المزمور
المائة
والتاسع
مسيحنا
المصلوب!
يكشف
هذا المزمور
المسياني عن
سرّ الصليب.
فهو في حقيقته
نبوة عن السيد
المسيح، وقد
وقفتْ خاصته
ضده نطلب
الخلاص منه،
وخانه يهوذا
تلميذه
بلسانه
الشرير
وقُبلَته
الغاشة، جاءت
النبوة في شكل
مرثاة
يُقَدِّمها
المرتل على لسان
المسيح
المصلوب، فقد
كان ناسوته
حقيقي، احتمل
الآلام، وفي
نفس الوقت
يكشف عما في
داخل قلبه من
جراحات، لا من
أجل آلامه،
وإنما من جل عدم
توبة صالبيه.
فقد جاء إلى
العالم
ليُقَدِّم
نفسه ذبيحة عن
البشرية.
يحملنا
المرتل بهذا
المزمور الذي
وإن كشف عن مرارة
الألم إلا أنه
يكشف عن عذوبة
الحب حتى
للمقاومين
لنا.
v كل
من يقرأ أعمال
الرسل بإخلاص
يعرف أن هذا
المزمور يحوي
نبوة عن
المسيح. يظهر
بوضوح أن ما كُتِبَ
هنا: "لتكن
أيامه قليلة،
ووظيفته
ليأخذها آخر"
[8] هي نبوة عن
يهوذا خائن
المسيح[1].
القديس
أغسطينوس
يقول القديس
يوحنا الذهبي
الفم[2] إن هذا
المزمور
يُربِك
الكثيرين متى
أُخِذَ حسب
معناه
الظاهر، فهو
بكامله مزمور
للعنة، يكشف
عن غضب
المتكلم، فقد
التهب قلبه
بالمرارة من
جهة مضايقه.
لا يقف عند
طلب حلول
العقوبة
عليه، بل يطلب
أن يأخذ
وظيفته آخر،
وألا تحل عليه
رحمة الله.
يطلب له الموت
في سنٍ مُبَكِّر،
ويكيل
لعائلته
النكبات. يصعب
على الإنسان
أن يرى في قلب
داود بن يسى
كراهية كهذه
ضد أعدائه،
مهما كانت
عداوتهم له،
لكن المزمور
في حقيقته
وصفًا ونبوة
عما يَحَل
بيهوذا الذي
سلَّم سيده
بخيانة
مُرَّة. هذا
ما أكده بطرس
الرسول في
حديثه (أع 1: 20).
يرى
القديس يوحنا
الذهبي الفم
أن ما قدَّمه
هنا المرتل
يُشْبِه ما
قدَّمه يعقوب
قبل وفاته
حينما تنبأ
عما سيحل ببعض
أولاده من
لعنات،
وبآخرين من
بركات (تك 49).
مناسبته
ليس ما
يؤكد ما وراء
هذا المزمور
من مناسبة تاريخية.
يظن البعض أن
داود النبي
وضعه بمناسبة اضطهاد
شاول له، أو
تمرُّد ابنه
أبشالوم عليه
مع خيانة
أخيتوفل له.
في كلا
الحالتيْن
أظهر داود
حبًا عمليًا
ومن كل القلب،
سواء للملك
شاول أو ابنه
أبشالوم أو
مشيره
أخيتوفل. وكان
مقابل الحب للثلاثة
بغضة وتدابير
لقتله بلا
سبب. على وجه الخصوص
ما فعله
أخيتوفل كان
صورة مطابقة
لما فعله
يهوذا مع
السيد المسيح.
لم
ينشغل الآباء
بما وراء
المزمور من
خلفية تاريخية،
لكنهم تطلعوا
إليه كعملٍ
نبوي خاص
بخيانة يهوذا للسيد
المسيح،
وكراهية
اليهود،
خاصةً القيادات
الدينية له.
حديث
القديس بطرس
الرسول في وسط
التلاميذ بخصوص
اختيار رسول
آخر عوض يهوذا
كما جاء في
سفر أعمال
الرسل (1: 15-20) يشهد
بالآتي:
1. أن
كاتب المزمور
هو داود النبي
(أع 1: 16).
2. أن
المزمور قد
سبق فأَوْحى
به الروح
القدس نفسه.
3. ما
ورد فيه تحقق
حرفيًا في
يهوذا.
1.
مرثاة أم
تسبحة
1.
2. فم
غاش وتصرفات
شريرة 2-5.
3. مصير
الخائن
يهوذا
6-20.
4. صرت
عارًا
عندهم
21-25.
5. فرح
بالصليب
26-31.
العنوان
لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ.
لِدَاوُدَ.
مَزْمُورٌ
جاء
في الترجمة
السبعينية: "لداود
للتمام". سبق
لنا الحديث عن
هذا العنوان "التمام"
أنه نبوة عن
السيد المسيح.
يحمل
بهذا المزمور
عنوان "للتمام"،
لأنه
يُمَثِّل
غاية الناموس
أن يملك السيد
المسيح على
الشعوب
روحيًا؛
وربما لأن المزمور
يحمل طابعًا
أخرويًا أو
انقضائي، فإن
غاية وجودنا
وتاريخنا
البشري كله أن
يأتي رب المجد
ويَحْمِلنا
إلى ملكوته
الأبدي.
v كلمة
"للتمام" (على
الانقضاء)
كُتِبَتْ لأن
بموت المسيح
صار لنا
الخلاص، وهذه
كانت الغاية
(النهاية)
التي من أجلها
جاء
المُخَلِّص
بالجسد،
والتي عنها
كتب بطرس
الرسول:
"نائلين غاية
إيمانكم خلاص
نفوسكم،
الخلاص الذي
من أجله فتَّش
عنه الأنبياء
الذين تنبأوا
من أجل النعمة
التي لأجلكم،
وفتشوا لمن أو
في أي وقت
استُعلن روح
المسيح الذي
كان فيهم، إذ
سبق فشهد عن
آلام السيد
المسيح
والأمجاد
التي بعدها" (أنظر
1 بط 1: 9-11)[3].
البابا
أثناسيوس
الرسولي
v هذا
المزمور من
قَبْل ربنا
يسوع المسيح،
وأقواله ليست
دعاء ضد يهوذا
الخائن، وضد
اليهود الذين
صلبوه، بل هو
نبوة عن ما
كان مُزمِعًا
أن يحدث لهم،
لذلك جاء في
عنوانه "للتمام"،
أي لمستقبل
وقوعه في تمام
الزمن
المحدود.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
1.
مرثاة أم
تسبحة
مع حزن
السيد الشديد
على تلميذه
الذي اختار طريق
الخيانة، غير
أن الصليب في
الخارج عار وخزي،
وفي أعماقه
تسبحة حب
يُقَدِّمها
للآب، وفرح
قلب بالذين
قُدِّمت عنه
الذبيحة.
يَا
إِلَهَ
تَسْبِيحِي
لاَ تَسْكُتْ
[1].
جاء عن
الترجمة
السبعينية
والقبطية: "اللهم
لا تسكت عن
تسبيحي".
أعلن
السيد المسيح
طاعته للآب
بكونه آدم الثاني
عوض العصيان
الذي سقط فيه
آدم الأول،
كما أعلن حبه
للبشرية بلغة
العمل في
صمتٍ. الآن يطلب
من الله أن
يتقبل هذه
الذبيحة
كتسبحة تمجد الآب،
فيطلب منه ألا
يصمت، بل يسمع
له، ويقبلها،
حاسبًا خلاص
المؤمنين كأنه
خلاص له،
لأنهم أعضاء
جسده.
يبدأ
بقوله "يا
إله تسبيحي" وسط
مرارة المُرّ
التي كان يشعر
بها بسبب مقاوميه
الذين أحبهم،
وأحسن إليهم
وصلَّى لأجلهم.
نرى عيني داود
قد تركزتا على
الله "إله
تسبيحه".
بالحق سرّ
نقاوة قلب
داود وقوته أن
قلبه قد انشغل
تمامًا بالله
المُحْسِن
إليه، فصار
قيثارة،
وتحوَّلتْ كل
حياته إلى
تسبحة لا
تنقطع، حتى
وسط آلامه.
v "يا
الله، لا تعبر
على تسبيحي في
صمتٍ". يقول
مترجم آخر: "لا
تسكت"، أي لا
تتغاضى عن
العقوبة، بل
لتنتقم لما
يحدث. أنت
مجيد وقدير
وقادر على وضع
الأمور في
نصابها فوق كل
شيءٍ[4].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v يقول
المسيح:
"يهوذا
خانني،
واليهود
اضطهدوني
وصلبوني،
وظنوا أنهم
يخلصون مني
إلى النهاية".
أما أنت يا
الله فلا تسكت
في تسبيحي.
الكنيسة كلها
في العالم
تُسَبِّح
الرب كل يوم
وتتم الصلاة
الربانية: يا
الله لا تسكت
في تسبيحي.
لتدركوا
كرامة الكهنوت!
الكهنة
يتكلمون، وفي
الكهنة يُسَبَّح
الله في ابنه[5].
القديس
جيروم
v يقول
ربنا: أنا يا
أبتاه قد جئتُ
إلى العالم لأُخبر
الناس باسمك،
وأُقيم على
الأرض تسبحتك.
فلا تدَعْ
الأشرار أن
يسكتوها، ولا
يقووا على
إزالة
الإيمان بك.
أما فم
الخاطئ – يقول
النبي عن الشيطان-
الذي هو سبب
قتل المسيح
وسائر
الخطايا.
أيضًا
دعا يهوذا
الخائن
خاطئًا، لأنه
قال لليهود:
ماذا تعطوني
وأنا
أُسَلِّمه
إليكم. كما
دعاه غاشًا،
لأنه يمكرٍ
قبَّله،
قائلًا:
السلام يا
معلم.
كذلك فم
الخاطئ الغاش
هو أفواه الكتبة
والفريسيين
التي كانوا
يفتحونها بالتجاديف
على المسيح في
مكرٍ
وتَمَلُّقٍ
عندما كانوا
يقولون له: يا
معلم إنك تعلم
الحق الخ.
أيضًا
تكلم عليه
بلسانٍ غاش رئيس
الكهنة
عندما أقسم
عليه، قائلًا:
أخبرنا إن
كنتَ أنت ابن
المبارك،
وذلك بغشٍ،
لأنه لم يكن
يقصد أن يخبره
بأمره بل يمسك
عليه بقوله
ليتهمه بالتجديف.
وقد أحاطه
الشهود
الكذبة في
المحفل. هذا
كله بلا سبب،
أي من غير أن
يكون عليه علة
للبغضة. لأنهم
عوض أن يحبوه
إذ كان يشفي
أمراضهم،
ويقيم
موتاهم،
ويشفي
مجانينهم،
ويشبع جياعهم،
أحالوه إلى
بيلاطس
وأسلموه
للقتل. ومع هذا
كان يُصَلِّي
من أجلهم على
الصليب،
قائلًا: يا
أبتاه اغفر
لهم خطيتهم.
أما هم فكانوا
يفترون عليه
قبل صلبه
وبعده أنه
طاغٍ وضال، وأنه
يثير فتنة،
عوض القول
بأنه يُعلِّم
طريق الحق.
أبغضوه عوض
محبته لهم
واعتنائه
بخلاصهم.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
2. فم
غاش وتصرفات
شريرة
كان
داود المرتل
يعاني من خداع
الأعداء، وقد اتسمتْ
كلماتهم
بثلاث صفات
وهي الشر
والخداع
والكذب. أما
قلبهم فسمته
الرئيسية هي
الكراهية.
