"اذبحوا ذبائح البر وتوكلوا على الرب"(مز4: 5)
"حينئذ تسر بذبائح البر، محرقة وتقدمة تامة..."(مز51: 19)
" ولا تقدموا أعضائكم آلات إثم للخطية، بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله" (رو 13:6)
عاشت القديسة العذراء مريم طفولتها في الهيكل، وبعد أن تعدت مرحلة الطفولة حان الوقت لتترك الهيكل، فوقع الاختيار الإلهي على رجل مسن من سبط يهوذا اسمه يوسف ليكون مسؤلاً عنها. فخطبها يوسف وأخذها لتحيا في منزله، وعاشت العذراء في بيته حياة البتولية كما نذرت من قبل، وهناك جاء إليها الملاك وبشرها بأنها ستحبل وتلد ابناً اسمه يسوع وهو القدوس ابن الله، ولم تخبر مريم يوسف بشيء تاركة الأمر لتدبير الله وأبتدأت مظاهر الحمل تظهر على العذراء ولأن يوسف كان رجلاً باراً كما شهد له الكتاب المقدس أراد أن يصرفها من بيته سراً حتى لايسيء إليها، ولكن ملاك الرب ظهر له في حلم وكشف له الأمر.
- يعلمنا الكتاب المقدس أن البار هو من يطيع الله ويسلك في جميع وصايا الرب وأحكامه كما قيل عن زكريا وأليصابات زوجته، وقد كان يوسف النجار باراً ولهذا لم يظن سوءاً في العذراء ولم يظلمها أو يسيء إليها، ويشهد الكتاب المقدس عن هابيل أن أعماله كانت بارة، وشهد أيضا ليوحنا المعمدان، ولكرنيليوس الوثني الذي كان خائفاً لله، وكان يصنع أعمالاً بارة (صلوات وأصوام وصدقات) فافتقده الله وأرسل له بطرس الرسول ليكرز له بالخلاص.
- وحينما يصف الكتاب المقدس البشر بالبر فالمقصود هو البر النسبي وليس المطلق لأنه لا يوجد أحد كامل غير الله، وقد طالب الله شعبه إسرائيل بإطاعته وعمل وصاياه، وأعلن لهم أنه لا يسر بما يقدموه من ذبائح ومحرقات كثيرة مثلما يسر بالطاعة وصنع أعمال البر والرحمة. أما في عهد النعمة فنحن مطالبون بالقداسة وبالسلوك في وصايا الله لأننا ولدنا من الله بالمعمودية وصرنا هيكلاً للروح القدس. لقد أخذنا طبيعة جديدة تفرح بالبر وتنفر من الشر وقد ضرب يوسف الصديق لنا نحن أبناء العهد الجديد أعظم مثال عندما رفض أن يصنع الشر حباً في الله قائلاً لسيدته: "كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الرب."
أخي...أختي:
لقد اشتراك الرب بدمه الثمين فتقدست وتطهرت وصرت ملكاً لله، فهل تقدم قلبك وفكرك وعينك وأذنك وفمك ويدك ورجلك وكل أعضائك آلات بر لصنع الخير والرحمة والحق؟ افعل هذا واثقاً أن الله يسر بصنع البر لأن تلك هي الذبيحة المرضية عنده، وما تقدمه الآن سيشهد لك فيما بعد أمام الملائكة والقديسين عندما يعترف الله ببنوتك له.