المزمور
الخامس
والثمانون
صلاة
وطنية
يمثل
هذا المزمور
مرثاة لكارثة
تمس الأمة كلها،
يقدمها
المرتل الذي
اختبر على
مستوى جماعي
كما على مستوى
شخصي مراحم
الله الفائقة
وقت الضيق.
يعود إلى
الماضي،
فيقدم تسبحة
شكر على
معاملات الله
الفائقة،
ويتطلع إلى
الحاضر، فيئن
قلبه لما حلّ
بالأمة كلها،
وينظر إلى
المستقبل،
فيعلن عن ثقته
وتهليل قلبه
للأمجاد التي أعدها
الله!
يكشف
هذا المزمور
عن الحل
العملي وسط
الضيقات،
خاصة
الجماعية،
إنه لا يتحقق
خلال أحلام يقظة
مفرحة، وإنما
خلال انسكاب
النفوس معًا بالصلاة
أمام الله
مخلص العالم!
إنه مزمور
يناسب
الكنيسة التي
لا يتوقف
العالم عن
اضطهادها.
يرى
كثير من
الدارسين
اليهود أن هذا
المزمور سجله
عزرا الكاتب.
ويرى بعض
الدارسين أنه
من وضع داود
النبي بعد
عودته إلى
العرش، بعد
انتهاء تمرد
ابنه أبشالوم.
يقدم
لنا المزمور
نبوات
مسيانية
بخصوص الفرح
والمجد
اللذين يتمتع
بهما
المؤمنون
خلال الصليب.
هنا
يسأل المرتل
الكنيسة أن
تجدد العهد مع
المخلص الذي
يسكب مراحمه
عليها ليبلغ
بها إلى الأمجاد
الأبدية.
1.
المراحم
السابقة
1-3.
2. تجديد
حاضر
4-7.
3. أمجاد
مقبلة
8-13.
العنوان
لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ.
لِبَنِي
قُورَحَ.
مَزْمُورٌ
v "مزمور
لبني قورح".
معنى اسم
"قورح"
الجلجثة Calvary،
الموضع الذي
فيه تألم
الرب. كلنا
أبناء قورح،
نحن الذين
نؤمن بقيامته[1].
القديس
جيروم
1. المراحم
السابقة
يتطلع
المرتل في وسط
الكارثة إلى
الماضي،
فتتجلى أمامه
مراحم الله
وخلاصه
العجيب. هذا
ما يدفعه
للصراخ من كل
القلب بدالة
وجرأة مع
تواضع
وانسحاق أمام الله.
وكما يقول
بولس الرسول:
"نحن الذين
لنا باكورة
الروح، نحن
أنفسنا أيضًا
نئن في أنفسنا
متوقعين
التبني فداء
أجسادنا.
لأننا بالرجاء
خلصنا. ولكن
الرجاء
المنظور ليس
رجاء، لأن ما
ينظره أحد كيف
يرجوه؟" (رو 8: 23-24).
رَضِيتَ
يَا رَبُّ
عَلَى
أَرْضِكَ.
أَرْجَعْتَ
سَبْيَ
يَعْقُوبَ [1].
"رَضِيتَ
يَا رَبُّ
عَلَى
أَرْضِكَ": إذ
يتطلع المرتل
بروح النبوة
إلى السيد المسيح
وقد حمل على
رأسه إكليل
الشوك، وقبل
الموت ثم قام
ليهبنا
الحياة المطوَّبة
المقامة،
يراه قد حمل
عنا اللعنة التي
حلت بأرضنا،
ووهبنا
السماويات.
رد
السبي هنا
يشير إلى
التحرر من
الشرور المؤلمة،
كما قيل بداود
المرتل: "عند ردّ
الرب سبي
شعبه، يهتف
يعقوب ويفرح
إسرائيل" (مز 14: 7).
وإذ خلّص الله
أيوب من
متاعبه ووهبه
مجدًا قيل: "ردّ
الرب سبي
أيوب" (أي 42: 10).
هكذا حين
يُعتق
الإنسان من
المتاعب،
خاصة عبودية
الخطية يشعر
كمن ُأعتق من
سبي مُر. فلا
نعجب إن قيل: "أرجعت
سبي يعقوب".
إنها خبرة كل
مؤمنٍ تحرر من
سبي الخطية
خلال الصليب.
v تبارك يا
رب أرضك!
الأرض التي
سبق أن
لعنتها، الآن
تباركها
بمجيئك. الأرض
التي سبق أن
سمعت الحكم:
"شوكًا
وحسكًا
تُنبت" (تك 3: 18).
الآن تُدعى
كما في سفر نشيد
الأناشيد:
"زهرة الحقل،
سوسنة
الوادي" (راجع
نش 2: 1). الأرض
التي أنبتت
قبلًا شوكًا
تسمع البركة
في إشعياء:
"يخرج قضيب من
جذع يسى،
وينبت غصن من
أصوله" (إش 11: 1).