قدَّم المرتل
حبًا وحنوًا
وتلقي بغضة في
هذا الموقف
كان داود
رمزًا للسيد المسيح،
الحب ذاته،
وموقف خاصته
منه.
لأَنَّهُ
قَدِ
انْفَتَحَ
عَلَيَّ فَمُ
الشِّرِّيرِ،
وَفَمُ
الْغِشِّ.
تَكَلَّمُوا
مَعِي بِلِسَانِ
كَذِبٍ [2].
يقول
الإنجيلي:
"وكان رؤساء
الكهنة
والمجمع كله
يطلبون شهادة
على يسوع
ليقتلوه فلم
يجدوا. لأن
كثيرين شهدوا
عليه زورًا،
ولم تتفق
شهادتهم، ثم
قام قومٌ
وشهدوا عليه
زورًا،
قائلين: "نحن
سمعناه يقول
إني أنقض هذا
الهيكل
المصنوع
بالأيادي،
وفي ثلاث أيام
أبني آخر غير
مصنوع بأيادٍ.
ولا بهذا كانت
شهادتهم
تتفق" (مر 14: 55-59).
لقد شهد
الحاكم: "إني
بريء من دم
هذا البار،
أبصروا أنتم"
(مت 27: 24).
v "قد
انفتح عليَّ
فم الشرير"،
لأن الكراهية
التي كانت
مغطاة
بالخداع قد تفجَّرتْ
إلى لغة
(كلمات).
"تكلموا
معي بلسان
كذب"، حدث هذا
بصورة واضحة
عندما مدَحوه
بكونه مُعَلِّمًا
صالحًا
بتملقٍ غادرٍ.
في موضع آخر قيل:
"الذين
يمدحونني
كانوا
يتحالفون
عليّ" (مز 102: 8).
إنهم إذ
انفجروا في
صراخ: "أصلبه،
أصلبه" (يو 19: 6)
قيل: "بكلام
بغض أحاطوا
بيّ" [3].
القديس
أغسطينوس
v "لقد
فتحوا
أفواههم
الشريرة
والغاشة
عليّ". لنفكرْ
في يهوذا
الخائن وغدره
الغاش ضد الرب.
لقد جاء إلى
الرب عن عمدٍ
لكي يخونه
ويدعوه "ربوني"،
يا سيد (راجع
مت 26: 49). هنا نجد
مثلًا كاملًا
عن فم الخاطئ
الغاش.
في حنوي
أريد أن
أُخَلِّصه؛
لقد تجاوبت مع
قُبْلَتِه،
فشوقي عظيم أن
أتغلب على
مكره، لكنه هو
مُصِّر على غشه
وخيانته لي.
هذه هي
قصة يهوذا،
على وجه
الخصوص،
وبصفة عامة هي
قصة اليهود.
في الوقت الذي
صرخوا فيه:
أصلبه، أصلبه
(يو 19: 6) كانت
شفاههم شفاه
خاطئة تسيء إلى
ربها[6].
v "تكلموا
معي بألسنة
كاذبة". كنتُ
أطلب من
أجلهم، وهم
كانوا يكيلون
لي الشتائم.
كانت جراحاتي
لأجل شفائهم،
وهم تطلعوا
إليّ بسخرية[7].
القديس
جيروم
بِكَلاَمِ
بُغْضٍ
أَحَاطُوا
بِي،
وَقَاتَلُونِي
بِلاَ سَبَبٍ
[3].
لقد
حمل
المقاومون
للسيد المسيح
عداوة ضده بلا
سبب. لم
يستريحوا حتى
سفكوا دمه.
v "بكلام
بغض أحاطوا
بيّ". ليس في
نيتهم أن
يؤمنوا،
وإنما فقط أن
يهاجموني
ويسحقونني. "وقاتلونني
بلا سبب"... لم
أرتكب جريمة،
لهذا لا أستحق
هجومهم.
أي عذر
لهم أن
يحاربونني؟
هل لأني شفيتُ
مرضاهم؟ هل
لأني أقمتُ
أمواتهم إلى
الحياة؟...
والأمر
الثاني أنهم
غير شاكرين.
يريدون أن يمحوا
اسمي
ويبيدوه، ولم
يستطيعوا.
عندما يتآمر
إنسان في بغضة
ضد آخر ولا
ينجح ولا يحقق
ذلك يضطهده
بلا سبب[8].
القديس
جيروم
بَدَلَ
مَحَبَّتِي
يُخَاصِمُونَنِي.
أَمَّا
أَنَا
فَصَلاَةً [4].
كانت
محبة السيد
المسيح
للبشرية
واضحة خلال أعماله
واهتمامه
بشفاء كل
ضعفات الجسد
مع اهتمامه
بخلاص
نفوسهم، أما
هم فردُّوا له
محبته
بالعداوة.
كلما جال يصنع
خيرًا تلتهب
في داخلهم
نيران الحسد
والكراهية.
كثيرًا
ما كان يقضي
الليل في
الصلاة، لكي
ما يحملنا فيه
إلى هذا العمل
وسط ضيقاتنا.
فتدفعنا
مقاومة
الأشرار لنا
إلى الالتجاء
إلى عرش
نعمته، فننعم
بروح الحب للمقاومين.
جاءت
ترجمة "أما
أنا فصلاة" هكذا:
"أما أنا فكنت
أصلي من
أجلهم". هذه
العبارة تكشف
عن قلب داود
ومنهجه، فإنه
إذ كانت المقاومة
ضده من كل
جانب، كان
ملجأه هو
الصلاة، لا
لكي يهبه الرب
حكمة في
التصرُّف
فحسب، وإنما
لكي يعطيه
فهمًا روحيًا
وحكمة
بالنسبة للمقاومين
إليه،
فيرجعوا عن
الشر الذي في
قلوبهم.
v العبارة: "بدل
محبتي
يخاصمونني" [4]
لا توحي بشيء
سوى أن
المقاومة
جاءت من شخص يُحسِنُ
إليه، وكان
يستحق منه
الحب ونوال
مكافأة، لكنه
قدَّم له ما
هو مضاد لهذا...
"أما أنا
فكنت أصلي من
أجلهم" [4] أترون
الوداعة؟
أترون تقوى
الروح؟ يقول:
إني لم أستخدم
أسلحة، ولا
أثرت معركة.
عوض هذا كنتُ
ملجأً لكم،
وقُمتُ
بمساندتكم،
بأعظم أسلحة
لها فاعليتها،
قدَّمتُ
عونًا لا
يُغلَب[9].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v بدل
حنوي الذي
قدَّمته
بسخاء نحوهم،
يفترون عليّ.
ولكن ماذا
فعلت؟
صلَّيْتُ هذا
هو سلاح الرب،
هذا هو سلاحنا
نحن أيضًا،
الصلاة!
إن كان
أحد يضطهدنا
ويكرهنا،
لنفعل هكذا
(نصلي)...
ماذا
كانت صلاته؟...
يا أبتاه،
اغفر لهم،
لأنهم لا
يعْلَمون
ماذا يفعلون" (لو
23: 34)[10].
القديس
جيروم
v توجد
ستة تصرفات
مختلفة
يمكننا أن
نضعها في
أذهاننا:
أ.
مقابلة الشر
بالخير.
ب.
عدم مقابلة
الشر بالشر.
ج.
مقابلة الخير
بالخير.
د.
مقابلة الشر
بالشر.
هـ.
عدم مقابلة
الخير بالخير.
و.
مقابلة الخير
بالشر.
التصرف
الأول
والثاني
خاصان
بالصالحين،
الأول أفضل من
الثاني.
التصرفان
الأخيران
خاصان
بالأشرار،
الأخير أشر من
السابق له.
التصرفان
اللذان في
المنتصف
يخصان نوع من
الشخصيات
التي في
المنتصف ما
بين الصالحين
والأشرار.
يليق
بنا ملاحظة
ذلك في
الأسفار
المقدسة. ربنا
نفسه يرد
الخير مقابل
الشر، إذ يبرر
الفاجر (رو 4: 5).
وعندما
عُلِّق على
الصليب، قال:
"يا أبتاه
اغفر لهم،
لأنهم لا
يعلمون ماذا
يفعلون" (لو 23: 34)[11].
القديس
أغسطينوس
وَضَعُوا
عَلَيَّ
شَرًّا
بَدَلَ
خَيْرٍ،
وَبُغْضًا
بَدَلَ
حُبِّي [5].
لم يجد
المقاومون في
المسيح شرًا
ليقاوموا شرًا
بشرٍ بروح
الانتقام.
وإنما إذ
قدَّم خيرًا
ردوه إليه
شرًا، لا بروح
الانتقام،
وإنما بروح
الوحشية والعمل
الشيطاني.
هنا
يُمَيِّز القديس
أغسطينوس
بين الإنسان
الذي يرد الشر
بالشر وبين
القاضي الذي
يعاقب
الشرير، فإنه
لا يرد الشر
بالشر، إنما
يرد الظلم
بالعدالة،
والعدالة هي
بالتأكيد
صالحة. حب
العدالة أمر
نافع حتى
للشرير.
v "وضعوا
عليّ شرًا بدل
خير، وبغضًا
بدل حبي" هذا
هو جُرْمُهم
العظيم. إذ
كيف يمكن
للمضطهدين أن
يضروا من مات
بكامل حرية
إرادته وليس
قهرًا؟ إنما
البغضة هي
الجريمة
الكبرى
للمُضطهِد،
حتى وإن كان
التكفير
تحقَّق
بإرادة المتألم
نفسه. وقد
أوضح ذلك بما
فيه الكفاية
بقوله: "بدل
حبي"... وقد
أشار إلى هذا
الحب في
الإنجيل،
عندما قال: "كم
مرة أرادت أن
أجمع أولادك...
ولم تريدوا"
(مت 23: 37)[12].
القديس
أغسطينوس
v أترون
مدى الشر؟
أترون مدى
شركته في
تدبير المكائد؟
أتنظرون
التصميم على
الشر؟ هذا
بالطبع السبب
الدافع للسخط
أمام الله،
عندما يرتكب
المجرمون
جرائمهم عن
عمدٍ، بطريقة
محسوبة وفي
باعٍ طويلٍ في
الممارسة.
إنكم ترون أنه
إذا تعثر شخص
عندما يُفاجأ
بأمرٍ أو يُخدَع
يختلف عمن
يمارس شرًا ضد
آخر غير شرير[13].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v "وضعوا
عليّ شرًا بدل
خيرٍ". عندما
عُلقتُ على
الصليب
ترافعت عن
الذين كانوا
يصلبونني،
وهم سخروا
مني: "يا ناقض
الهيكل
وبانيه في
ثلاثة أيام،
خَلِّصْ نفسك.
ليأت الآن
الآب الذي
يحبك ويُخَلِّصك"
(راجع مت 27: 39-44).
من
أجلهم قمتُ من
بين الأموات،
وهم يقولون:
جاء تلاميذه
ليلًا وسرقوه
(مت 28: 13).
"وبغضًا
بدل حبي". فكر
مليًّا أيها
المسيحي... إن
كان الرب قد
استقبل
المتآمر عليه
والخائن
بقُبْلة،
وصلَّى من أجل
مضطهديه، فما
هو واجبنا نحو
إخوتنا؟[14]
القديس
جيروم
3.
مصير الخائن
يهوذا
إن كان
مصير هذا
الخائن جاء في
لُغَة صلاة،
غير أن المسيح
الكلي الحب،
الذي يريد أن
الجميع يخلصون
وإلى معرفة
الحق
يُقْبِلون،
لا يشتهي هذا
المصير
لخائنه. قدَّم
المُخَلِّص
الحب حتى للذي
خانه، لكن
الأخير اختار
أن يكون في
صُحْبَة
الشيطان، أي
الشرير، وتحت
سلطانه. فما
حلَّ به
وبأُسْرَتِه
ليس إلا ثمرة
طبيعية فاسدة لما
اختاره
بإرادته.
