"احملوا بعضُكُم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح" (غل 2:6)
كان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب، ويتحنن على الجموع المنزعجة التي كانت كغنم لا راعي لها، وأخرج شياطين كثيرة من كثيرين حتى تعجبت الجموع. أما الفريسيون والناموسيون فرفضوه وادعوا أنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين، وعايروه لأنه يجلس ويأكل مع الخطاة والعشارين، وكانوا بمكر يحاورنه ويسألونه عسى أن يجدوا عليه علة فيشتكوه. ولكنهم فشلوا وحاول هؤلاء الجاحدون أن يقتلوه أكثر من مرة ولم يستطيعوا. ولما جاء الوقت المعين سلمه لهم يهوذا الإسخريوطي فصلبوه فمات عنا وخلصنا وفي اليوم الثالث قام منتصراً واهباً لنا القيامة والنصرة.
- أخلى الرب يسوع ذاته من مجد ألوهيته وتجسد لأجلنا آخذاً شكل العبد، وشابهنا في كل شي ما عدا الخطية، واحتمل الكثير ليحمل عنا أثقالنا وأوجاعنا كما قال إشعياء النبي: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا"
- احتمل الرب كل هذا من أجل محبته العظيمة، وهل يعقل أن يترك المحب أحبائه في بؤسهم وشقائهم ولا يمد لهم يد المعونة.
- إن المحب حقاً هو من يستهين بالتعب والمشقة من أجل أحبائه، فيتقدم ويحني ظهره ليحمل عنهم أثقالهم ولا يهدأ له بال حتى يخفف عنهم أتعابهم ، وقد أعطتنا القديسة العذراء مريم والدة الإله مثالاً رائعاً عندما ذهبت إلى جبال اليهودية متحملة مشقة الطريق لتخدم أليصابات التي كانت حبلى بيوحنا المعمدان في شيخوختها، وقد تقدمت في السن، وتحمل الآباء الرسل الأتعاب والمخاطر وهم يكرزون باسم المسيح من أجل محبتهم للرب ولينقذوا الكثيرين من الهلاك الأبدي، ولهذا أيضاً خاطر معلمنا بولس الرسول بحياته وتحمل الرجم والجلد وأخطار من اللصوص وانكسار السفينة به في البحر و... و...
أخي....أختي:
هل تحتمل المشقات والأتعاب في سبيل إسعاد من حولك؟ وهل تسرع لتتناول وتبذل بعض ما عندك من مال أو مقتنيات حباً في إخوتك الفقراء؟، وهل تقدم وقتاً وجهداً في خدمة الرب والكنيسة؟، وما تصرفك تجاه المريض والأرملة واليتيم؟. إن كنت تتقدم وتحمل أثقال غيرك فأنت حقاً محب وقد شابهت سيدك الرب يسوع محب البشر الذي حمل أثقالنا وتحمل أوجاعنا.