"فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد، تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية. فإن من تألم فى الجسد، كف عن الخطية" (1بط 4: 1)
سافر معلمنا بولس الرسول فى رحلته التبشرية الثالثة من منطقة آسيا الصغرى متجها إلى أورشليم. وكانت المحطة الأخيرة في مدينة قيصرية وفى بيت فيلبس المبشر أخذ نبي اسمه أغابوس منطقة بولس وربط بها يدي نفسه ورجليه وقال: "الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في اورشليم ويسلمونه الى أيدي الامم" ولما سمع الحاضرون ذلك طلبوا من القديس ألا يصعد إلى أورشليم فأجاب: "ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي لأني مستعد ليس أن أربط فقط بل أن أموت أيضاً في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع".
- لم يخش معلمنا بولس الرسول من الخطر الذي ينتظره فى أورشليم، وبدلاً من أن يتلقى التعزيات من أحبائه. شددهم معلناً لهم استعداده للموت على اسم إلهه وحبيبه يسوع المسيح لم يخف الموت لأنه كان يؤمن أن الموت من أجل المسيح بركة وهبة يسمح بها الرب لخاصته الأحباء، فمن يستحق أن يقدم ذاته ذبيحة حب لملكه وإلهه يسوع المسيح ينبوع الحياة. وإن كان الرب قد وعد أن من يقدم كأس ماء بارد باسمه فأجره لايضيع فما بالنا من يقدم حياته من أجل اسمه، فهل ينسى الله مثل هذا؟.
- لقد آمن الشهداء بعظمة الحياة الأبدية ولهذا قبلوا سفك دمائهم بفرح من أجل الملك المسيح، وإن كانوا قد أدركوا أنهم يوماً ما سيفارقون حياة الأرض الزائلة، فما المانع إذا من الموت من أجل الله،
- وإذا كان من يموت من أجل رسالة نبيلة كالجندي الذى يدافع عن الوطن أو الطبيب الذي يموت من أجل مرضاه أثناء فترة انتشار الأوبئة يحسب بطلاً وينال كرامة فما موقف السماء من هؤلاء الذين يضحون بحياتهم حباً فى الله.
- كان الشهداء يخافون من الله الذي له سلطان أن يلقي الخاطئ والجاحد، وناكر الإيمان في جهنم إلى الأبد. ولم يخافوا الأباطرة لأن عرفوا أن سلطانهم محدود في قتل الجسد ثم بعد هذا لا سلطان لهم لقد شابه الشهداء سيدهم الرب يسوع الذي أطاع الأب السماوي حتى موت الصليب مستهيناً به وهكذا فعل الشهداء فداموا ثابتين على إيمانهم.
أخي.... أختي:
إن الخوف من الله والاستعداد للتضحية والألم من أجل إطاعته. وصنع ما يرضيه (وصاياه) كان سبباً لاستشهاد الآباء وأيضاً هو ما يجب أن يتصف ويتسلح به كل مسيحي ثبت وجهه ناحية السماء ليفوز بالملكوت فياليتك تتسلح بنية الألم والتضحية من أجل الله كمسيحي فتعيش نية الشهادة من أجل الله – حينئذ - ستضمن الوصول بسلام لبر الأمان.