اختار لنفسه
اللعنة، والْتَحَفَ
بالشر.
فَأَقِمْ
أَنْتَ
عَلَيْهِ
شِرِّيرًا،
وَلْيَقِفْ
شَيْطَانٌ
عَنْ
يَمِينِهِ [6].
إذ
تسلل روح
الخيانة إلى
فكر يهوذا
وقلبه بسبب
محبته للمال،
أو لأنه لم
يحتل المركز
الأول بين
التلاميذ،
أعطى للشيطان
أن يحتل مركز
القيادة في
أعماقه، وعوض
أن يرى الرب عن
يمينه يقدسه،
ترك إبليس
يحتل هذا
المركز ليوجهه
كيفما شاء.
قيل عنه إنه
شيطان (يو 6: 70)،
كما قيل عنه:
"دخله
الشيطان" (يو 13:
27). سلَّم نفسه
لهذا العدو،
فقاده مسرعًا
به إلى دماره.
جعله يمارس
الشر بجسارة،
وبعد سقوطه
فيه حطَّمه
باليأس.
v من
يرفض الخضوع
للمسيح يستحق
أن يسيطر
الشيطان
(الشرير) عليه[15].
القديس
أغسطينوس
v "فأقم
أنت عليه
شريرًا". إذ
صليتُ عنهم
وأنا على
الصليب، وهم
رأوا جراحاتي،
وأعطيتهم
الفرصة
للتوبة،
لكنهم ليسوا
تائبين، ولا
يريدونني
ملكًا عليهم،
فليكن الشيطان
ملكًا عليهم.
إنهم
لا يريدون
الملك يسوع،
فليكن لهم
الملك باراباس. باراباس
الذي اسمه
يعني "ابن
الأب"، أي ابن
الشيطان[16].
v وقف
الشيطان عن
يمين يسوع لكي
يتهمه. على أي
الأحوال فإن
هذا المزمور
لا يعني أن
الشيطان يريد
مقاومة
يهوذا، بل هو
بالفعل قد
انتصر عليه.
في زكريا يريد
الشيطان أن
يقاوم يمين
يسوع (زك 3: 1-3)،
أما هو فهو
بالفعل ساد
على يمين
يهوذا[17].
القديس
جيروم
v قول
النبي هذا...
ليس هو دعاء
ضد يهوذا
الخائن، ولا
ضد الذين
صلبوا
المسيح، لكنه
نبوة وعِلْم
سابق فيما
عتيد أن يكون
لهم بسبب
خبثهم...
أما قوله
"ليقف شيطان
عن يمينه"،
فمعناه إن كان
ليهوذا مفاخر
ومواهب رسولية
التي هي كرامة
اليمين، فهذه
المفاخر يقف
عليها
الشيطان، أي
يُتلفها
ويفسدها.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
إِذَا
حُوكِمَ،
فَلْيَخْرُجْ
مُذْنِبًا،
وَصَلاَتُهُ
فَلْتَكُنْ
خَطِيَّةً [7].
ليس
ليهوذا حجة
يعتذر بها عما
فعله عندما
يقف في يوم
الدينونة،
فإنه حتى وإن
لم يعرف لاهوته،
لكنه رأى
عجائبه، كما
أحسن إليه
بمواهبٍ مثل
سائر الرسل،
ولا كان عن احتياجٍ
ماديٍ، لأن
الصندوق كان
في عُهْدته.
إذ
ارتكب الخطية
بجسارته وقف
أمام ضميره
يحاكم نفسه،
فخرج مذنبًا،
وعوض تقديم
صلاة ندامة
وتوبة مع رجاء
في مخلصه،
تسلَّط عليه
اليأس، فسقط
في خطية أبشع:
عدم الإيمان
بالمخلص!
v "فصلاته
تكون خطية".
لأن الصلاة لا
تكون بارة ما
لم تكن
بالمسيح، ليس
فقط لا تمحو
الخطية، بل
تصير خطية... لو
أنه بعد
خيانته وندمه
صلَّى
بالمسيح لطلب
المغفرة؛ ولو
طلب المغفرة
لكان له رجاء؛
ولو كان له
رجاء لكانت له
الرحمة،
وبالتالي ما
كان قد شنق
نفسه في يأسٍ[18].
القديس
أغسطينوس
v لا
تدعه يدخل إلى
قاعة المحكمة،
بل يدخل إلى
الدينونة،
فإنه حيث توجد
مشاورات
قضائية،
فيكون الأمر
غير أكيد، أما
إذا كانت هناك
دينونة فيكون
الحكم قد صدر
فعلًا ونُشِرَ.
"لتكن دعواه
القضائية
باطلة". فإن ندامة
يهوذا كانت
أشر من خطيته.
كيف هذا؟ بأن
شنق نفسه. هذا
الذي خان الله
صار شانقًا نفسه...
لقد قاوم الرب
بالأكثر
بشنقه نفسه
أكثر من
خيانته له.
كان يجب أن
تكون صلاته
توبة، لكنها
تحوَّلتْ إلى
خطية[19].
القديس
جيروم
v كل مؤمنٍ
بالمسيح
يُمَكِّن
قلبه من ذكر
شر من أساء
إليه، يلعن
نفسه في
صلاته، لأنه
كلما صلَّى
يمارس خطيئة.
وعن مثله يقول
داود النبي في
المزمور:
"تكون صلاته
خطية" (مز 109: 7). لأنه
إذا صلَّى
يقول: "اغفر لي
كما غفرت لمن
أساء إليّ" (مت
6: 12)، وهو لم يغفر
له[20].
القديس
مار افرام
السرياني
v لنحذر
من أن نطلب ما
لا يجوز طلبه،
فماذا ينفعكم
لو طلبتم من
الله الآب
السماوي موت
أعدائكم؟! ألم
تسمعوا عمَّا
ورد في
المزمور
متنبئًا عن
نهاية يهوذا
الخائن
المؤلمة إذ
يقول: "وصلاته
فلتكن خطيَّة"
(مز ١٠٩: ٧). فإن
طلبتم الإثم
لأعدائكم،
فصلاتكم تكون
خطيَّة عليكم[21].
v لكن
الكثيرين
يسألون مالا
ينبغي أن
يسألوا، غير
عالمين ما هو
مناسب لهم.
ينبغي أن
يَحذر المصلي
من أمريْن:
ألا يسأل ما
لا ينبغي
سؤاله، وألا
يسأل من لا
ينبغي أن
يُطلب منه.
فينبغي أن لا
نطلب شيئًا من
الشيطان أو
الأوثان أو
الأرواح
الشريرة. بل
ينبغي أن نطلب
كل ما نطلبه
من الرب إلهنا
يسوع المسيح،
الله أب
الأنبياء والرسل
والشهداء، من
أبي ربنا يسوع
المسيح، من الله
خالق السماء
والأرض
والبحر وكل ما
فيهم. ونحذر
من أن نطلب
منه مالا
ينبغي طلبه.
فإن كان ينبغي
أن نطلب
الحياة ماذا
ننتفع من طلبها
من الأوثان
التي لا تسمع
ولا تنطق؟
وأيضًا ماذا
ينفعكم إن
طلبتم من الله
الآب الذي في
السماوات موت
أعدائكم؟ ألم
تسمعوا
وتقرأوا في
المزمور ما
تنبئ به عن
نهاية يهوذا
الخائن المؤلمة
إذ يقول:
"وصلاته
فلتكن خطية"
(مز 109: 7)، فإن
طلبتم الإثم
لأعدائكم
تكون صلاتكم
خطية[22].
القديس
أغسطينوس
v كيف
تتجاسر على
ملك الملوك
ورب الأرباب
أثناء الصلاة
بعدم الوقوف
في مكانٍ
واحدٍ بأدبٍ
وخشوعٍ،
وتتمشى من
اليمين إلى
الشمال،
لتنظر
المارين
والذاهبين؟
اعلمْ يا هذا
أن صلاتك هكذا
لا تُعَد صلاة،
وهي التي قال
عنها النبي:
"صلاته فلتكن
خطية" (مز 109: 7)[23].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v مَزْج
بيلاطس دماء
الجليليين
بذبائحهم (لو 13:
1-5)، له تفسير
رمزي، إذ يبدو
أنه يشير إلى
الذين تحت
سلطان إبليس
يُقَدِّمون
ذبيحة دنسة، فإن
صلاتهم تصير
خطية (مز 109: 7).
وذلك كما
كُتِبَ عن
يهوذا الخائن
الذي في وسط
الذبائح
خطَّط لخيانة
دم المسيح[24].
القديس
أمبروسيوس
v من يمارس
الندامة دون
إمكانية
تصحيح الخطية لا
ينتفع شيئًا.
إن أخطأ إنسان
ضد أخيه
بطريقة يمكن
بها إصلاح
الخطأ يمكن
الغفران له.
أما إن بقيتْ
أثار الخطية،
فيصير ندمه باطلًا.
هذه الحقيقة
يُطَبِّقها
المرتل بخصوص
يهوذا الكلي
البؤس، إذ
يقول: "لتكن
صلاته خطية"
(مز 109: 7)[25].
القديس
جيروم
لِتَكُنْ
أَيَّامُهُ
قَلِيلَةً،
وَوَظِيفَتُهُ
لِيَأْخُذْهَا
آخَرُ [8].
لا
نعرف إلى أي
مدى عاش يهوذا
بعد تسليم
سيده وخيانته
له. هل شنق
نفسه في يوم
صلب السيد
المسيح أم
بعده بأيام
قليلة. لكن كل
ما نعرفه أنه
لم يحتمل
الحياة بعد
ارتكابه هذه
الجريمة،
فأسرع برد
الفضة وشنق
نفسه، وتحقق
فيه قول
المرتل: "لتكن
أيامه قليلة".
طرد
نفسه بنفسه من
العمل
الرسولي،
وترك مكانه
لآخر. وقد
تحقق ذلك كما
ورد في أعمال
الرسل (أصحاح 1).
صار
يهوذا مثلًا
خطيرًا
للإنسان
الشرير، فمهما
طالت أيام
حياته،
تُحْسَب
أيامه قليلة، لأنها
لا تحقق
الرسالة
اللائقة،
ويخرج من العالم
صفر اليدين،
ليس لديه ما
يُقَدِّمه
أمام الديان!
v إن أيام
يهوذا هي الأيام
التي ينيرها
ربنا الذي هو
شمس البرّ، فهذه
الأيام قد
قلَّت منه.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
v لقد
صارت أيامه
قليلة، أما
لياليه
فازدادت، لأنه
أُخِذَ من
الحياة في
منتصف أيامه.
عَبَرَتْ
الشمس عن
حياته، بينما
اكتنفته
الظلمة.
"ووظيفته
ليأخذها آخر".
أُعلن تفسير ذلك
بوضوح في
أعمال الرسل (1:
20)... إن كان يهوذا
قد فقد وظيفته
كرسولٍ،
ليحذر الكاهن
والأسقف لئلا
يفقدان هما
أيضًا
خدمتهما. إن
كان الرسول قد
سقط فبأكثر
سهولة يسقط
الراهب[26].
القديس
جيروم
لِيَكُنْ
بَنُوهُ
أَيْتَامًا،
وَامْرَأَتُهُ
أَرْمَلَةً [9].
ِ
لا نسمع شيئًا
عن أُسْرَة
يهوذا؛
غالبًا لم يكن
متزوجًا وليس
لديه أبناء.