يأتي الرب
ليعلن
الإطلاق
للأسري. يوجد
ما يعادل هذا
في موضع آخر
في الكتاب
المقدس: "سبى
سبيًا" (راجع
أف 4: 8)، أي أننا
نحن الذين كنا
في الأزمنة السابقة
مسبيين
بواسطة
الشيطان
للهلاك الآن
يقودنا
المخلص
للخلاص[2].
v "رضيت يا
رب على أرضك" [1]
"هذا يشير إلى
مجيء المخلص...
الأرض التي
عصتك وتدنست
بالعبادة
الوثنية خلصت
عند مجيئك. "رضيت
يا رب على
أرضك". لتكن
هذه هي صلاة
الخاطي، من
جهة حقيقة أنه
نال المغفرة:
أنت باركت
الخزف (أي
الجسد)... وإن
كان قد أنبت
شوكًا وحسكًا
(تك 3: 18)، مع ذلك فهو
خليقتك،
ولهذا أنت
جددته.
"رددت سبي
يعقوب" [1]،
الذين يؤمنون
بالمسيح
."رددت سبي
يعقوب" أي كل
خاطي قد صار
أسيرًا[3].
القديس
جيروم
v لقد رددت
سبينا، لا
بتحريرنا من
برابرة هؤلاء
الذين لم
نلتقِ بهم، بل
بتحريرنا من
أعمالنا
الشريرة ومن
خطايانا التي
بها يسيطر
الشيطان
علينا. فإن
تحرر أحد من
خطاياه، فإن
رئيس الخطاه،
يكون له أن
يسيطر عليه[4].
v اعترف
إذن أنك تحت
عبودية حتى
تتأهل للتحرر؛
لأن من لا
يعرف العدو،
كيف يمكنه أن
يستدعي
المحرر؟[5]
القديس
أغسطينوس
v القلب
السليم الذي
يقبل كلام
الله مثل زرع،
يثمر أعمالًا
صالحة، يُقال
عنه إنه أرض
الله، ويُرى
به. أيضًا
يُدعى
الإنسان
أرضًا إذ قيل
لآدم: أنت أرض
وإلى الأرض
تعود. فالله
صار راضيًا
على جنس
البشر، وأرسل
ابنه الوحيد
متجسدًا،
لينجي الطبيعة
من أسرها[6].
الأب
أنسيمُس أسقف
أورشليم
غَفَرْتَ
إِثْمَ
شَعْبِكَ.
سَتَرْتَ
كُلَّ
خَطِيَّتِهِمْ.
سِلاَهْ [2].
غفران
الإثم وستر كل
الخطية
يشيران إلى
الكفارة
ونوال المغفرة.
ستر الخطية
كما ورد في
الكتاب
المقدس يشير إلى
اختفائها
تمامًا. وكما
قيل بداود:
"طوبى للذي
غُفر إثمه،
وسُترت خطيته.
طوبى لرجلٍ لا
يحسب له الرب
خطيته، ولا في
روحه غش" (مز 32: 1-2).
"أنت رفعت
آثام خطيتي"
(مز 32: 5).
إذ
يستر السيد
المسيح على
خطايانا
بدمه، نتحرر
من الدينونة.
"إذا لا شيء من
الدينونة
الآن على
الذين هم في
المسيح يسوع،
السالكين ليس
حسب الجسد، بل
حسب الروح" (رو
8: 1). إنه صفح
أبدي، وكما
قيل بإرميا
النبي: "لأني
أصفح عن
إثمهم، ولا
أذكر خطيتهم
بعد" (إر 31: 34).
v "غفرت
إثم شعبك" [2]،
ليس من أجل
أعمالهم،
وإنما من أجل
رحمتك، خلصت
شعبك.
"سترت كل
خطاياهم".
هذا المزمور
كله حتى آخر
كلمة فيه يشير
إلى مجيء
المخلص...
تسترها
بالفضائل،
فلا تظهر خطاياهم.
كمثال تغطي
الظلم
بالعدل،
والنجاسة بالطهارة[7].
v "غفرت
إثم شعبك".
نحن نؤمن أن
هذا تحقق في
العماد.
"سترت كل
خطاياهم"؛
هذا يتحقق
بالندامة كما
يقول المزمور
الحادي
والثلاثين:
"طوبى للذي
غفر إثمه،
وسُترت خطيته"
(مز 32: 1). في
المعمودية
يُنزع إثمنا،
وبالتوبة
تُستر
الخطايا التي
ارتكبناها.
إنها لا تُغسل
بل تُغفر.
ليتنا ندرك بحرصٍ
شديدٍ قوة تلك
الكلمات.
