"كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخَدَمَ بل ليَخِدمَ وليبذلِ نفسهُ فدية عن كَثيرين"(مت20: 28 )
"احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة للنفوسكم"(مت11: 29)
كتب معلمنا يوحنا الرسول في رسالته الثالثة لشخص يسمى غايس يمدحه. ويشجعه على ما يقوم به من أعمال محبة وخير للإخوة وللغرباء وحذره من التمثل بشخص اسمه ديوتريفوس وصفه القديس بالعبارات التالية:
"كتبت إلى الكنيسة، ولكن ديوتريفس- الذي يحب أن يكون الأول بينهم- لا يقبلنا من أجل ذلك، إذا جئت فسأذكره بأعماله التي يعملها هاذراً علينا بأقوال خبيثة، وإذ هو غير مكتف بهذه، لا يقبل الإخوة، ويمنع أيضاً الذين يريدون، ويطردهم من الكنيسة، أيها الحبيب لا تتمثل بالشر بل بالخير لأن من يصنع الخير هو من الله، ومن يصنع الشر فلم يبصر الله".
- كشف القديس يوحنا الحبيب أن سبب أعمال ديوتريفس الشريرة وعد محبته للآخرين يرجع لذاته المنتفخة فيه، والتي تدفعه لرفع ذاته فوق الآخرين حتى أنه رفع ذاته فوق رسول عظيم لربنا يسوع المسيح مثل يوحنا الحبيب وشهر به بأقوال كاذبة هاذراً عليه.
- لم يخاف الله الذي أقام القديس يوحنا رسولاً لم يهاب الرسول، لا اعتد بسلطانه الكهنوتي المعطى له من السماء تقسى على الإخوة والغرباء الذين تركوا أهلهم وممتلكاتهم من أجل المسيح، لم يشعر بآلامهم أو احتياجاتهم لأن ذاته أعمته، جعلته لا يرى غير نفسه. وجد ذاته في إظهار سلطته على الضعفاء وفي منع باقي الإخوة من تقديم خير لهؤلاء المساكين، بل وطرد من الكنيسة من يمد لهم يد العون.
- ينسى المحب الذي يعمل فيه روح الله القدوس ذاته لأن المحبة تملأ قلبه فيشعر بمشاعر واحتياجات الآخرين، وبتلقائية يتقدم باتضاع باذلاً نفسه من أجلهم أما المتكبر فتتبدد المحبة داخل قلبه لأن ذاته وشهواته تملك عليه وتستعبده، فيسقط في القساوه، وفي شرور كثيرة تؤدي به إلى الهلاك، والكتاب المقدس يشهد عن الرب يسوع كلي المحبة كيف كان متضعاً ووديعاً، ويشهد أيضاً عن قساوة وشر المتكبرين أمثال الشيطان الذي انتفخ بالكبرياء فصار عدواً للخير وقتالاً للناس حسبما وصفه الكتاب المقدس.
أخي....أختي:
لاتغضب ثائراً إذا أخطأ إليك أخوك، ولا تترك لنفسك العنان لتفكر كيف حدث هذا وكيف تجرأ فلان وأخطأ إلي وكيف أخطئ لإنسان مثلي له شأن في المجتمع أو وضع أو...أو، واعلم أن مثل هذه الأفكار يغذي بها الشيطان ذاتك لتنتفخ أكثر وأكثر، وأن هدفه من ذلك إخلاء قلبك من المحبة الإلهية لتسقط كما سقط هو في القساوة وفي شرور قبيحة كثيرة.