فماذا يعني
المرتل عن
بنيه الأيتام
وامرأته
الأرملة؟ يرى
بعض الآباء أن
الأبناء
يشيرون إلى
ثمر الجسد
والروح. يهوذا
لم يحمل ثمر
الإيمان
الحي، لأنه
أعطى القفا
لله، ورفض أن
يقبله أبًا.
وحُرِمَ من
العُرْس السماوي،
فصار متيتمًا
ونفسه
مُتَرَمِلة!
ولعل
الأبناء هنا
يشيرون إلى من
كانوا
ملتصقين به
ويعتمدون
عليه كأبٍ،
أما زوجته فهي
مجمع السنهدرين
الذي تطوع
لخدمته في
تسليم السيد
المسيح.
إن
كان الله يؤكد
أن كل إنسانٍ
مسئول عن
خطاياه، فلا
يحمل الابن
إثم أبيه (حز 18:
19)، فلماذا تحل اللعنة
على أبناء هذا
الشرير
وزوجته؟ يجيب القديس
يوحنا الذهبي
الفم: [يدعو
هنا الذين
يشتركون معه
في الشر
أبناء، فقد
اعتاد الكتاب
المقدس كما
ترون أن يدعو
من يرتبطون
معه بالقرابة
كما الذين
يرتبطون معه
بالشر أبناء
له، حتى وإن
كانوا ليسوا
أبناء بالطبيعة.
ذلك كما
يُقال: "أبناء
إبليس" (يو 8: 44).
فاليهود لم
يكونوا أبناء
إبليس
بالطبيعة. كيف
يمكن أن
يكونوا هكذا،
بينما هو غير
مادي (جسمي)
وهم ملتحفون
بالجسد؟ ومع
هذا فقد
اقتنوا هذه
القرابة
بمشاركتهم له
في الشر. هكذا
أيضًا رفض
نسبهم
كأبناء
لإبراهيم،
قائلًا: "لو
كنتم أولاد إبراهيم،
لكنتم تعملون
أعمال
إبراهيم" (يو 8: 39).
حقيقة أن
الابن لا
يُعاقَب من
أجل الأب، ولا
الأب لأجل
الابن هو أمر
واضح لكل أحدٍ
فوق كل شيءٍ.
هذا وضعه
الناموس
بوضوح،
الاستثناء هو
إن قام الأب
بتربية ابنه
في الشر،
عندئذ
يُعَاقَب
الأب ليس من
أجل الابن، وإنما
من أجل تهاونه
في تربيته كما
حدث مع عالي (1
صم 3: 13).]
يرى القديس
جيروم أنه لم
يُذكَرْ في أي
موضع عن يهوذا
الخائن أنه
كان متزوجًا
وله أولاد.
لكن زوجته هي
المجمع الذي
أخذ من يهوذا
المهر، الذي
هو الثلاثين من
فضة، ثمن
الخيانة. كما
يرى أن اليهود
الذين لم
يؤمنوا
بالسيد
المسيح ولا
تابوا بعد
صلبه قد صاروا
أبناء هذا
الخائن.
v من
تظنون هم بنو
يهوذا؟
اليهود... "وامرأته
أرملة".
المجمع
الذي كان
أولًا عروس
الله، والذي
قيل عنها:
"أعطيتها
كتاب طلاقها،
ورددتها وقلت
لها ارجعي
إليّ" (راجع إر
3: 8-12). هذا المجمع
طلَّقه المُخَلِّص،
وصار امرأة يهوذا
الخائن. وماذا
حدث؟ لم تستلم
المهر، بل ردته
لرجلها
(يهوذا)[27].
القديس
جيروم
v أنهم
كأيتام ليس
لهم مُعِين،
ولا حارس،
فيزدادون وسط
اضطرابهم
وعوزهم[28].
القديس
أغسطينوس
v إن
أولاده التي
هي أفكاره قد
تغرَّبتْ عن
أبيها الذي هو
المسيح، وصارت
مثل الأيتام،
وفقدت نفسه
اقترانها
بالمسيح،
وصارت
مُتَرَمِّلة
من عناية
الله.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
v لقد ساد
الرياء
العالم؛ وها
هو يزحزح
الفضيلة حتى
كاد يمحو
ذِكْرَها من
الوجود...
يرتكب المراؤون
المُنْكَرات
في الغالب
لأجل الطمع
والربح
القبيح. وهاكم
يهوذا
الاسخريوطي
مثل لذلك.
فإنه حينما
طلب أن يُباع
الطيب كان
قلبه يفكر في
سرقة الثمن
(يو 12: 6). وقبل أن
يُقبِّل سيده
متظاهرًا
بمحبته كان
متفقًا أن
يُسَلِّمَه
بهذه
القُبْلة (لو 22:
47-48)، حتى استحق
اللعنات الهائلة
من فم النبي،
وهي: "ليقف
شيطان عن
يمينه. إذا حوكم
فليخرج
مذنبًا،
وصلاته فلتكن
خطية..." (مز 109: 6-19)[29].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
ليَتِهْ
بَنُوهُ
تَيَهَانًا
وَيَسْتَعْطُوا،
وَيَلْتَمِسُوا
خَيْرًا مِنْ
خِرَبِهِمْ [10].
ماذا
يقصد بهؤلاء
الأبناء
الذين
يتشردون ويبلغون
إلى
الاستعطاء؟
أ.
ربما يعني
الأبناء ليس
حسب الجسد،
وإنما من
يتعهدهم
ويكرز لهم. هؤلاء
الذين سبق
فكرز لهم قد
تعثروا بسبب
خيانته لسيده.
فصاروا كمن
تشردوا
روحيًا،
وصاروا في
عوزٍ.
ب.
جاءت هذه
النبوة
كتحذير لكل
مؤمن، إن ما
يفعله إن كان
في الرب أو ضد
الإيمان له
فاعليته في
حياة أولاده
وبناته.
فالإنسان
عادةً لا يخاف
من أية ضيقة
تحل به قدر ما
يخاف من
حلولها على
نسله، لأنهم
في عينيه – حتى
إن كان شريرًا
– أثمن وأعز
منه لديه.
يرى القديس
جيروم أن
بنيه هم
اليهود الذين
فقدوا
الغِنَى الروحي،
ولم يعد لهم
أنبياء ولا
كهنة ولا
ذبيحة، صاروا
ساقطين بمعنى
الكلمة.
لِيَصْطَدِ
الْمُرَابِي
كُلَّ مَا
لَهُ،
وَلْيَنْهَبِ
الْغُرَبَاءُ
تَعَبَهُ [11].
من هو
المُرابي
الذي يضع يده
على كل ما لدى
الإنسان
الشرير، ومن
هم الغرباء
الذين ينهبون تعبه،
إلا إبليس
وجنوده. إنهم
يستخدمون كل
مواهب
الإنسان
وطاقاته
وقدراته حتى
عواطفه لحساب
مملكة الظلمة.
يرى
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
أن مرابي
اليهود هم
الجند
الرومان الذي
نهبوا
أعمالهم
الظاهرة
واقتسموها
كما اقتسموا ثياب
السيد المسيح
عند صلبه،
ونهبوا أيضًا
أموالهم.
لاَ
يَكُنْ لَهُ
بَاسِطٌ
رَحْمَةً،
وَلاَ
يَكُنْ
مُتَرَغِّفٌ
عَلَى
يَتَامَاهُ [12].
إذ لا
يرحم الشرير
نفسه ولا
يبالي
بأبديته، لا يتوقع
أن يجد من
يترفق به أو
يعطف عليه.
وإذ يسلك بنوه
على منواله في
طريق الشر،
يصيرون كأيتام
ليس من
يُقَدِّم لهم
معروفًا.
v "لا
يكن له باسط
رحمة، ولا يكن
مترغف على
يتاماه". في
ذلك الحين لم
يكن لدى
اليهود من
يعينهم. أجبني
أيها اليهودي.
لقد كنتَ في
بابل، وكان لك
هناك أنبياء:
دانيال
وحزقيال،
وماذا كان حالك
إلا أنك عابد
أصنام؟ كنتَ
في السبي لمدة
سبعين عامًا
وبعد ذك عدت
إلى بلدك.
تطلع الآن... لماذا
ليس نبي مُرسل
إليك؟[30]
القديس
جيروم
لِتَنْقَرِضْ
ذُرِّيَّتُهُ.
فِي
الْجِيلِ
الْقَادِمِ
لِيُمْحَ
اسْمُهُمْ [13].
انقراض
الذرية هنا
يشير إلى أن
الشرير وإن
كان يزهو سريعًا
غير أن ثمره
الشرير لا
يدوم طويلًا.
فالحق أقوى من
الباطل،
والنور
يُحَطِّم
الظلمة ويُبَدِّدها.
يرى القديس
جيروم أن هذا
تحقق بواسطة
تيطس القائد
الروماني حيث
استولي على
أورشليم وقام
بتخريبها.
لِيُذْكَرْ
إِثْمُ آبَائِهِ
لَدَى
الرَّبِّ،
وَلاَ
تُمْحَ
خَطِيَّةُ
أُمِّهِ [14].
الإنسان
المُقَدَّس
في الرب لا
يخشى الخطية الجدية،
ولا يئن من
خطايا
أسلافه، إذ
يرى على الصليب
قوة الذبيحة
الغافرة
للخطايا. أما
الشرير،
فبِشَرِّه لا
ينتفع من عمل
الفداء، لأن
شروره
وعصيانه
امتداد لما
فعله أسلافه.
يرى
البعض أن
والدي يهوذا
كانا لصيْن،
وقد علَّماه
ودرَّباه على السرقة [31].
v لقد
أخطأوا في
البرية،
والرب غفر
لهم. الآن ينسبها
إليهم التي
ارتكبوها،
لأنهم صلبوا
الرب...
"ولا
تُمحَ خطية
أمه". من هي أم
يهوذا؟
أورشليم التي
فرحتْ بالدم، التي
قتلت
الأنبياء
والرب نفسه[32].
القديس
جيروم
لِتَكُنْ
أَمَامَ
الرَّبِّ
دَائِمًا،
وَلْيَقْرِضْ
مِنَ الأَرْضِ
ذِكْرَهُمْ [15].
إذ لا
يُظهِر
الإنسان رحمة
لا يتوقع أن
يجد رحمة.
حقًا مسيحنا
يشتاق أن
يُقَدِّم
رحمة لكل إنسانٍ
حتى بالنسبة
لمضطهديه،
لكن من لا
يحمل في قلبه
رحمة لا يقدر
أن
يَتَقَبَّلَ
رحمة المسيح،
ولا أن يتفاعل
معها.
v "لتكن
أمام (عين)
الرب دائمًا".
بالقول "دائمًا"
يعني أنها بلا
مغفرة، هنا
وفي الحياة
العتيدة[33].
القديس
أغسطينوس
مِنْ
أَجْلِ
أَنَّهُ لَمْ
يَذْكُرْ
أَنْ يَصْنَعَ
رَحْمَةً،
بَلْ
طَرَدَ
إِنْسَانًا
مَِسْكِينًا
وَفَقِيرًا،
وَالْمُنْسَحِقَ
الْقَلْبِ
لِيُمِيتَهُ
[16].
من
هو الإنسان
المسكين
والفقير
والمنسحق إلا
السيد المسيح
الذي من أجلنا
افتقر، ولم
يكن له أين
يسند رأسه،
وقد طلب اليهود
صلْبه وموته.
هذا كله قلبه
لكي يغنينا
بفقره،
ويحيينا
بموته.