بالحق بمجيء
الرب المخلص،
كل إثمنا قد
أُزيل
بالكامل
بالمعمودية.
حينما كنا
نعيش بدون
الناموس، كنا
نخطئ بدون
الناموس (رو 2: 12).
مثل هذا النوع
من الخطية يُدعى
anomia في
اليونانية؛
بمعنى آخر
"بدون
الناموس"
يخطئ. بعد
العماد لا
تدعى بعد anomia، بل تُدعى
الخطية sin
خطية. فإن
الخطية لا
تُنسب إلا
للذي يعرف أنه
يرتكبها. فحيث
لا توجد معصية
لوصية الله لا
توجد خطية[8].
v أتريدون
أن تعرفوا كيف
تُستر
الخطايا
بالفضائل؟
بالأمس
كنت
شهوانيًا،
واليوم أنا
طاهر، فالطهارة
تستر الشهوة.
بالأمس كنت
أحمق، واليوم
أنا حكيم. لقد
تبت عن خطأي،
وتغطي الحكمة الحماقة.
بالأمس كنت
أسلب ممتلكات
الغير، واليوم
أعطي ما هو
لي، فالعطاء
يستر على
الطمع. سعيد
هو الإنسان
الذي يُغفر له
في المعمودية،
وبعد
المعمودية
تكون الندامة
مثل لوح خشبي بعد
غرق السفينة.
يُمكن أيضًا
القول بأن النادم
سعيد. يوهب له
الإنقاذ من
الدمار، وإذ
يُنقذ بتأسفه
على الخطية
يُدعى سعيدًا[9].
القديس
جيروم
v صار شعب
الله من
الأمم، ويثبت
ذلك قوله في
الأصحاح
الثاني من
نبوة زكريا
النبي القائل:
"افرحي يا بنت
صهيون، لأني
هأنذا آتي
وأسكن في وسطك،
فيتصل أمم
كثيرة بالرب
في ذلك اليوم،
ويكونون لي
شعبًا" (زك 2: 10-11). لقد
ترك آثام
هؤلاء
بالمعمودية،
وستر خطاياهم
بالتوبة.
وأيضًا
بالمحبة
والرحمة
يستران الخطايا.
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
حَجَزْتَ
كُلَّ
رِجْزِكَ.
رَجَعْتَ
عَنْ حُمُوِّ
غَضَبِكَ [3].
لا
يطيق الله
القدوس
الخطية، فمن
يصمم عليها،
يعطي ظهره
لله، ويصير
كمن هو تحت
الغضب الإلهي
الرهيب.
يرى
القديس
أغسطينوس في
المرتل حرصه
الشديد على
الحياة
المقدسة، سواء
بالنسبة
للشعب أو
المؤمن. إذ
يشكر المؤمن
الله لأن ستر
على جميع
الخطايا،
ولأنه رجع عن
سخط غضبه،
لماذا يعود
فيقول: "اصرف
سخطك عنا"؟
لأنه وإن كان
لم يمارس
خطايا معينة
بالفعل، لكنه
يعلم إمكانية
السقوط في
الخطية،
فيصرخ إلى
الله طالبًا
أن يصرف غضبه
عنه من أجل
أفكاره
الداخلية أو
إمكانية
السقوط!
v "حجزت كل
رجزك. رجعت عن
حمو غضبك".
انظروا مدى
قوة التوبة عن
الخطية؛
فإنها تمنع
التهيج بسخط
الله[10].
القديس
جيروم
2.
تجديد حاضر
تذكر
مراحم الله في
الماضي
تدفعنا نحو
الالتجاء
إليه في الحاضر،
فنقدم تسبحة
شكر على
معاملاته
معنا، مع صرخة
من القلب وطلب
تجديد العهد
معه.
أَرْجِعْنَا
يَا إِلَهَ
خَلاَصِنَا،
وَانْفِ
غَضَبَكَ
عَنَّا [4].
إن
كان لغفران
الخطية
عذوبته، فإن
سرّ هذه العذوبة
هو رجوع
الإنسان إلى
أحضان أبيه
السماوي
القدوس، أي
المصالحة بين
الأرض
والسماء،
الخليقة
والخالق نفسه.
الكلمة
مترجمة "غضبك"
هنا ترجمت
أيضًا بمعنى
الحزن في جا 1: 18؛
7: 3.
v لا
شيء يغضب الله
مثلما يسقط
الناس في
اليأس من جهة
شرِّهم،
فيظنُّون
أنَّهم لا
يرجعون. وفي
الحقيقة إن
هذا اليأس في
ذاته علامة
عدم الإيمان.
فالذي
ييأس من
الخلاص لا
يتوقَّع يوم
الدينونة، وإلاَّ
لكان يصنع
خيرًا
منتظرًا الله
الديَّان.
