"... نق أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً" (مت23: 26)
فى يوم الأثنين من الأسبوع الأخير لحياة مخلصنا الصالح على هذه الأرض خرج ربنا يسوع من بيت عنيا إلى الهيكل، وفي الطريق جاع فرأى عن بعد شجرة تين مورقة، ولما جاء إليها لم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً فقال لها: "لا يأكل أحد منك ثمراً إلى الأبد" ولما جاء إلى أورشليم دخل إلى الهيكل وابتدأ يُخرج الذين يبيعون ويشترون فى الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام، ولم يدع أحداً ينقل متاعاً إلى الهيكل، وكان يعلم قائلاً: "أليس مكتوباً أن بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الأمم، وأنتم جعلتموه مغارة للصوص؟"
- لعن الرب شجرة التين المورقة والغير مثمرة ليعلمنا أنه يريد الجوهر لا المظهر،فالشجرة كانت مورقة، وكان كل من يراها عن بعد يظن أنها مثمره، وهذا عكس حقيقتها لقد كانت هذه الشجرة تشير لأمة اليهود الذين برعوا فى التمسك بممارسة طقوس العبادة بدقة، دون أن يهتموا بأعظم الوصايا الإلهية كالرحمة والحق، وقد وبخ الرب يسوع الكتبة والفريسيين المرائين، وأعطاهم الويل لاهتمامهم بالخارج أكثر من الداخل.
- حذرنا الرب من خطورة الاهتمام بالأمور الشكلية فقط، وأعطى الرب تحزيرا لما سيعانيه هؤلاء المراؤون الذين سيأتون إليه فى اليوم الأخير قائلين: "أكلنا قدامك وشربنا وعلمت فى شوارعنا" فيجيبهم حينئذ قائلاً: "إنى لست اعرفكم من أين أنتم اذهبوا عنى "
- إن الاهتمام بالمظهر أو الشكل فقط يمثل خطورة على الحياة الروحية لأن ذلك هو الطريق السهل أو الباب الواسع المؤدي للهلاك، والمراؤون يفضلون الدخول من الباب الواسع بدلاً من الدخول من الباب الضيق المؤدي للحياة الأبدية ،أما الباب الضيق فهو حفظ القلب نقياً بالتوبة والاتضاع، وهو إنكار الذات التى تطلب مجد العالم الزائل ولا تطلب مجد الله، والباب الضيق أيضاً هو الجهاد الروحي في سبيل المحبة لله وللناس، والتي بها نصير معروفين لله فى اليوم الأخير ونرث ملكوت السموات.
أخي.... أختي:
إياك أن تكتفي فى علاقتك بالله بدفع عشورك للفقراء فقط، أو تظن أنك قد نلت رضا الله لأنك تقدم للكنيسة خدمات جليلة دون أن تقدم قلبك لله، أو تفتخر فرحاً لأنك من أسرة معروفة بتقواها أو لأنك شخصية معروفة فى الوسط الكنسي، وأياك أن تفرح بعبادة روتينية مهما كان كمها لأن الله لا يغره المظهر ولكنه يسر بالعبادة النقية النابعة من القلب.