ويرى القديس
أغسطينوس أن
السيد المسيح
صار مستعطيًا
(متسولًا)،
يطلب من
المرأة
السامرية:
"أعطيني
لأشرب" (يو 4: 7)، ويقول
على الصليب:
"أنا عطشان"
(يو 19: 28) وذلك من
أجل خلاصنا.
v "من
أجل أنه لم
يذكر رحمة".
من الأفضل
فَهْم "لم
يذكر" أنها
بخصوص الشعب
(اليهودي)،
فإنهم إن
كانوا قد
قتلوا المسيح
كان يليق بهم
أن يذكروا هذا
في توبةٍ،
ويتعاملون مع
أعضائه
بالرحمة، هؤلاء
الذين أصروا
على اضطهادهم[34].
القديس
أغسطينوس
v "من
أجل أنه لم
يذكر أن يظهر
رحمة". تعلموا
ما هو لطف
الرب! إنه يرى
يهوذا قادمًا
مع الحراس والعسكر،
رآه قادمًا
ومعه العصي،
ويقدم قُبْلَة.
جاء ليخون
الرب، والرب
يقدم قبلَّة،
حتى أن ذاك
الذي فيه خوف
السيد يُقهَر
بالحنو.
"بل
اضطهد
إنسانًا
مسكينًا
وفقيرًا".
من هو هذا إلا
الغني الذي
افتقر لأجلنا
(2 كو 8: 9). دعا الرب
نفسه
مُعْدَمًا
وشحاذًا، فمن
من حقه أن
يفتخر
بثروته؟
لتتعزى أيها
الفقير، فالرب
فقير معك.
"ومنسحق
القلب
ليميته". ماذا
يعني
بالمنسحق
القلب
ليميته؟ نفس
ما يُقال في
الإنجيل:
"نفسي حزينة
حتى الموت" (مت
26: 38). وأيضًا: "يا
أبتاه، إن
أمكن فلتعبر
عني هذه
الكأس" (مت 26: 39).
أو ربما تعني:
كنتُ حزينًا
وكنتُ في ألمٍ
عميق من أجل
مُضْطَهِدي،
لأنهم يرفضون
أن يتوبوا.
كنتُ
مُعَلَّقًا
على الصليب وبدمي
غسلتُ
أدناسهم، وهم
يرفضون
الندمة. هذا
هو حزني
وانكسار قلبي
إنني عاجز عن
أن أُخَلِّص
الذين
يضطهدونني[35].
القديس
جيروم
v هذه هي
علامة القسوة
المتناهية،
علامة الوحشية
الشديدة
عندما لا
يُصدِر فقط
خططًا، وإنما
يمارس هذا ضد
من كان حاله
يحتاج إلى من يرحمه
ويحنو عليه.
مثل هذا الشخص
في الواقع ينحدر
إلى ضراوة
الوحوش
المفترسة – أو
بالحري يبرهن
على أنه أبشع
منها. الهمجية
– فوق كل شيء – هي ممارسة
لطبيعة
الحيوانات
الوحشية. أما
هذا الشخص
فصادر النبل
لممارسة
الشر... بينما
لدى الوحوش
نوعًا من الحب
والحنو على من
هم من ذات
فصيلتها وعلى
علاقة بها.
مثل هذا لا يحترم
الطبيعة
العامة، بل
يأخذ موقفًا
مضادًا
ومنحرفًا،
بينما كان
يلزم أن
يُظهِر الرحمة
والرفق
والإصلاح[36].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
وَأَحَبَّ
اللَّعْنَةَ
فَأَتَتْهُ،
وَلَمْ
يُسَرَّ
بِالْبَرَكَةِ،
فَتَبَاعَدَتْ
عَنْهُ [17].
المبدأ
الإلهي كما
ورد في
المزامير:
"يعطيك الرب
حسب قلبك". فمن
يشتهي البركة
ينالها، ومن يُسَر
باللعنة
للآخرين إنما
يكيلها لنفسه
لا للغير.
إن
كان هذا
المزمور
يُحسَب مزمور
لعنة ضد الشرير
المُصَمِّم
على شره، فإن
هذه اللعنة
ليست شهوة قلب
المرتل، بل هي
ثمرة طبيعية
للفساد الذي
يجلبه الشر.
فلا نعجب إن
قيل عن
الشرير: "وأحب
اللعنة
فأتته، ولم
يُسَر
بالبركة فتباعدت
عنه" [17].
حقًا
إن للخطية
لذَّتها
وجاذبيتها
بالنسبة للشرير،
فيُحبها
ويَقْبَل
لعنتها، ولا
يستعذب
العشرة مع
الله، بل
يستثقلها،
فلا يُسَر
بالبركة الإلهية
التي تود أن
تقتنيه
ويقتنيها،
لكنه إذ يرفضها
لا تلزمه، بل
تبتعد عنه.
v أحب
يهوذا
اللعنة، سواء
بسرقته من
الصندوق أو
بيعه وخيانته
للرب، وأحَب
الشعب اللعنة
علانية،
عندما قالوا:
"دمه علينا
وعلى أولادنا"
(مت 27: 25).
"ولم
يُسَر
بالبركة،
فتباعدت عنه".
هكذا
بالحقيقة كان
يهوذا، إذ لم
يحب المسيح، الذي
فيه البركة
الأبدية،
والشعب
اليهود يقرون
بالأكثر
رفضهم
للبركة،
الذين قيل لهم
بذلك الذي
استنار بالرب:
"ألعلكم أنتم
تريدون أن
تصيروا له
تلاميذ؟" (يو 9: 27)[37].
القديس
أغسطينوس
v إن
آراءهم
وأفكارهم وأعمالهم
كلها ملعونة.
واللعنة
شملتهم مثل
الثوب الذي
يشمل الجسد
كله. وتشدهم
كما تشد
المنطقة
الجسد وتحضره.
وهذا منذ
الوقت الذي
صلبوا فيه
المسيح إلى
الأبد، إن لم
يتوبوا
ويرجعوا إلى
الله
بالإيمان.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
v "وأحب
اللعنة، فتحل
عليه؛ ليس
لديه وقت للبركة،
فتبتعد عنه" [17]
بعد أن طلب
(المرتل) حلول
كوارث عليه،
يظهر أنها
ليست من عنده،
وإنما مصدرها
الشرير نفسه وأصلها
منه، رافضًا
بأعماله نعمة
الله، جالبًا
على نفسه
الأسى من عند
الله[38].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v يا
أولادي، هذا
لكي لا يعترض
أحدٌ على أنّ
الله كان قد
قرّر أن
تُعطَى
المقدرة
للشيطان، لأنه
منذ البدء كان
قد منحه قدرةً
فائقةً، وما
أعطاه له لم
يستردّه منه،
ولكن ذاك الذي
نال هذه
المقدرة هو
الذي تركها
تضيع
ليستبدلها بقدرةٍ
شريرة. إنه لم
يُكتَب أنه
رفض البركة، والله
أبعدها عنه،
بل: "لم يُسَرّ
بالبركة، فتباعدت
عنه" (مز 109: 17).
إذن، لا تظنوا
أنّ الله هو
منشأ الشرور،
لأنّ هذا
سيكون لدينونتكم.
ولكنّ
الشيطان هو
الذي اختار
بنفسه المقدرة
الشريرة
والله لم
يعرقله. ولهذا
أيضًا قيل:
"وأحبّ
اللعنة
فأتته" (مز 109: 17)،
وليس أنّ الله
هو الذي
أعطاها له.
القديس
برصنوفيوس
وَلَبِسَ
اللَّعْنَةَ
مِثْلَ
ثَوْبِهِ،
فَدَخَلَتْ
كَمِيَاهٍ
فِي حَشَاهُ،
وَكَزَيْتٍ
فِي
عِظَامِهِ [18].
من
ينشغل
باللعنة،
ويطلب الشر
للغير، يظن أنها
كثوب يرتديه
متى أراد
ويخلعه
بإرادته. هنا يحذرنا
المرتل أن من
يرتدي هذا
الثوب لا يلتصق
به فحسب، بل
ولا يقدر أن
يخلعه متى
أراد. إنها
تتسلل من الخارج
إلى أعماقه
حتى تبلغ
أحشاءه، بل
وعظامه. إنها
لن تفارقه ما
لم يطلب نعمة
الله لكي تعينه
وتنشله.
v أظْهَرَ
أنه يعمل الشر
ببهجة،
ويُخَزِّن اللعنة
لنفسه، أي
العقوبة
الأبدية، كما
أن البركة
أبدية.
فالأعمال
الشريرة
حاليًا هي
مسرته تفيض
كماءٍ في
أحشائه،
وزيتٍ في
عظامه، وهي
تأخذ طابع
اللعنة، لأن
الله يُعَيِّنها
عذابات لمثل
هؤلاء الناس[39].
القديس
أغسطينوس
v "ولبس
اللعنة مثل
ثوبٍ، فدخلت
كمياه في حشاه،
وكزيتٍ في
عظامه" [18]. يشير
في هذه
العبارة إلى
قسوة الأسى،
ودوام الجزاء،
مُعْلِنًا أن
الشرور تصدر
منهم ومن اتجاههم
في حالة كل
الذين ينبذون
الأعمال الصالحة
خلال أعمالهم
وتصرفاتهم،
بينما
يتورطون في
نوال الجزاء[40].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
لِتَكُنْ
لَهُ
كَثَوْبٍ
يَتَعَطَّفُ
بِه،ِ
وَكَمِنْطَقَةٍ
يَتَنَطَّقُ
بِهَا دَائِمًا
[19].
إذ تحل
اللعنة
بالإنسان
المُصِر على
شره وخبثه،
تلتصق به
كثوبٍ دائمٍ.
يظن حين
يخلعها أنه
تعرَّى، وكأن
اللعنة تصير
بالنسبة له
للسترة والكرامة،
لا يريد
الخلاص منها،
وهي لا تريد
مفارقته.
يرى القديس
أغسطينوس أن
الثوب
المذكور
سابقًا [18] هو
الثوب
الداخلي tunic،
والثوب
المذكور هنا cloak هو
العبادة
الخارجية.
وكأن اللعنة
تحل به من الداخل
والخارج.
v يتمنطق
الناس لكي
يتهيأوا
بالأكثر
للعمل دون أن
تعوقهم
ثيابهم. فهو
يمنطق نفسه
باللعنات،
ويخطط للشر
ليمارسه بكل
حرصٍ، وليس
كدافع مفاجئ
له، وإنه
يتعلم أن يفعل
الشر بهذه
الطريقة، فيكون
دومًا
مستعدًا
لارتكابه[41].
القديس
أغسطينوس
v "لتكن له
كثوبٍ يتعطف
به، وكمنطقة
يتنطق بها دائمًا"
[19]...
ما يعنيه هو
هذا: يمسك
الشر بهم
(بالأشرار)
فلا يستطيعون
إحداث أي تغيير،
وإنما على
العكس يثبت
فيهم بقوةٍ
ولا يتحرك[42].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
هَذِهِ
أُجْرَةُ
مُبْغِضِيَّ
مِنْ عِنْدِ الرَّب،ِّ
وَأُجْرَةُ
الْمُتَكَلِّمِينَ
شَرًّا عَلَى
نَفْسِي [20].
أجرة
الخطية موت،
فمن يصنع
الشر،
مُبْغِضًا الرب
نفسه، ماذا
يقتني سوى
هلاكه. لقد
أبغض يهوذا دم
المسيح
الثمين
واستهان به، فلم
يجد الدم الذي
يغفر له
خطاياه.
