"فأقول هذا أيها الإخوة: الوقت منذ الآن مقصر، لكي يكون الذين لهم، نساء كأن ليس لهم، كأن ليس لهم والذين يبكون كأنهم لايبكون، والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون كأنهم لا يملكون، والذين يستعلمون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة هذا العالم تزول". (1كو7: 29- 31)
أتى نعمان السرياني رئيس جيش ملك أرام إلى مملكة إسرائيل، طالباً الشفاء لأنه كان أبرص، فأرسله ملك إسرائيل إلى أليشع النبي فجاء بخيله ومركباته، ووقف عند باب بيته، فأرسل إليه أليشع رسولاً يقول له: "اذهب واغتسل سبع مرات فى الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهر وذهب نعمان واغتسل فى الأردن بعد أن أقنعه عبيده بطاعة رجل الله فبرأ ورجع ليشكره، وليعطيه عطايا من الذهب والفضة، ولكن أليشع رفض أن يأخذ منه شيئاً أما تلميذ أليشع فجرى وراء نعمان ولحق به، وطلب منه فضة وحلل ثياب، ولما رجع التلميذ عرف أليشع بالروح ما فعله تلميذه فوبخه قائلاً له: "أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ الثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد!".
- كان قلب أليشع مشغولاً بشئ آخر غير مقتنيات هذا العالم. بينما كان قلب تلميذه مشغولاً بالماديات، ولهذا وبخ أليشع تلميذه مؤكداً له أن الوقت لايسع للانشغال بالأمور المادية والروحية فى آن واحد لأن من ينشغل بالماديات ينشغل قلبه بها حسب قول الكتاب :"لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً" أما الانسان الروحاني فيضع فى قلبه أن وقته فى هذا العالم مخصص للفوز بالملكوت وليس لإشباع الشهوات الجسدية.
- أن الماديات هى الشغل الشاغل الذى يلهي أهل العالم عن الله. ولكن الرب يسوع سبق وأكد لمرثا أخت لعازر ومريم أن الحاجة إلى واحد وبالطبع الله هو هذا الواحد وهو الذي ينبغي أن نحبه من كل القلب والنفس والفكر والمقدرة. ولذلك أولاد الله لا ينشغلون بممتلكاتهم ولا تشغلهم الهموم لأنهم تعلموا الأكتفاء بالقليل، ولديهم الإيمان بعناية الله بهم، بل لايشغلهم أيضاً أى أمر من أمور هذه الحياة فالحزن لايشغل لأن الله هو المعزي، والمسئوليات الأسرية والزوجية لا تنسيهم الله لأنه هو المعين والمدبر، ولا يليهم الفرح بالمكاسب الزمنية لأنهم يعلمون أنة ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسة.
أخي..... أختي:
إن حياتك في الجسد هى فرصة معطاة لك من الله. لكى تستعد فيها لحياتك القادمة في السماء فاحذر لئلا تتوه عن هدفك الأسمى بانشغالك بأمور الأرض الفانية، وقل لنفسك على الدوام يجب أن أسرع بالعمل لحياتي الأبدية مادام نهار عمري مشرقاً لأن نهار حياتي يمضى سريعاً ويفوت.