" الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة....الذي بجلدته شفيتم" (1بط2: 24)
تجمهرت الجموع من أنحاء أورشليم، وفي هياج شديد طالبوا الأمير الروماني ان يسلم لهم القديس بولس الرسول لظنهم أنه قد دنس الهيكل، ولما سمع الأمير صياحهم وهم بغضب يقولون :" خذ مثل هذا من الأرض لأنه كان لايجوز أن يعيش". خشي الأمير أن يقتلوا القديس فأمر بجلده كما أمر من قبل بيلاطس بجلد الرب يسوع القدوس البار، فلما مدوه ليجلد قال معلمنا لقائد المئة الواقف ليشرف على تنفيذ الأمر:" أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً غير مقضي عليه؟" فلما سمع قائد المئة أخبر الأمير فجاء إلية الأمير وسأله: هل أنت روماني، فأجابه:" نعم " فاختشى الأمير لما علم أنه روماني ولم يجلده.
- كان الجلد هو عقوبة قاسية للمجرمين المحتقرين، ولهذا اختشى الأمير أن يجلد بولس لأنه روماني. أما يسوع القدوس ابن الله الشريف الجنس والبار والذي لم يعرف شر ولا وجد في فمه غش فقد جُلد كمحتقر نيابة عنا لقد جلده جنود الرومان بوحشية كمن لا قيمة لآلامه أو حتى لحياتة.
- وقد اتصف جنود الرومان بالوحشية في تنفيذهم لعقوبة الجلد فلم يكن الجنود يلتزمون بعدد معين من الجلدات كما كان يفعل اليهود، وكانت السياط المستعملة تصنع من جلود الحيوانات ومثبت بها قطع من العظام لتمزق لحم المحكوم عليه. والجلد يسبب آلاماً حسية ونفسية مبرحة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة من تقع عليه هذه العقوبة،ولهذا استُخدم الجلد في القضاء اليهودي كتأديب وعقوبة لردع الحمقي والمستهترين كما ذكر الحكيم في الأمثال:" السوط للفرس واللجام للحمار والعصا لظهر الجهال"، ولكن الرب يسوع لم يفعل إثماً أو خطية يستحق عنها عقوبة الجلد لقد قبل الآلام عوضاً عنا.
أخي....أختي:
هل تقدر آلام الجلد التي تحملها الرب عنك؟ وهل تعتبر ما لحق به من آلام مبرحة دواء فعالاً قادراً أن يشفيك من قيود شهواتك وجلدات الخطية المميتة،؟ إن كنت تقدر ذلك. فاحذر إذاً الشيطان الذي يجول بمكر ليخدعك بالشهوه، ويسقطك في الخطية ويصيرك عبداً لها، ومتى فعل هذا لايكف عن فريسته حتى يميتها. فياليتك تتأمل على الدوام في آلام الرب عنك وتتخذ منها عوناً لتهرب من الموت إلى الحياة.