يرى القديس
أغسطينوس أن
هذا هو "عمل"،
وليس "هذه أجرة"،
فإنه بقوله
يلبس اللعنة،
ويفيض ماءً
وزيتًا
ويتمنطق
بمنطقة، هذه
كلها أعمال
تنتج لعنات
أبدية.
v لقد أضاف
هذا ليُظهِر
أنه يعاقب
الشر ويُصلِح
الأشرار، وأن
هذا الحُكْم
لا يخُص (شرير
مُعَيَّن) بل
كل الذين
يرتكبون ما سبق
الإشارة
إليه... هذه
العقوبة
تحلُّ على الذين
يقاومونني،
المولعين
بتدبير
المكائد، والمحاربين
لي،
والمتكلمين
بالشر عليّ[43].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
4. صرت
عارًا عندهم
صورة
لذاك الغني
الذي افتقر
بإرادته لكي
يُغْنِينَا،
وجُرح لكي
يشفي جراحات
نفوسنا. قَبِلَ
أن يصير عارًا
وموضع سخرية،
لكي ننعم
بشركة أمجاده
الأبدية.
أَمَّا
أَنْتَ يَا
رَبُّ
السَّيِّدُ،
فَاصْنَعْ
مَعِي مِنْ
أَجْلِ
اسْمِكَ.
لأَنَّ
رَحْمَتَكَ
طَيِّبَةٌ
نَجِّنِي [21].
يتحدث
هنا الابن
الكلمة إلى
الآب باسمنا
ولحسابنا
بكونه شفيعًا
لنا.
إن كان
الشرير لا
يعرف إلا
الخبث والكذب
والقسوة،
ويجد مسرته في
تحقيق شهوته
هذه، فالله
الصالح يجد
مسرته في الحب
والرحمة.
إذ
قَبِلَ السيد
المسيح
الصليب
بإرادته، فإنه
وهو قادر أن
يقوم من
الأموات،
يطلب من الآب
أن
يُخَلِّصَه،
لكي فيه نلجأ
إلى الآب
فيقيمنا مع
مسيحنا.
يرى القديس
أغسطينوس أن
المُتَحَدِّث
هنا هو الابن
الذي يقول للآب
"اصنع معي"،
وأن عمل الآب
والابن واحد،
يعملان معًا
بالرحمة نحو
آنية الرحمة
(رو 9: 23). ويرى أيضًا
أنها تعني: كن
معينًا لي.
فإن كان الابن
قد أخذ شكل
العبد، فإنه
يطلب عون
الآب. فهو بكونه
الله لا يحتاج
إلى عونٍ،
إنما وهو في
شكل العبد
يطلب ذلك.
v كما أن
المُتَشَفِّع
عن المُذنِب
يقول للمتأذي:
أنا أخطأت،
وأنا أسأت
إليك، فأعفِ
عني، كذلك
ربنا عندما
قَبِلَ أن
يولد كإنسانٍ
ويُختتن
ويرضع
واتَّخذ كل ما
للإنسان
ماعدا الخطية
وصام وصلَِّى
وقرَّب ذبائح
لله.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
v انظروا
إلى تعقله،
تطلعوا إلى
تواضعه. فمع
أن لديه ما
يكفي من
الأُسس ليطلب
(لنفسه
الانتقام من
المولعين
بتدبير
المكائد)... إلا
أنه يكف عن
هذا
مُلْتَجِأً
فقط إلى حنو
الله، بالقول:
"اصنع معي من
أجل اسمك".
وكأنه يقول:
"ليس لأني
مُسْتَحِقٌ
ذلك، وإنما من
أجلك أنت، ومن
أجل حبك
ورحمتك، إذ أنت
محب ورحوم
هكذا"[44].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
فَإِنِّي
فَقِيرٌ
وَمِسْكِينٌ
أَنَا،
وَقَلْبِي
مَجْرُوحٌ
فِي دَاخِلِي
[22].
كان
قلب داود
مُنْسَحِقًا
بالأحزان،
وجاء رب داود
"رَجُل
أحزان" (إش 53: 3)،
ليس من جُرِحَ
مثله، لأنه
حَمَلَ كل
جراحاتنا وهو
القدوس البار.
إنه مجروح
أيضًا في بيت
أحبائه (زك 13: 6).
v يقول
الرب إنه فقير
لكي يُعَزِّي
الفقراء. صار
فقيرًا مع
الناس لكي لا
ييأس أحد من
خلاصه بسبب
فقره.
"وقلبي
مجروح في
داخلي"... قلبي
مُمَزَّق من
الحزن[45].
القديس
جيروم
v ألا
ترونه مرة
أخرى يتوسل
لأجل إنقاذه،
وليس من أجل
استحقاقه أو
برِّه، وإنما
لأنه قد سقط تحت
شرورٍ لا
تُحصَى؟
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
كَظِلٍّ
عِنْدَ
مَيْلِهِ
ذَهَبْتُ.
انْتَفَضْتُ
كَجَرَادَةٍ
[23].
كان
داود النبي
مِثْل متجولٍ
لا مقر له إلى
زمان طويل،
ولم يكن لربه
موضع يسند
رأسه فيه (مت 8: 20).
حين
فُحِصَ السيد
المسيح لكسر
ساقيه مقل
اللصين دهشوا
أنه هكذا مات
سريعًا. انتفض
كجرادة، ليس
لها مسكن ولا
عش ولا موضع
راحة. تتحرك
جماعات الجراد
حسبما يوجهها
الريح،
وأخيرًا تقذف
بها الرياح في
بحر فتغرق أو
في برية
فتهلك.
هكذا
في ميلاده لم
يكن له بيت
يولد فيه، وفي
موته لم يكن
له قبر، إنما
قدَّم
نيقوديموس
قبره الجديد
لدفنه.
يرى القديس
أغسطينوس أن
الجرادة هنا
تشير إلى
تلاميذه أو
أعضاء جسده
الذين هربوا
عند لحظات
الصلب
كالجرادة التي
تنتقل من موضع
إلى آخر.
v "انتفضت" [23]،
كيف ذلك؟
اضطهدوني،
ورذلوني.
طردوني من الناصرة،
وذهبتُ إلى
كفرناحوم.
طُرِدتْ من
كفرناحوم،
وذهبتُ إلى
بيت صيدا،
وطُرِدتُ من
هناك، وذهبتُ
إلى أورشليم.
أردتُ أن
أُقيمَ مع
شعبي، ومن هناك
طردوني
خارجًا.
عاملوني كما
لو كنتُ سربًا
من الجراد.
ماذا فعلتُ؟
هل غضبتُ؟ هل
دافعت عن نفسي؟
هل لعنتهم؟ هل
تركتهم؟ لا،
لم أفعل شيئًا
من هذا. ماذا
فعلتُ؟ صليت
لأجلهم[46].
القديس
جيروم
v الجراد
المُعَد
للخطاة
المستحقين
التأديب
يُعتَبَر بحق
طعامًا
لائقًا للتوبة.
لذلك الخاطئ
المتوجه من
مكان الخطية
إلى مكان
التوبة، يطير
إلى السماء
على أجنحة المغفرة.
كان النبي
يُعَلِّم هذا
عندما قال:
"كظل عند
المساء،
انتفضت
كجرادةٍ"[47].
الأب
بيتر
خروسولوجيوس
أسقف رافينا
رُكْبَتَايَ
ارْتَعَشَتَا
مِنَ
الصَّوْمِ،
وَلَحْمِي
هُزِلَ عَنْ
سِمَنٍ [24].
إنها
صورة للسيد
المسيح الذي
نُقِلَ من
دارٍ للمحاكمة
إلى دار أخرى،
سواء دينية أو
مدنية؛ لم
يأكل ولم
يشرب، بل كان
صائمًا، حتى
لم يحتمل أن
يحمل صليبه،
فسقط تحته.
v "ركبتاي
ارتعشتا من
الصوم، ولحمي
هزل من الزيت"
[24].
ألا ترون
الأسلحة التي
أعدَّها ضد
المكائد
والقسوة
الموجهة ضده؟[48]
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v "ركبتاي
ارتعشتا من
الصوم".
لتسترحْ يا
راهب في صومك،
فإن الرب نفسه
صام...
الجنود
الذين لهم
قلوب حُرَّة
بالصوم هم الجنود
الذين يحبهم
المسيح. الصوم
هو طعامنا ووسيلة
قوامنا.
كيف
هذا؟ لأنه
بالصوم توجد
نصرة،
وبالنصرة يُقام
احتفال. يفتخر
الرسول ليس في
كثرة
الخيرات، بل
في ضعفه.
"حينما أنا ضعيف،
فحينئذ أنا
قوي" (2 كو 12: 10)[49].
القديس
جيروم
v نعرف
مما تَقَدَّم
أنه عديدة هي
الوسائل التي
ننال بها
مغفرة خطايانا،
حتى أن ما من
أحد يشتاق نحو
خلاص نفسه يتطرق
إليه اليأس،
لأنه يرى أنه
مدعو للحياة
بأدوية كثيرة
هذا عددها!
إذا
كنتَ تحتج أنه
بالنسبة لضعف
الجسد لا تستطيع
أن تتخلص من
خطاياك
بممارسة
الصوم، ولا تستطيع
أن تقول مع
المرتل داود:
"ركبتاي
ارتعشتا من
الصوم، ولحمي
هزل عن
سِمَنٍ" (مز 24:109)،
ولا أن تقول
أيضًا معه:
"إني قد أكلتُ
الرماد مثل الخبز،
ومزجتُ شرابي
بدموعٍ" (مز 9:102)،
إذن عِوض هذا
استبدله
بجزيل
الصدقات[50].
الأب
بينوفيوس
وَأَنَا
صِرْتُ
عَارًا
عِنْدَهُمْ.
يَنْظُرُونَ
إِلَيَّ،
وَيُنْغِضُونَ
رُؤُوسَهُمْ
[25].
ليس من
كُيِّل له من
تعييرات مثل
السيد المسيح.
v "صرت
عارًا عندهم"
خلال موت
الصليب.
"المسيح
افتقدنا من
لعنة الناموس،
إذ صار لعنة
لأجلنا" (غل 3: 13). "ينظرون
إليَّ،
وينغصون
رؤوسهم".
لأنهم
يتطلعون إلى
صليبه دون
نظرهم إلى
قيامته.
تطلعوا حين
كانت ركبتاه
ضعيفتين، ولم
يروا جسده وقد
تغيَّر[51].
القديس
أغسطينوس
v هذا هو
اتجاه
الأشرار،
فإنهم لا
يتركون البار
يُعَمِّق روح
التكريس فقط،
وإنما
يواصلون على
التوبيخ
والاستخفاف
والمقاومة
ضده[52].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v "وأنا
صرت عارًا
عندهم". حقًا
لقد دعوني
سامريًا
وسخروا بيّ.
"ببعلزبول
رئيس
الشياطين
يُخرِج
الشياطين" (لو
11: 15).
"أليس
هذا ابن
النجار؟ ونحن
عارفين
إخوته" (راجع
مت 13: 55-56).
"يا
ناقض الهيكل
وبانيه في
ثلاثة أيام"
(مر 15: 29).
مرة
أخرى: "لنرى هل
يأتي إيليا
ويُخَلِّصه"
(مت 27: 49). إنه
ينادي إيلي،
إيلي، أي ألهي
إلهي، وظنوا
أنه ينادي
إيليا. انظروا
جهالة اليهود!
هل ابن الله
يستجدى عونًا
من إيليا؟
"ينظرون
إليّ،
وينغضون
رؤوسهم" لماذا
ينغضون
رؤوسهم في
سخرية؟ لأنهم
بالفعل نفضوا
الغبار من
أقدامهم[53].
القديس
جيروم
v فيما
يتعلق
باللصيْن
اللذيْن
صُلِبَا مع يسوع،
فقد كُتِبَ
عنهما: "أُحصِيَ
مع أثمه" (إش 23: 12). كلاهما
كانا
أثيميْن، لكن
أحدهما لم يظل
هكذا.
