"أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (فى 3: 14)
أرسل ابراهيم عبده ليختار لابنه إسحق زوجة من وسط أهله من مدينة ناحور فيما بين النهرين. ووفق الله الرجل فتعرف على رفقة بنت بتوئيل الذي كان قريباً لإبراهيم، ففرح العبد جداً وذهب معها إلى بيت أبيها وكشف لهم أنه عبد إبراهيم، وأنه يريد خطبتها عروساً لسيده إسحق ابن إبراهيم، فوافق أبوها ولابان أخوها لأنهم علموا أن الأمر من عند الرب، فقام الرجل وسجد للرب، وأخرج هداياه لرفقة ولأسرتها، وفى الصباح قام الرجل ومن معه فطلب منه لابان أخوها أن تمكث الفتاة أياماً معهم قبل أن تمضي، ولكن العبد كان يريد أن يذهب لسيده سريعاً فقال لهم: "لا تعوقونى والرب قد أنجح طريقي إصرفونى لأذهب إلى سيدي".
- كان العبد يحب سيده إبراهيم، وفي إخلاص كان يريد أن يتمم ما كلفه به، ولهذا رفض أن يبقى فى بيت بتوئيل أبو رفقة أكثر من ذلك، ولماذا يتلكأ في اصطحاب العروس والعودة بها إلى عريسها إسحق بعد موافقة رفقة وأهلها؟، ولماذا يتوانى ويضيع منه الوقت بلا فائدة ولا سبب لوجوده هناك؟ لقد شغل عقل وقلب هذا العبد الأمين الهدف الذي أتى من أجله. رفض طلب لابان لأنه كان جاداً يفضل تحقيق هدفه أكثر من الراحة والتمتع بما سيقدمه له مضيفوه من طعام وشراب ورفاهية قد تشغله أو تنسيه ما قد أتى لأجله.
- لقد علم الرب تلاميذه ألا يسلموا على أحد فى طريق خدمتهم، وبالطبع لم يقصد الرب المعنى الحرفي لأنه هو ملك السلام الذي علم تلاميذه أن يقولوا للجميع "سلام" ولكنه قصد أن يجعلوا من البشارة هدفاً لهم. وألا يسمحوا لأنفسهم بالانشغال عنها بأمور جانبية تعطلهم أو تنسيهم هدفهم، وعندما قرر ربنا يسوع المسيح الذهاب لأورشليم ليصلب هناك قال عنه القديس لوقا البشير: "ولما تمت الأيام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم"
أخي..... أختي:
تذكر على الدوام أن خلاص نفسك هو الهدف الأسمى الذي من أجله ولدت ومن أجله تجاهد. ولا تنسى أن الرب قد وعدك بالملكوت، فلا تسمح إذاً لشهوة جسد أو شهوة عين أو لتعظم المعيشة أن تعطلك، أو تلهيك عن هذا الهدف بل حدد لذاتك برنامجاً روحياً للصلوات والقراءات وحضور القداسات والاجتماعات وعمل الرحمة وخدمة الآخرين، وألزم نفسك به فى جدية، ولا تسمح لأى أمر أن يشغلك عن خلاص نفسك.