".... بالمحبة اخدموا بعضُكُم بعضاً. لأن كل الناموس في كلمة واحدة يكمل: "تحب قريبك كنفسك"(غل 5: 14،13)
أحب يعقوب الذي هو إسرائيل ابنه يوسف أكثر من كل إخوته، وصنع له قميصا ملوناً لأنه ابن شيخوخته، وحلم يوسف حلمين حكى لإخوته أحلامه فأبغضوه لأن أحلامه كانت تنبئ بما سينال من عظمه ورفعة، وأن أباه و إخوته سيأتون ويسجدون له فحسده إخوته، أما أبوه فانتهره لكنه حفظ الأمر في قلبه، ومرت الأيام وتحقق حلم يوسف وصار الرجل الثاني في مملكة مصر، وأتى إليه إخوته وسجدوا له طالبين عفوه ورضاه. أما أباه فقد انتعشت روحه فيه وفرح فرحاً عظيماً وقال له: "أموت الآن بعدما رأيت وجهك"
- حسد إخوه يوسف أخاهم لأنهم غاروا من محبة أبيهم له ومن أحلامه التي لم تكن قد تحققت بعد. امتلأ قلوبهم نحوه شراً فاحتقروه وأهانوه، ولما أتي ليسأل عن سلامتهم تخلصوا منه. وألقوه في بئر ثم باعوه كعبد. أما يعقوب لما سمع أحلام ابنه انتهره لأنه خاف عليه من حسد إخوته، لكنه أيضا حفظ الأمر منتظراً أن يصير الحلم حقيقه، ولما تحقق الحلم ورأى ابنه في مجد فرح جداً وطلب لنفسه الموت لأنه لم يكن يتمنى لنفسه أعظم من ذلك.
- يفرح المحب لخير الآخرين. ويتمنى الخير للجميع كما لنفسه، وبالحب يعيش على الأرض كأنه في السماء حيث الحب الخالص والفرح الدائم لأن هناك سيفرح الجميع ليس لأجل ما نالوه من مجد بل أيضاً لأجل ما ناله باقي القديسين أمثال العذراء ومارجرجس ومارمينا وباقي الآباء والأجداد.
- إن من يحسد يتمنى زوال ما عند غيره من نعم. وأن يصير ما لغيره له وحده، إنه يؤذي نفسه كثيراً. فقلبه المملوء حسرة على ما ليس له يمتلئ غيظاً وشراً على أخيه، وبالتأكيد يفقد الحاسد سلامه القلبي ويجلب لنفسه التعاسه. وقد يتطور الأمر معه ليؤذي غيره كما فعل إخوة يوسف معه وكما صنع قايين بهابيل أخيه وقتله.
- صار الشيطان أبشع مثال للحسد ولتمني الشر للغيرولكن شكراً لله الذي له وحده السلطان على خليقته ولا يقدر هذا الحسود الأعظم ولا غيره ان يضر أولاد الله دون سماح منه.
أخي....أختي:
درب ذاتك على شكر الله على ما ناله غيرك من مواهب، وإذا وقفت لتصلي وتطلب، أو تتمنى أن ينعم الله عليك ببركاته، فاطلب وتمنى لمن حولك خيراً أيضاً، واحذر أن تتساهل مع فكر غيرة أو حسد حتى ولو كان تحت عنوان المنافسة، فلا تتمنى لنفسك أو لأحد أحبائك أن يتفوق ويفشل من ينافسه ولماذا لا تطلب التفوق والرفعة للجميع لتعم الفرحة الكل.