واحد
منهما بقي
أثيمًا إلى
النهاية
رافضًا الخلاص.
بالرغم
من أن يديه
كانتا
موثقتيْن،
فقد أطلق لسانه
بالتجديف.
فكانا يسبه مع
اليهود الذين كانوا
يَعْبُرون
ويَهزون
رؤوسهم ساخرين
بالمصلوب،
مُحققين
المكتوب:
"ينظرون إليّ،
وينغضون
رؤوسهم" (مز 109: 25)[54].
القديس
كيرلس
الأورشليمي
5. فرح
بالصليب
ليس من
فرحٍ مثل بهجة
المخلص بخلاص
الراجعين إليه.
يبدأ المزمور
بالتسبيح
خلال الصليب،
إذ هو تسبحة
الحب وينتهي
بالتسبيح من
أجل الذين
يتمتعون
بالخلاص.
أَعِنِّي
يَا رَبُّ
إِلَهِي.
خَلِّصْنِي
حَسَبَ
رَحْمَتِكَ [26].
v "أعني
يا رب إلهي،
خلصني حسب
رحمتك". تشير
هذه العبارة
إلى الرأس
والجسد، إلى
الكل. الرأس
بكونه أخذ شكل
العبد،
والجسد
بكونهم العبيد
أنفسهم. فإنه
وهو منهم يقول
لله (الآب): "أعِنِّي"
و"خَلِّصني"،
وذلك وهو فيهم
قال لبولس:
"لماذا تضطهدني؟"
(أع 9: 4). الكلمتان
التاليتان:
"حسب رحمتك"
تصفان النعمة
المُقَدَّمة
مجانًا وليس
بحسب استحقاق
الأعمال[55].
القديس
أغسطينوس
v "خلصني
حسب رحمتك"
من جانب آخر:
"لي سلطان أن
أضعها، ولي
سلطان أن
آخذها أيضًا"
(يو 10: 18) و"ليس
أحد يأخذها
مني" (يو 10: 18). إذن
كيف يطلب
رحمة. إنه
كإنسانٍ
يطلب، وكإله
يعطي[56].
القديس
جيروم
وَلْيَعْلَمُوا
أَنَّ هَذِهِ
هِيَ يَدُكَ.
أَنْتَ
يَا رَبُّ
فَعَلْتَ
هَذَا [27].
ليس من
يفكر جديًا في
حياة داود منذ
صباه حتى موته
دون أن يتلمس
يد الله التي
كانت دومًا سندًا
له وعونًا
لخلاصه من
أعدائه.
جاءت
أحداث الصليب
متطابقة مع
النبوات عبر العصور،
ليُدرِك الكل
أن هذا الحدث
كان بخطة إلهية
فائقة، ولم
تحدث
اعتباطًا أو
نتيجة ظروف مُعَيِّنة.
v "وليَعْلَموا
أن هذه هي
يدك، أنت يا
رب فعلتَ هذا".
قال:
"ليَعْلَموا"
بالنسبة
لأولئك الذين
لأجلهم كان
يصلِّي بينما
كانوا ثائرين.
فإنهم صاروا
مؤمنين به، من
كانوا بين
جموع الذين
نفضوا رؤوسهم
ساخرين منه...
لنفهم
أن يد الله
تعني المسيح،
الذي قيل عنه
في موضع آخر:
"لمن
استُعْلِنَتْ
ذراع الرب؟"
(إش 53: 1)[57]
القديس
أغسطينوس
v ما هو
معنى: "هذه هي
يدك"؟ يدك هي
المعونة؛ يدك
هي السند. إنه
يقول: لست أطلب
فقط أن
أُخَلِّص،
وإنما أطلب
لأجلهم أن يعرفوا
من الذي
يُخَلِّصَني،
فأقتني لنفسي غنائم
مضاعفة،
إكليلًا
مزدوجًا،
وسُمْعَة
سامية[58].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v ما
هذا الذي
يقوله: "وليَعْلَموا
أن هذه هي
يدك؛ أنت يا
رب فعلت هذا"
[27]؟ ليدرك
اليهود أنهم
لم يغلبوني،
إنما هذه هي إرادتي
أن أتألم.
بجانب هذا،
إنني أرغب أن
أتألم. لهذا
من الجانب
البشري الذي
لي "أن أفعل
مشيئتك يا
إلهي سررت" (مز
40: 8). إنها إرادتك
وإرادتي أن
أتألم، ولا
يتم ذلك بسبب
خططهم
وسلطانهم، إنما
أنت وأنا نرغب
ذلك... ما ترغب
أنت فيه، أنا أيضًا
أرغبه. من
الضروري أن
تأتي هذه
العثرة، ولكن
ويل للرجل
الذي تأتي منه
(مت 18: 7)[59].
القديس
جيروم
أَمَّا
هُمْ
فَيَلْعَنُونَ،
وَأَمَّا
أَنْتَ
فَتُبَارِكُ.
قَامُوا
وَخَزُوا،
أَمَّا
عَبْدُكَ
فَيَفْرَحُ [28].
تصوير
رائع لأحداث
الصلب، فقد
كان الصالبون
يكيلون
الشتائم له،
أما الآب فكان
يُسَرُّ بذبيحة
الصليب.
قاموا
عليه
ليصلبوه،
لكنه إذ قام
صاروا في خزي،
أما رب المجد
فقد نزل إلى
الجحيم
وحطَّم متاريسه،
وأطلق
الأسرى،
فتهللوا
بخلاصه العجيب،
وتهللتْ
السماء بهم!
v "أما
هم فيلعنون،
وأما أنت
فتبارك".
باطلًا هي
لعنة أبناء
البشر
وكاذبة، فإن
مسرتهم هي في
الباطل،
ويطلبون
الكذب (مز 4: 2).
أما الله فإنه
إذ يبارك يتمم
ما يقول.
"والذين
يقومون عليَّ
يخزون" [28 LXX].
لأن تصوُّرهم
أن لديهم
سلطان عليّ هو
السبب في
قيامهم عليَّ.
ولكنني إذ أرتفعُ
فوق
السماوات،
ويبدأ مجدي
ينتشر في كل
الأرض يخزون.
"أما
عبدك فيفرح"،
إما عن يمين
الآب، أو في
أعضائه حين
يفرحون، وذلك
في الرجاء
أثناء
التجارب،
وبالأكثر عندما
تنتهي
التجارب[60].
القديس
أغسطينوس
v هنا
يُعلَّم
المُستمِع
مجموعة من
القيَّم. إنه
يشير بأنه لا
يبالي إن
صبُّوا عليه
لعنات بشرط أن
يباركه الله.
لن يصيبه ضرر
منهم، بل يرد
عليهم العار
واللعنات
التي
يصبونها...
"أما
عبدك فيفرح بك
(فيك). حسنًا
يقول "فيك"
حاسبًا أن
الفرح ينبع من
ذات المصدر،
من فيض الخيرات.
فإنه لا يمكن
لمتاعب أن
تضايقني مادام
الفرح يحل بيّ
من عندك،
ويبقى غير
مشوبٍ[61].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v "أما
هم فيلعنون،
وأما أنت
فتبارك" [28]. هذا
ما يحدث إلى
هذا اليوم
عينه. إنهم
يلعنون في
المجمع،
والرب يبارك
في الكنيسة. "والذين
يقومون عليّ
يخزون، وأما
عبدك فيفرح"
[28]. إنهم يقومون
ضدي، وأما أنا
عبدك فأفرح.
كيف أنا عبدك؟
فإنه وإن كان
بالطبيعة هو
الله لم يحسب
خلسة أن يكون
معادلًا لله،
الأمر
الملتصق به،
لكنه أخلى
ذاته، آخذًا
طبيعة عبد (في 2:
6-7)[62].
القديس
جيروم
لِيَلْبِسْ
خُصَمَائِي
خَجَلًا،
وَلْيَتَعَطَّفُوا
بِخِزْيِهِمْ
كَالرِّدَاءِ
[29].
بصلبه
حسبوا أنهم
حققوا شهوة
قلوبهم، لكن
بقيامته
صاروا في خزي؛
كَسَاهُم
العار من كل
جانب مثل
العباءة التي
تُغَطِّي جسم
الإنسان.
v لاحظ مرة
أخرى كيف أنه
لا يطلب لهم
فقط العقوبة،
بل العار، والخزي،
ليكون ذلك لهم
درسًا
لإصلاحهم،
وفرصة
ليصيروا إلى
حالٍ أفضل[63].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v "وليلبسْ
الذين
يثلبونني
العار" [LXX].
ليكن عار
عليهم أن
يثلبونني،
ولكن
ليُفهَمْ ذلك
أيضًا كبركة،
حيث أنهم
يُصلَحون.
"وليشتملوا
الخزي
كالرداء
(المزدوج)".
بمعنى أنهم
يخزون من
الداخل
والخارج،
أمام الله
والناس[64].
القديس
أغسطينوس
v "ليلبس
خصمائي
خجلًا". إنه
لم يقل:
ليهلكوا؛ لم
يقل ليبيدوا
إلى الأبد،
إنما ماذا
قال؟
"ليلبسوا
خجلًا"، أي
ليتحققوا
أخطاءهم،
ويصيروا في
خزي،
ويثابروا في
توبتهم.
من يتغطى
بالخزي يقترب
من الخلاص،
لأن من يضطرب
بإخلاص،
ويرتبك يبدأ
في التوبة.
تأملوا
بعمق أيها
الرهبان، إن
كان لكم شيء
على أخيكم،
يلزمكم ألا
تكفوا عن
التوسل إلى
الله من أجله.
الرب
صُلب وكان
يصلي من أجل
صالبيه. لذلك
إن سمعتَ كلمة
مُفْسِدة، لا
تقاوم في
غضبك. لا تدع
الشمس تغرب
على غضبك (أف 4: 26).
"وليتغطوا
بخزيهم كعباءة
mantle". وهي نوع
من العباءة
المزدوجة،
تُدْعَى في
العبرية mail.
إنها مزدوجة
لأنها تُلَف
حول الجسم
مرتين...
إنني
أتشفع فيهم.
ماذا أسأل
عنهم؟
ليخجلوا ويرتبكوا
حتى يخلصوا.
إنهم عرايا.
لقد فقدوا سترتي
tunic. هب لهم
ارتباكًا، هب
لهم خزيًا،
ودعهم يلتحفون
بعبائة
مزدوجة من الخزي
والارتباك. لا
تدعهم
يضطربون
بجانب واحد بل
باثنين لكي
يُقَدِّموا
توبة عن كل
شيءٍ. لم يقل
هذا ضد
اليهود،
وإنما
لصالحهم.
أتريدون برهانًا
على ذلك؟ بطرس
كان واحدًا
منهم، وبولس
كان واحدًا
منهم، وكل
الرسل كانوا
منهم. لقد
طُعِّمنا في
جذرهم، نحن
الأغصان وهم
الجذر. لنصلي
للرب كما أن
الأغصان تخلص
هكذا الجذر
أيضًا[65].
القديس
جيروم
أَحْمَدُ
الرَّبَّ
جِدًّا
بِفَمِي،
وَفِي
وَسَطِ
كَثِيرِينَ
أُسَبِّحُهُ
[30].
ذبيحة
الصليب
مُقَدَّمة عن
العالم كله،
وهي أغنية أو
تسبحة يترنم
بها المؤمنون
القادمون من
كل بلاد
العالم.
ليس
لدى المؤمنين
ما
يُقَدِّموه
للآب، ولمجده،
سوى عمل الابن
الخلاصي على
الصليب.
