"ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ فإن كنتم لاتقدرون ولا على الأصغر، فلماذا تهتمون بالبواقى؟" (لو12: 25- 26)
أجتمع خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأطفال حول الرب يسوع فى موضع خلاء لمدينة بيت صيدا، ولما ابتدأ النهار يميل تقدم الأثنا عشر وطلبوا منه أن يصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى المحيطة فيجدوا ما يأكلونه لأن الموضوع كان خلاء فقال لهم الرب: "أعطوهم أنتم ليأكلوا" فقالوا: "ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفة وسمكتين إلا أن نذهب ونبتاع أطعمة لهذا الشعب كله "فقال لهم يسوع: "أتكئوهم فرقاً خمسين خمسين "وأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن، ثم كسر وأعطى التلاميذ ليقدموا للجموع فأكلو وشبعوا جميعاً ورفعوا ما فضل عنهم أثنتا عشر قفة مملوءة.
- اضطرب التلاميذ من وجود أعداد كبيرة من الشعب فى البرية حيث لا يوجد طعام يكفي لهذه الجموع، لكن الرب كان يعلم ماذا سيفعل لأنه هو القادر على كل شئ، لقد نسى التلاميذ الكثير من المعجزات التى صنعها أمامهم. قال لهم الرب: "أعطوهم أنتم ليأكلوا "ليضعهم في مواجهة مع ضعفهم، ولعل الرب أرادهم أن يدركوا احتياجهم لتدخله الإلهي، إن كثرة اهتمامهم واضطرابهم لن يحل المشكلة، وإن كان الرب الراعي الصالح ومدبر الخليقة كلها موجوداً فى وسطهم. فلماذا إذاً الاضطراب والقلق. فياليتهم لجأوا إليه واضعين الأمر بين يديه بدلاً من تهورهم وطلبهم صرف الجموع.
- شرح لنا يسوع أن خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسياً عند الله، وأن الله يلبس زنابق الحقل أحسن مما كان يلبس سليمان الملك وهو فى أبهى مجده والله ايضاً يرزق بالقوت الغربان التى تزرع ولا تحصد فإن كان الله يهتم بخليقته غير الناطقة أحسن اهتمام فكم بالأولى الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، وقد أكد الرب للجموع اهتمامه بأدق تفاصيل حياة أولاده قائلاً: "بل شعور رؤوسكم ايضاً جميعها محصاة فلا تخافوا".
أخي.... أختي:
لا تضطرت عندما تواجهك المشكلة، ولا تقلق كثيراً لأجل ما تحتاجه من أمور مادية لازمة لك أو لأسرتك أو للكنيسة والخدمة، وإلا سيقول لك الرب كما قال لتلاميذه: "أعطوهم أنتم ليأكلوا" ووقتها ستقف متحيراً معلناً ضعفك، ولكن نصيحتي لك أنه تسلم كل أمورك لله واضعاً قدراتك المحدودة بين يديه، وهوالراعي والمدبر الذى يستطيع كل شئ ولا يعسر عليه أمر.