله المخلصه،أى وصاياه التى تقود الإنسان في طريق الخلاص والحياة الأبديه.
أخي....أختي:
شارك أبيك إبراهيم كل صباح في بناء مذبح للرب، أعنى أن تقف أمام الله في أول اليوم لتتذكر عهدك الذى قطعته على نفسك يوم عمادك، واعلن له عن نيتك الصادقة للوفاء بتعهداتك نحوه، واحرص أن تكون وفياً لله كالابن البار نحو أبيه المحبوب، وإن كنت قد تهاونت بالأمس في صنع وصيتة، فقل له بنية صادقة اليوم، سأجاهد قدر استطاعتي، فأعن ضعفي فأنا ياإلهي أريد رضاك.