"ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا" (1 يو 16:4)
"نحن من الله، فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا..." (1 يو 6:4)
كانت الخمر مشروباً معتادا لسكان فلسطين، ولم تكن محرمة لأنها لا تسكر عند تناولها بالكميات المعتادة، ولكن بني بيت الركابين لم يكونوا يشربون خمراً حسب وصية أبيهم، وكان لما أراد الله أن يوبخ بني إسرائيل علي عدم سماعهم لكلمة الرب أنه أمرإرميا النبي: أن يجمع بني بيت الركابين إلي أحد الغرف الملحقة بالهيكل، ويجعل أمامهم طاسات ملآنة خمراً وأكوابا، ويطلب منهم أن يشربوا خمراً ففعل إرميا كما أمره الرب ولكنهم رفضوا قائلين:" أوصانا أبانا قائلاً: لا تشربوا خمراً أنتم ولا بنوكم إلى الأبد، ولا تبنوا بيتا، ولا تزرعوا زرعاً، ولاتغرسوا كروماً، ولا تكن لكم. بل اسكنوا في الخيام كل أيامكم، لكي تحيوا أياماً كثيرة على وجه الأرض التي أنتم متغربون فيها"
- صدق بني بيت الركابين وصية أبيهم ناداب بن ركاب. كانوا يحبونه ويثقون في محبته وإخلاصه لهم فلم يترددوا في تصديق كلامه، والعمل بوصيته. أما شعب الله فماذا يقال عنهم بعدما ثقلوا آذانهم، ولم يسمعوا لوصايا الآب السماوي، هل هم يحبونه حقا؟ وإن كانوا حقاً يحبونه فلماذا لم يصدقوا كلامه؟، ولماذا لم يطيعوا وصاياه؟
- يذكر لنا الكتاب المقدس مثلاً آخر عن محبة داود ليوناثان صديقه الذي لم يسمع لأبيه شاول الملك، ولم يصدقه لأنه كان يريد شراً وقتلاً بداود. فلم يتركه بل حذره. أما داود فكان يثق بيوناثان ويصدقه لأنه كان يحبه، ويعطينا رب المجد يسوع مثلاً آخر عن الخراف التي تسمع لصوت الراعي وتعرفه، وتتبعه أينما مضي ولكنها لا تسمع صوت الغريب لأنها لا تعرفه.
- إن الإنسان المحب لله لا يصدق كل شيء دون تمييز أو إفراز لأن الله أوصانا أن نميز الأرواح (فكر الأشخاص أو معتقدهم): هلى هي من الله أم لا؟. أننا نحب الله أولاً ولذلك نصدق، ونسمع ونطيع في خضوع كل ماهو صالح، أو كل ماهو من الله. أما ما كان مصدره ليس من الله فلا نصدقه، ولا نسمع له.
أخي....أختي:
إن المحبة الإلهية الساكنة في قلبك بالروح القدس تعلمك أن تكون بسيطاً وديعاً تقبل كلمة الله وتصدقها وتثمر بها. فحين تقرأ الكلمة المكتوبة في الإنجيل، أو المسموعة على منبر الكنيسة أو من فم أب اعترافك. فأقبل تعاليم الرب الصادقة، ولا تماطل، ولا تؤجل ولا تعاند بل اسمع وصدق، واعمل، وأثمر لتنال خيراً.