"ففى نصف الليل صار صراخ :هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه !
..وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب" (مت6:25-10)
وصف الرب نفوس المدعوين للملكوت بعشر عذاري خمس منهن كن حكيمات وخمس جاهلات، وقد ظهرت حكمة الحكيمات، حين أخذن زيتاً فى آنيتهن مع مصابيحهن أما الجاهلات فلم يأخذن زيتاً فى آنيتهن ولما أبطأ العريس نعسن كلهن ونمن، وفجأة، صار صراخ هوذا العريس قد أقبل، فقمن واخرجن للقاءه، فقامت الحكيمات، وأضأن مصابيحهن، أما الجاهلات فذهبن ليطلبن زيتاً من الحكيمات لأن الزيت كان قد نفذ من مصابيحهن، ولكنهن أجبن: "لعله لا يكفى لنا ولكن، بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن" وفيما هن ذاهبات، جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب، وأخيرا جاءت الجاهلات، وقرعن قائلات افتح لنا ولكن الباب كان قد أغلق.
- شبه الرب جميع النفوس المدعوة لملكوته السماوي بعذارى خرجن فى انتظار العريس. وتشبيه بالعروس أو بالعذراء تكرر كثيراً فى الكتاب المقدس ولكن ماذا وراء هذا التشبيه من معاني روحية؟
- يسعد العريس بالاتحاد بعروس عذارء لم يشغل قلبها رجلاً غيره، ومعروف أن العذراء المخطوبة تسعد أيضاً بالتعلق بعريسها فتكرس له قلبها لقد شبه الله نفسه بعريس وشبه النفس بعروس عذراء ليعلن عن شوقه للاتحاد بكل نفس، وهذا التشبيه يقرب للذهن أيضاً ما يطالب به الله الفادى النفس البشرية من إخلاص، كما لو كان يريد أن يقول لها: "أنا اخترتك وفديتك واشتريتك بدمي فاخلصي لي كعروس عذراء لعريسها" ولهذا كتب معلمنا بولس الرسول لكنيسة كورنثوس، مؤكداً هذا المعنى قائلاً: فإني أغار عليكم غيرة الله، لأنى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح"
- أن كل نفس تحب الله من كل القلب وتفضل محبته على أي محبة أخرى هى عروس عذراء عفيفة للمسيح ولا يفرق فى هذا أن تكون تلك النفس بتولاً لم تتزوج أو متزوجة، فكل نفس تعيش للرب هى عذراء لعريسها المسيح، سواء كانت لرجل أو لامرأة لشاب أو شابة، لطفل أو طفلة، أما النفوس التي ابتعدت عن المسيح وذهبت وراء العالم.فقد خانت عريسها الذى أحبها وحررها من عبودية إبليس ودفع دمه الغالى مهراً لها ولكن الرب الذى يقبل توبة الخطاة مستعد لنسيان الماضى وقبول النفس التائبة كعروس له كوعده الصادق: من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً وأيضاً كوعده القائل: "فإنه يسر بالرأفة يعود يرحمنا يدوس آثامنا وتطرح فى أعماق البحر جميع خطاياهم".
أخي.... أختي:
فشل سليمان الحكيم أن يجد سعادته فى شهوات وملذات هذا العالم. فقال حكمته المشهورة: "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح فلا تضيع وقتك وجهدك فى البحث عن سعادتك خارجاً عن العريس السماوي بل اسع للاقتراب منه وللاتحاد به، ودقق فى صنع ما يرضيه كعروس عذراء عفيفة مخلصة لعريسها.