"سلاماً أترك لكم، سلامى أعطيكم، ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا" (يو14: 27)
اتخذ أبشالوم بن داود الملك لنفسه قوة عسكرية خاصة به، ضمت هذه القوة مركبة وخيلاً ورجالاً. وكان أبشالوم يقف فى طريق الداخلين الذين أتوا ليقدموا شكواهم لأبيه الملك داود ويقابلهم بترحاب. وكان أبشالوم يدعي كذباً أن الملك لن يسمع لهم لينصفهم. ويؤكد لهم بمكر أنه لو أصبح ملكاً مكان أبيه لكان أنصفهم. وإذا تقدم أحد ليسجد له. يمد يده ويمسكه ويقبله مظهراً إتضاعاً كاذباً. وظل أبشالوم يفعل هذا حتى استمال قلوب رجال إسرائيل لحسابه ضد أبيه، وأخيراً قام ضد أبيه بعد أن أضل هؤلاء الرجال وجعلهم أعداء للملك.
- أظهر أبشالوم استعداده للعطاء لكنه لم يكن حقيقة يبحث عن نفع هؤلاء الرجال، لقد استمالهم إليه، وشوه صورة أبيه الملك البار داود فى أعينهم لقد خطط أبشالوم بمكر ليكون له جيشاً من هؤلاء المخدوعين، الذين طمعوا فى عطاياه الكاذبة ولكن نواياه الشريرة انكشفت عندما قام وحارب أبيه – بعد أن جعل من هؤلاء السذج أعداء لملكهم – و أخيراً نال جزاء شره، ومات هو والكثيرون وترك الباقين من هؤلاء الرجال فى خزي وعار بعد خيانتهم لملكهم وراعيهم المحب داود.
- لقد كان داود راعياً صالحاً مخلصاً لشعبه، أما أبشالوم فقد كان ذئباً يريد أن يفترس ويهلك ولا يبالى بأحد وهذا هو أسلوب الشيطان، الحية القديمة فالشيطان يظهر استعداداً للعطاء لكنه عندما يعطى فلكي يأخذ أغلى ما عند الإنسان. وكما أن الصياد يعطي لفريسته طُعماً ليوقع بها هكذا الشيطان يتملق فريسته ليميتها.
- علمنا رب المجد أن نرفض عطايا الشيطان، فعندما أصعد الرب على جبل عال وأراه إبليس جميع ممالك العالم فى لحظة من الزمان، وقال له: "فإن سجدت لي لك يكون الجميع" انتهره الرب قائلاً:" للرب إلهك تسجد واياه وحده تعبد"، أما عطايا الرب فهى صالحة وخيره،لأن الرب لا يعطينا إلا ماهو جيد ونافع للحياة والسلام.
- والله يعطي دائماً بسخاء ولا يعير وبلا ندامة. وقد أعطانا الله وصاياه الإلهية التي هى بالحقيقة للحياة والفرح، وليس كما ينظر إليها بعض الجهال كأنها قيود.
أخى.... أختى:
إياك أن تصدق الشيطان إذا جاء ليتملقك، لأنه سيعطيك اليوم ليميتك غداً ومهما عرض عليك من شهوات فلا تلتفت إليه. بل أهرب بسرعة لله الذى يعطي عطايا الروح القدس لكل من يسأله، وأما احتياجاتك المادية فثق أن الله يدبرها لك فى الوقت المناسب، لأنه يعطى أمم الأرض دون أن تطلب.