"طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية. ولا في روحه غش" (مز32:1)
"ها أنا آتى كلص! طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عريته" (رؤ 15:16)
خلق الرب الإله آدم وحواء وأسكنهما جنة عدن وأعطاهما كل شجر الجنه ليأكلا من ثمره ماعدا شجرة واحدة هى شجرة معرفة الخير والشر ولكنهماأخطئا وعصيا أمر الرب وأكلا من الشجرة، فانفتحت أعينهما وعرفا أنهما عريانان، فخجلا وخاطا لأنفسهما قمصاناً من ورق التين ليسترا نفسيهما ولما سمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة أختبئا وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله على آدم قائلا:" آدم آدم أين أنت"؟ فأجاب آدم:" سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت" فقال له الرب:" من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟
- لصق الخزي والعار بأبوينا الأولين نتيجة للعصيان والسقوط في الخطية، ولما لم يحتملا أن يبقيا في هذه الحالة المخزية وأرادا أن يفلتا من هذا العار عملا لهما قمصاناً من ورق الشجر ولكن الخزي والعار والخوف لم يفارقهما، ولذلك اختبئا بين الأشجار ليختفيا من وجهه الله لقد امتلئا خوفاً ورعباً من الله القدوس الذي لا يطيق الشر والخطيئة. أما الله الرحوم فقد سترهما بأقمصة من جلد ومنذ ذلك الحين حملت البشرية عار الخطية والسقوط إلى أن جاء ربنا يسوع المسيح القدوس حمل الله الذي ذبح لأجلنا على الصليب، وخلصنا من لعنة الخطية وخزيها فوهب لنا بالمعمودية أن نغتسل من خطايانا وجدد طبيعتنا الساقطة وألبسنا ثوب بره.
- قدم الرب يسوع نفسه ذبيحة للتكفير عن خطايانا فسفك دمه غفراناً لخطايانا لكن الغفران ليس للجميع فقد حدد الكتاب المقدس مواصفات هؤلاء الفائزين بالغفران، فأعلن لنا أنهم من المؤمنين، التائبين، المعترفين بخطاياهم العارفين بضعفهم الطالبين كثرة مراحمه، الذين طهروا نفوسهم بالتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين، وهم أيضاً ممن أحبوا الرب كثيراً فأحبوا إخوتهم المساكين ورحموا الضعفاء وغفروا للغير ولم يدينوا أو يقضوا على أحد.
أخي....أختي:
يخاف الإنسان الروحاني عندما يتأمل في رهبة وشدة دينونة الله العادلة ولا يجد مفراً من الهروب إلى الله محب البشر ليطلب كثرة رأفته ومراحمه والخائف من دينونة الله العادلة يترجى على الدوام أن يكون له نصيب مع السعداء المطوبين الذين سيغفر الرب خطاياهم ويستر كثرة أثامهم. فهل أنت تجد وتجتهد في طلب الغفران لتكون أحد هؤلاء السعداء؟.