"النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مر حلو". (أم27: 7)
عمل بيلصاشر الملك وليمة لعظمائة. وأمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي أحضرها أبوه من هيكل الله من أورشليم، وشرب فيها خمراً وهو يسبح آلهته الوثنية، وفجأة ظهرت أمام الملك أطراف أصابع يد تكتب على الحائط ولم يفهم الملك معنى الكتابة فأمر بإحضار السحرة والمجوس، ليفسروا له معنى الكتابة. ولكنهم لم يقدروا وأخيراً دخل دانيال فعرض عليه الملك أن يلبسه الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقة. وان يصير الرجل الثالث في المملكة إن أمكنه تفسير معنى الكتابة. ولكن دانيال أجابه قائلاً: " لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري لكني أقرأ الكتابة للملك وأعرفه بالتفسير...." وفسر دانيال له معنى الكتابة. وهي حكم الله بإنهاء ملكه.
- لم يتأثر دانيال بإغراء الملك له بالهبات والعطايا فقد كان هناك كثيرون يبحثون عن عطايا الملك لأنهم كانوا يشتهونها، أما دانيال فلم يكن يشتهي مثل هذه الأمور لأن نفسه كانت قد شبعت بإلهه.
- أن شهوات هذا العلم لاتشبع الإنسان ولا ترويه فكلما نجح في الحصول على شهوة ما يجد نفسه تعيساً لأن لذة الشهوة لاتدوم كثيراً فبعدما ينال الخاطئ ما يشتهيه يشعر بالتعاسة ويعود ليطلب المزيد، والمزيد وتظل الشهوة تطارده بنيرانها وتدفعه لكسر وصايا الله وإيذاء نفسه والاعتداء على حقوق الآخرين.
- لقد جاء ربنا يسوع المسيح ليشبع ويروي النفوس التعيسة التى أذلتها الخطية ولهذا ذهب الرب إلى بئر السامرة لأجل خلاص امرأه عرفت خمسة رجال والسادس لم يكن زوجها وفي شفقة عرض عليها الرب أن تترك شهوات العالم التي سببت لها الشقاء لترتوي بالماء الحي الذي يعطيه هو، وقد ترك يهوذا الإسخريوطي اعظم عبرة لكل من يلهث وراء شهوات العالم فقد أحب المال واشتهاه وظل يطلب منه المزيد حتى باع سيده وهلك، أما يوسف الصديق فقد أحب الله واتكل عليه. فشبعت نفسه به، بالرغم من الضيق الشديد الذي أحاط به كل ناحيه، وهذا هو سر نجاحه. ورفضه صنع الشر مع امرأة فوطيفار.
أخي....أختي:
إن كنت تبحث لنفسك عن سعادة حقيقية. فاعلم أنك لن تجد سعادتك خارجاً عن الله، فاترك إذاً شهوات العلم جانباً وقدم توبة واعترافاً بخطاياك واشبع نفسك بالانتظام في الصلاة ودراسة الكتاب المقدس ولاتهمل التناول باستمرار من الأسرار الإلهية، لأن هذا هو الشبع في حياة أولاد الله.