"وخاف وقال: "ما أرهب هذا المكان! ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء". (تك28: 17)
دون أشيعاء النبي رؤياه للسيد الرب فكتب يقول: "رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل، السيرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه. وباثنين يغطي وجهه. باثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير وهذا نادى ذاك وقال: "قدوس، قدوس، قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"، فاهتزت أساسات التعب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخاناً فارتعب أشيعاء لأنه احس بخطيته وضعفه، وخاف أن يهلك ولكن واحداً من السيرافيم طار وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فم أشعياء وقال له: "أن هذه قد مست شفتيك فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك"
- رأى أشعياء النبي رؤياه للسيد الرب في الهيكل أو فى البيت (بيت الرب). ويظهر من هذا أن الهيكل مكان لحلول الله وكأنه السماء.
- ظهور طغمة السيرافيم وهم في مهابة وخشية يقدسون الله ويمجدونه فيه تعليم عن وجوب تقديس الله، واستحقاقه للمجد والكرامة، وفيه أيضاً تعليم بالوقوف بخشوع - كما يليق بهيبة الله - فى الهيكل وقت الصلاة،
- لقد أدرك النبي أن القداسة شرط للتواجد فى الحضرة الإلهية. ولهذا صرخ قائلاً ويل لى لأنى هلكت، ولكنه بمجرد إحساسه بضعفه وإعترافه بخطيته طار إليه الملاك وبيده جمرة من على المذبح ليطهره بها لكي لايهلك وبهذا ايضاً أظهرالملاك أن طهارتنا ووقوفنا أمام الله مرتبط بالمذبح وبجسد الرب ودمه الموضوعان عليه.
- يعطينا الكتاب المقدس أمثلة كثيرة تعلمنا أن نقف فى وقار وخضوع وحشمة فى حضرة الرب فيعقوب أب الآباء أحس برهبة المكان الذى رأى فيه حلماً لسلم يصل بين السماء والأرض وملائكة صاعدة ونازلة عليه. وموسى النبى أيضاً أمره الله بخلع نعليه عندما كلمه من شجرة العليقة فى سيناء، وبطرس الرسول لم ينس أرتداء ثوبه قبل أن يقفز فى الماء ليتقابل مع الرب الذى ظهر بعد قيامته على بحيرة طبرية،
أخي..... أختي:
صل فى منزلك طالباً بركة الله قبل ذهابك لحضور القداس، وفى الطريق ردد صلوات صغيرة تذكرت بعظمة الرب المهوب الحاضر فوق المذبح. وعند باب الكنيسة اقرع صدرك طالباً المراحم الإلهية، وأمام الهيكل اسجد بمخافة لله الذى سمح لك بالتواجد في حضرته، وطيلة القداس قف بخشوع وجاهد متأملاً في وداعة حمل الله الموضوع على المذبح الذي تخدمه ربوات ربوات من الطغمات السمائية.