"....لا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تعطوا إبليس مكاناً" (أف4: 26، 27)
سمع هيرودس عن مجوس أتوا من المشرق يسألون عن مكان ميلاد المسيح ملك اليهود فأرسل إلى رؤساء اليهود وكتبتهم، وسألهم، فأخبروه أن المسيح الملك يولد في بيت لحم حسب نبوات الأنبياء، واستدعى هيرودس المجوس، وأرسلهم إلى بيت لحم وطلب منهم أن يخبروه بالتدقيق عن مكان الصبي متى وجدوه، وجاء المجوس إلى بيت لحم وسجدوا للصبي، وقدموا له هداياهم ثم إذ أوحي إليهم في حلم ألا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم، حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا.ً فأرسل وقتل كل الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون.
- غضب هيرودس جداً فدفعه غضبه الشديد لتنفيذ أبشع مجزرة عرفها التاريخ إذ قتل أطفالاً رضع بعد أن اختطفهم جنوده من أحضان أمهاتهم، وأحرق بالحزن نفوس أمهاتهم وآبائهم. أعمى الغضب الشديد عينيه، وأبكم صوت ضميره فتجراً وبسهولة أقدم على جريمته دون أن يحسب نتائجها، وتناسى أن هؤلاء الأطفال أبرياء. لقد شل الغيظ عقله عن التفكير فلم يهتد إلى حلول أخرى يهدئ بها غيظه غير القتل والذبح.
- علمنا الرب يسوع أن كل من يغضب على أخيه باطلاً يستوجب الحكم لأن الله محبة فما بالنا من يترك نفسه ليس للغضب فقط بل للغيظ والحنق والاحتداد فيتمكن منه إبليس ويصير في يده أداة للشر.
- إن المحبة لا تتفق مع الغضب، ولا مع الاحتداد والفرق بينهما شاسع. فالمحبة بناء وسلام، أما الغضب فقتل ودمار وهدم وخسارة، المحبة رقيقة ولطيفة والغضب حاد،،المحبة طول أناة ورفق بالغير والغضب تهور واندفاع.
أخي....أختي:
لا تكن سريع الغضب على أقل سبب لتسعد بسلام الله داخل قلبك، وقاوم أفكار الغضب في قلبك، والتمس عذراً للمخطئ، وإن لم تتمكن من التماس عذر لغيرك فقل لنفسك: أنا كثيراً ما أخطأت وتمهل الله علي سأتمهل اليوم سأنسي الأمر مؤقتاً وعندما أهدأ سأفكر في تصرف حكيم، وإن لم تتمكن من إخماد نار الغيظ داخل قلبك فتضرع لله، ولا تترك الغضب يسيطر عليك لئلا يتحول غيضك إلى حنق واحتداد فتصير في يد الشيطان أداة للدمار.