"الرب يحفظك من كل شر. يحفظ نفسك. الرب يحفط خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر." (مز121: 7)
شهد الرب لأيوب الصديق أنه رجل كامل مستقيم ويتقي الله ويحيد عن الشر ولكن الشيطان الشرير اتهم أيوب بأنه يتقي الله لأجل منفعته قائلاً: هل مجاناً يتقي أيوب الله أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحيه، باركت أعمال يديه فأنتشرت مواشيه في الأرض، ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له، فإنه في وجهك يجدف عليك. ولم يترك الله الشيطان يجرب أيوب كما يريد لكنه وضع حدوداً لتجربة أيوب كي لا يتعداها الشيطان وظل أيوب بنعمة الله ثابتاً فى إيمانه إلى نهاية التجربة فنال مكافأة صبره.
- إن قصة حياة أيوب الصديق تعلمنا أن الشيطان ليس له سلطان على الإنسان لأن السلطان بيد الله الذى يدير الكون ويضبطه. لقد كان الله يسيج حول أيوب أي كان يحفظه ويحميه ولذلك لم يستطع الشيطان أن يقترب منه ولكن حال أيوب تبدل بمجرد سماح الله للشيطان بأن يجربه، وابتدأ أيوب يضعف مع كثرة التجارب الحالة عليه. ولكن الله حفظه لكي لايفنى إيمانه، وحول التجارب لخيره فصار مثالاً للصبر وعوضه الله أكثر مما خسر
- حفظ الله من أعظم النعم التي يحتاجها الإنسان لينال الخلاص. فما قيمة أن يحصل الإنسان على بركات كثيرة إن كان الشيطان يقدر أن ينزعها منه في أي وقت يشاءه. لقد وعد الله بحفظ وحماية أبنائه المؤمنين باسمه، وعلمنا رب المجد يسوع أننا محفوظون في يد الله ولا يقدر أحد أن يخطف من يده ابناً او ابنة ليضر بهم او ليؤذيهم، وأما التجارب التي قد يسمح بها الله أحياناً فهى لخير الإنسان ونفعه.
- صلى الرب يسوع في بستان جثسيماني من أجلنا إلى الآب في ليلة آلامه قائلاً:" لست اسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير" وقد أدرك داود النبي أهمية نعمة حفظ الله له. فترنم في الكثير من المزامير طالباً حفظ الله. وكثيراً ما سبح النبي الله وشكره من أجل هذه النعمة العظيمة، أما كنيستنا القبطية فتعلم أبناءها أن يبدأوا كل صلواتهم بصلاة الشكر التي يشكرون الله فيها على حفظه لهم، وفي القداس الإلهي يصلي الكاهن قائلاً:" احفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك إلى التمام".
أخي....أختي:
تأمل كل يوم في حفظ الله لك، ولاتعتبر أن ذلك أمراً عادياً لكنها عين الله الساهرة عليك. ولاتفتخر بما عندك من مواهب ونعم، بل افتخر بالله حافظك. الذي في حفظه لك لاينعس ولاينام، ويظلل عليك ويحميك من حروب العدو ويسقط عن يسارك ألوف وعن يمينك ربوات لكي لايقترب منك شراً.