"هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد، ومن يزرع بالبركات فالبركات أيضاً يحصد" (2كو9: 6)
أوصى ربنا يسوع المسيح الجموع بمحبة القريب ولكن واحد من الناموسيين سأله قائلاً: "ومن هو قريبى"؟ فأجاب يسوع وقال: "إنسان كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص، فعروه وجرحوه وتركوه بين حى وميت، فعرض أن كاهناً نزل فى تلك الطريق فرآه وجاز مقابله، وكذلك لاوى أيضاًإذ صار عند المكان جاء إليه ونظر وجاز مقابله ،ولكن سامريآ مسافرآ، ولما رآه تحنن، فتقدم وضمد جارحاته، وصب عليها زيتاً وخمراً وأركبه على دابته، وأتى به إلى فندق واعتنى به، وفى الغد لما مضى أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق، وقال له: "اعتن به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعى أوفيك"
- أمتلأ قلب الرجل السامرى حباً نحو الآخرين ففاضت أحشاؤه عطفاً وشفقة نحو رجل لا يمت له بقرابة أو صلة، والأكثر من هذا أنه من جنس اليهود المشهورين بعداوتهم للسامريين، لقد غُلب هذا الرجل من حبه فكيف يرى إنساناً مجروحاً ومصاباً يتألم ولا يقدم له عوناً؟ وكيف يعبر ويتجاوزه ماضياً فى طريقة وهو مستريح البال؟ وأين سيذهب بعد ذلك من ألم الضمير الذى اعتاد أن يؤنبه على كل خطأ؟
- إن المحبة رقيقة، ولهذا فالمحب يترفق بالمتعبين وبثقيلى الأحمال، ويقدم حبه للجميع حتى ولو كانوا أعداء له، وقد ترك لنا الرب يسوع مثالاً عندما جاء ليحمل عنا أثقالنا وأوجاعنا مع أننا كنا مازلنا خطاة وعصاة.
- يعلمنا الكتاب المقدس أن ننظر لفعل الخير على أنه فرصة عظيمة، كقول القديس بولس الرسول: "فإذا حسبما لنا فرصة، فلنعمل الخير للجميع"، وفعل الخير يفيض دائماً من قلب محب رحيم امتلأ من نعمة روح الله القدوس، وكما كان الرب يسوع يجول يصنع خيراً هكذا كان ابن لله يصير طاقة حب فياضة بتذل وتعطى على الدوام بسخاء لكل محتاج.
أخي... أختي:
ابذر بذار الحب فى كل مكان، وفى كل وقت دون تحفظ واحذر أن تضيع منك أى فرصة لصنع الخير، واياك أن تغلق أحشاءك أمام محتاج يكون الله قد وضعه فى طريقك لتنال بواسطته بركة، لأن من يقدر أن يفعل حسناً ولا يفعل فذاك خطية له.