يرى
القديس
أغسطينوس أن
المُتَحَدِّث
هو السيد
المسيح
الحاضر في كنيسته
يحمد الآب
باسم الكنيسة
ولحسابها.
v هل
يقول:
"أحْمَدُ... في
وسط كثيرين"،
لأن هو مع
كنيسته حتى
انقضاء
العالم (مت 28: 20)،
فنفهم من "وسط
الكثيرين"
أنه
سيُكَرَّم
بهذه الجموع
عينها؟ فإنه
يُقَال بأنه
سيكون في الوسط،
حيث تُقَدَّم
له الكرامة
الرئيسية. فإن
كان القلب كما
لو كان وسط
الإنسان فليس
من وضعٍ يمكن
أن يكون أفضل
من هذه
العبارة:
"أحمدك في
قلوب
الكثيرين".
فإن المسيح
يسكن في
قلوبنا بالإيمان[66].
القديس
أغسطينوس
v "أحْمَدُ
الرب جدًا
بفمي". هذا
يُقَال بعد
القيامة، وقد سبق
أن أُخبِرَتْ
الكنيسة بما
سيحدث. "وفي
وسط الحشد
أُسَبِّحه"،
ليس في
اليهودية
وحدها، بل في
العالم كله، في
الكنيسة،
أُسَبِّحك[67].
القديس
جيروم
v فم
المسيح نحن
المؤمنين به،
لأننا جسده
وأعضاؤه،
فشكرنا لله هو
خاص به، لأجل
هذا يقول "أشكر
(أحمد) الرب
بفمي، وفي وسط
كثيرين
أُسَبِّحه".
لأنه لم يزل
موجودًا بيننا،
ومترددًا
فينا، إذا كنا
نُسَبِّح
الله بأعمال
مرضية له.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
لأَنَّهُ
يَقُومُ عَنْ
يَمِينِ
الْمَسْكِين،ِ
لِيُخَلِّصَهُ
مِنَ
الْقَاضِينَ
عَلَى نَفْسِهِ
[31].
يجلس
عن يمين الآب،
ويقوم الآب عن
يمين الابن،
لأن "اليمين"
لا يعني
اتجاهًا مكانيًا
مُعَيَّنًا،
بل هو رمز
للقوة، فكل
مِنْ الآب
والابن
الواحد عن
يمين الآخر،
إذ لا انفصال
بين قدرة الآب
وقدرة الابن،
بل ويُدْعَى الابن
نفسه "قوة
الآب".
v قيل
عن يهوذا:
"ليقف
الشيطان عن
يمينه:؛ فإنه
إذ اختار أن
يُزيد من غناه
ببيعه المسيح.
أما هنا فيقف
الرب عن يمين
الفقير،
فيكون الرب
نفسه هو غِنَى
الفقير.
"يقف
عن يمين
الفقير" لا
ليضاعف سنوات
حياته التي
ستنتهي يومًا
ما، ولا ليزيد
مخازنه، ولا
يجعله قويًا
في الجسد، ولا
في أمان من
جهة الزمن،
إنما يقول: "ليخلص
من
المُضطهِدين
نفسي". الآن
تصير النفس في
أمان من المُضطهِدين،
إن كان لا
نوافقهم في
الشر. ولا
يكون مثل هذا
التوافق معهم
عندما يكون
الرب قائمًا
عن يمين
المسكين، هذا
العون وُهِبَ
لجسد المسيح
في حالة كل
الشهداء
القديسين[68].
القديس
أغسطينوس
v دُعِيَ
ربنا
مسكينًا،
لأنه اتَّخذ
صورة الإنسان
المسكين،
ولأنه تصرف في
العالم
بالفقر والمسكنة.
ولأن اليهود
كانوا يرونه كمسكينٍ.
وأيضًا يدعو
مَعْشر الناس
مسكينًا،
فالذي يفعل
أعمالًا
تستحق اليمين
يقوم الله عن
يمينه،
ويُخَلِّصه
من مضطهديه
المنظورين
وغير
المنظورين.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
v لأنه
يقوم عن يمين
المسكين".
وقف الشيطان
عن يمين
يهوذا، وأما
الرب فوقف عن
يميني.
"لتُخَلِّصْ
نفسي من
القاضين
عليّ"... إن كان
(المسيح) حزينًا،
فهو له
عواطفه، لأن
الحزن عاطفة.
لهذا إن
أرادوا أن
يقولوا لنا:
"إننا نقول
إنه ليس له
عواطف بشرية
أو وجدان،
لهذا لم يكن
لديه مجال أن
توجد فيه
خطية" لنجيب
عليهم بهذا:
أليس له جسد
مثلنا أم لا؟
إن قالوا: "له"
نجيبهم "إذن
لديه عواطف
أجسام. كل
واحد يفهم ما
أقوله". إن
أنكروا أن له
عواطف أو
رغبات الجسد
نلتزم بالرد
أنه بلا جسم.
ولكن يلزمنا
أن نؤكد لهم:
"إذ له جسم
حقيقي مثل
جسمنا، لكن
ليس له خطايا
الجسم"، فإن
له أيضًا نفس
حقيقية، ولكن
ليس له خطايا
النفس. ليتنا
ندرك ونشكر أن
له جسم حقيقي
ونفس حقيقية،
لأنه إن كان
الرب لم يتخذ
طبيعة بشرية
بكاملها فإنه
لم يخلص
البشرية. لو
أنه اتخذ
جسمًا فقط
بدون نفس، فهو
خلص الجسم دون
النفس. لكننا
نريد أن أنفسنا
تخلص أكثر من
جسمنا، لهذا
أخذ الرب كل من
الجسم والنفس
ليُخَلِّص كل
منهما، يُخَلِّص
الإنسان
بكماله كما
خلقه[69].
القديس
جيروم
v ها أنتم
ترون، هذه هي
ذبيحة
حقيقية،
تَقْدِمة
حقيقية،
حافظين في
أذهاننا على
الدوام إحسانات
الله، ننقشها
في تفكيرنا،
كارزين بها بكلمات
الفم، فنجعل
الكثيرين
يسمعون عن
إحساناته.
بهذه
الوسيلة، فإن
من ينال إحسان
حنوه يتمتع
بمكافأة عن
شُكْرِه،
ويربح نعمة
أعظم من قِبَل
الله، وأيضًا
الذين يسمعون
عن الإحسانات
المُقَدَّمة
للغير،
يصيرون أكثر
غيرة،
ويحسبون
الإحسانات
المُقَدَّمة
للآخرين،
فرصة أن
يقتدوا بهم في
الفضيلة[70].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
من وحي مز
109
قلبي مجروح
في داخلي!
v أية
تسبحة أعذب من
عمل الصليب.
كيف
يصمت الآب
أمام ذبيحة
ابنه وحيد
الجنس؟!
فتح الرب
فمه بالحب
العملي،
فدفع
بنا إلى حضن
أبيه أبناء
مُقَدَّسين!
v اختار
يهوذا طريق
الخيانة
بكامل إرادته.
كلماته
شريرة وغاشة
وكاذبة.
يرُد
حُب
المُخَلِّص
له بالكراهية.
ويُقَدِّم
الشر في أبشع
صوره،
مقابل
الحب الإلهي
في أروع
لحظاته!
v قلبك
يا سيدي مجروح
بالحب.
هب لي
بسهام حبك
جراحاتك
الشافية.
بك أحب
العالم كله
حتى الذين
يقاومونني.
بصليبك
لا أنشغل
بشرور
الأشرار،
بل
أطلب عنهم
ليذوقوا حبك.
كما
فعلت بي،
لتعمل نعمتك
فيهم.
v أسرع
يهوذا
هاربًا،
لا
يريدك تقف عن
يمينه فيختبر
قوة حبك.
هبْ لي
مع كل صباح
جديد أترنم، قائلًا:
تَقَدَّمتُ
فرأيتُ الرب
أمامي في كل
حين،
إنه هو
عن يميني، فلا
أتزعزع!
v ندم
يهوذا، لكن لم
يرفع عينيه
إليك.
فصار
ندمه خطية.
عوض
الرجوع إليك
شنق نفسه.
عوض
الالتصاق
بصليبك،
ألقى
بنفسه تحت
عبودية إبليس.
فقد كل
ما له
وكرامته،
قدَّم
نفسه بكل
إمكانياتها لسيده
إبليس.
اختار
الانتحار عوض
الحياة
الحقيقية.
وألقى
بنفسه في
اليأس عوض
الرجاء.
أحب
لعنة إبليس،
وابتعد عن
مصدر البركات!
قلبك
مجروح من أجل
كل الساقطين!
أنت
الحب كله،
لماذا يهرب
البشر منك؟!
v على
الصليب
افتقرتَ وأنت
الغني!
من
أجلي
افتقرتَ، فلا
أخجل من فقري.
أراك
أقرب إليَّ من
نفسي.
أقتنيك،
فاغتني بك.
حملتَ
العار والخزي
عني،
لكي
تحملني إلى
أمجادك
الأبدية.
يا لك
من جريح فريد
وعجيب.
بجراحتك
تداوي جراحات
نفسي!
v بصليبك
قدَّمتَ
رائحة سرور
لأبيك.
فرَّحتَ
السمائيين
بخلاصنا.
أقمتَ
لنا موضعًا في
الأمجاد
الأبدية.
حوَّلتَ
حياتنا إلى
تسبحة لا
تنقطع!
المجد
لك يا من
بصليبك
وحدَّت
السماء مع
الأرض،
والسمائيين
مع الأرضيين،
وأقمتَ
لنا عرسًا
أبديًا لا
يتوقف!
[1] On Ps.
109 (108).
[2] On
Psalm 109.
[3] Onsemius
of Jerusalem, Ps. 9.
[4] On
Psalm 109.
[5] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[6] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[7] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[8] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[9] On
Psalm 109.
[10] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[11] On Ps.
109 (108).
[12] On Ps.
109 (108).
[13] On
Psalm 109.
[14] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[15] On Ps.
109 (108).
[16] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[17] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[18] On Ps.
109 (108).
[19] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[20] تفسير
تك 27: 41-45.
[21]
الصلاة
الربانيَّة
للمستعدِّين
للعماد.
[22] Sermon on
NT Lessons, 6:2.
[23] On
Psalm 109.
[24] Exposition
of Luke 7: 159.
[25] Commentary
on Matt 4: 27: 5.
[26] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[27] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[28] On Ps.
109 (108).
[29] On
Psalm 109.
[30] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[31] Plumer, Ps. 109.
[32] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[33] On Ps.
109 (108).
[34] On Ps.
109 (108).
[35] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[36] On
Psalm 109.
[37] On Ps.
109 (108).
[38] On
Psalm 109.
[39] On Ps.
109 (108).
[40] On
Psalm 109.
[41] On Ps.
109 (108).
[42] On
Psalm 109.
[43] On
Psalm 109.
[44] On
Psalm 109.
[45] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[46] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[47] Peter
Chrysologus of Ravenna: Sermons 169: 7.
[48] On
Psalm 109.
[49] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[50] Cassian, Conferences 20:8.
[51] On Ps.
109 (108).
[52] On
Psalm 109.
[53] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[54] مقال 13: 30.
[55] On Ps.
109 (108).
[56] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[57] On Psalm
109 (108).
[58] On
Psalm 109.
[59] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[60] On Psalm
109 (108).
[61] On
Psalm 109.
[62] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[63] On
Psalm 109.
[64] On Psalm
109 (108).
[65] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[66] On Psalm
109 (108).
[67] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[68] On Psalm
109 (108).
[69] Homily 35
on Ps. 108 (109)..
[70] On
Psalm 109.