الإنسان الطاهر النقى، ينبغى أن يكون طاهر فى جسده وروحه، وأيضاً طاهراً في أفكاره و حواسه ومشاعره، وحتى في أحلامه وظنونه.
إن الذي يترك فكره ينشغل بأمور خاطئة إنما يدل على أن الله لا يسكن قلبه، لأنه من داخل القلب تنبع الأفكار.. وقد قال الكتاب: "الرجل الصالح من كنز قلبه الصالح تخرج الصالحات. والرجل الشرير من كنز قلبه الشرير تخرج الشرور"..
إن القانون لا يحاسبك على أفكارك ولكن الله يحاسبك على أفكارك. ومن هنا كان الضمير أقوى من القانون وأعمق. لأن الذي يحترس ألا يخطئ بفكره، من الصعب أن يخطئ بالعمل والفعل.. ومن هنا نقاوة الفكر سبباً في نقاوة الإنسان كله..
إن أردت أن يكون فكرك نقياً، أبعد عن الأسباب التي تسبب نجاسة الفكر، ابعد عن كل ما يجلب لك فكراً خاطئاً.. وقد تأتى الأفكار بسبب قراءات خاطئة، أو سماعات رديئة، أو بسبب الوسط الخاطئ: من خلطة أو عشرة أو صداقة بطالة، وقد يتولد الفكر الردئ من فكر آخر ردئ.. فابعد عن كل هذا لكي تحفظ أفكارك طاهرة.
إن الفكر يمكن أن يكون سلاحاً في يدك، ويمكن أن يكون سلاحاً ضدك، فاتخذه صديقاً لك لا عدواً.
اعرف أن أعظم المشروعات النافعة بدأت فكرة. وكل الأعمال الإنسانية العظيمة بدأت بفكرة. ونحن قد نحتاج إلي خبراء نستقدمهم من بلاد بعيدة أو قريبة، لكي نحصل من كل منهم على فكرة.. فلتكن أفكارك كنزاً لك ولغيرك. لتكن أفكارك بركة للمجتمع الذي تعيش فيه.
فإن لم تستطع أن تجعل أفكارك مصدر نفع لك وللناس، فعلى الأقل لا تجعلها سبب ضياع لك يفقدك مصيرك الأبدي، ويفقدك نقاوة قلبك..
لا تنتظر حتى يأتي الفكر الشرير إلي ذهنك ثم تتعب في مقاومته، بل إبدأ أنت واشغل فكرك بالصالحات.. ليكن لك كنز في التأملات المقدسة ومن الأفكار الإلهية وكنز من مشاعر الحب نحو الله، حتى يستحي منك ذهنك إن أراد الشيطان أن ينجسه أو يسقطه..