"...هأنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً ولا يستطيع أحد أن يغلقه،....
لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الأرض".(رؤ3: 8- 10)
كتب معلمنا بولس الرسول يوبخ المسيحيين من أصل أممي لافتخارهم على اليهود الذين رُفضوا جزئياً لعدم إيمانهم، وأكد الرسول استحالة رفض الله لشعبه الذي أحبه. وذكرهم بنعمة الله التي أبقت لله بقية من اليهود المؤمنين، وبالطبع هذه البقية هى من تلاميذ الرب الاتقياء ومن النفوس المخلصة التي كانت تنتظر تحقق وعود الرب على فم أنبياءه، وأكد لهم معلمنا قوة وفاعلية نعمة الله فى الحفاظ على بقية مخلصة لله، وضرب مثلاً لذلك بالسبعة آلاف رجل الذين حفظهم الله أيام آخاب الملك الشرير، وكيف أعانهم فى التمسك بإيمانهم.
- لقد أظهر معلمنا بولس الرسول عظمة قوة عمل نعمة الله لينهى مسيحيى روما عن الأفتخار بتقوى ذاتية كاذبة تدفعهم لاحتقار الآخرين أو الشماتة بهم، فالفضل في إيمانهم وبنوتهم لله يرجع لنعمة الله القادرة على العمل فى النفوس، والتى تحفظ لله أتقياءاً وأبراراً حتى عندما يفتشى الشر ويقوى ويسيطر بإغراءته على الأغلبية. ولهذا ضرب لهم القديس بولس مثلاً بأيام آخاب الشرير التي تشفى فيها الشر وتجبر وكاد أن يفني كل الأبرار لولا تدخل نعمة الله.
- أن ربنا يسوع المسيح هو رب كل نعمة كما قال معلمنا يوحنا الحبيب: "لأن الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صاراً" ونعمة الله توهب لنا لأجل خلاصنا وخلاص إخوتنا. والله لأجل محبته الكثيرة يعطي الكل دون تفرقة، ولكنه يعطي بالأكثر المتضعين الطالبين نعمته الذين يشعرون بفقرهم واحتياجهم، أما المتكبرين الذين يدعون أنهم شباعى وغير محتاجين فيقاومهم الله.
- والله يعطي نعمته للإنسان ليستغلها حسناً فى بناء الكنيسة والآخرين ولهذا يعطي للأفراد كل واحد بحسب حكمته نعماً ومواهب متنوعة لبناء الآخرين.
أخي...... أختي:
إن نعمة الله تلاحقك باستمرار لتدبر لك طريق خلاصك، فإن كنت تؤمن بأنك تستطيع كل شئ فى المسيح فعليك أن تؤمن أيضاً أنك ضعيف ومحتاج لنعمة الله، وأنك بدونه لا تستطيع أن تفعل شئ، وأن تتقدم فى جهادك وسعيك واثقاً في نعمته لأن الله لا يعسر عليه شيئ.