لنسمع
ما يقوله الرب
على فم إرميا
النبي: "احفظي
رجلك من
الحفا، وحلقك
من الظمأ" (إر ٢:
٢٥). ومرَّة
أخرى: "هل
يسقطون ولا
يقومون؟ أو
يرتد أحد ولا
يرجع؟" (إر ٨: ٤).
وقد
استخدم
حزقيال النبي
لهجة مشابهة
لأقوال
بقيَّة الأنبياء،
إذ كان يحيا
بروحهم فيقول:
"توبوا وارجعوا
عن كل
معاصيكم، ولا
يكون لكم
الإثم مهلكة.
اطرحوا عنكم
كل معاصيكم
التي عصيتم
بها، واعملوا
لأنفسكم
قلبًا جديدًا
وروحًا جديدًا،
فلماذا
تموتون؟...
لأنِّي لا
أُسرّ بموت من
يموت، يقول
السيِّد
الرب" (حز ١٨: ٣٠-٣٢).
ويقول في
عبارة تالية:
"حيّ أنا يقول
السيِّد
الرب، إنِّي
لا أسرّ بموت
الشرِّير، بل
بأن يرجع
الشرِّير عن
طريقه ويحيا"
(حز ٣٣: ١١).
هذه
الكلمات تكشف
لنا أنه لا
يجوز للفكر،
بعدم إيمانه
بهذه
المواعيد
المباركة، أن
يسقط في
اليأس. وأن
النفس التي
تبدو لها
علامات الهلاك
يلزمها ألاَّ
ترفض الأدوية
بحجة استعصاء شفاء
جراحاتها.
وصف
حزقيال الله
بأنه أقسم:
"حيّ أنا يقول
الرب"، فإن
رفضنا
الإيمان
بمواعيده
فلنصدِّقها
من أجل القسم...
فالإنسان
الصالح هو
الذي يصلِّي
بإيمان
قائلًا: "أرجعنا
يا إله
خلاصنا،
وَانْفِ غضبك
عنَّا" (مز ٨٥: ٤).
ويقول: "يا رب
برضاك ثبِّت
لجبلي عزًا.
حجبت وجهك،
فصرت
مرتاعًا" (مز ٣٠:
٧). إنه يريد أن
يقول إنه
عندما بحثت عن
نجاسة خطاياي
لأجل جمال
الفضيلة
قوَّى الله
ضعفي بنعمته.
"القديس
إيرونيموس"
هَلْ
إِلَى
الدَّهْرِ تَسْخَطُ
عَلَيْنَا؟
هَلْ
تُطِيلُ
غَضَبَكَ
إِلَى دَوْرٍ
فَدَوْرٍ؟ [5]
عدم
غضبه إلى
الأبد يقوم
ليس فقط على
خبرة معاملات
الله مع شعبه
عبر التاريخ،
وإنما أيضًا على
سمة الله
الرحوم نفسه.
قيل: "فاجتاز
الرب قدامه،
ونادى الرب:
الرب إله رحيم
ورؤوف، بطيء الغضب
وكثير الإحسان
والوفاء. حافظ
الإحسان إلى
ألوف. غافر
الإثم
والمعصية
والخطية" (خر 34:
6-7). "لأن للحظة غضبه،
حياة في رضاه؛
عند المساء
يبيت البكاء، وفي
الصباح ترنم"
(مز 30: 5).
إن
كان غضب الله
إلى حين يجعل
الإنسان يصرخ
هكذا في
مرارة، فماذا
يكون حال
الذين في جهنم
أبديًا!. كيف
يحتملون
الغضب الإلهي
الدائم؟!
يرى
القديس
أغسطينوس أن
المرتل يصرخ
إلى الله ألا
يغضب علينا
إلى الأبد،
لأن ما حل
بآدم إنما حلّ
بأبنائه، كل البشرية.
v "لا تغضب
علينا إلى
الأبد". فإنه
بغضب الله
نخضع للموت،
وبغضبه نأكل
خبزًا على هذه
الأرض في
عوزٍ، وبعرق
جبيننا (تك 3: 19).
هذا هو الحكم
على آدم عندما
أخطأ، وصار
آدم هذا هو كل
واحدٍ منا، إذ
"في آدم يموت
الجميع" (1 كو 15: 22).
عبر الحكم
الصادر عليه إلينا
نحن. فإننا لم
نكن نحن
أنفسنا
(موجودين) إنما
كنا في آدم.
فما حدث مع
آدم نفسه له
أثره علينا
نحن أيضًا، فيلزم
أن نموت، إذ
كنا فيه... فكما
أن خطية أبيك
لا تؤذيك إن
كنت تغَّير
نفسك، وذلك
كان يمكن ألا
تؤذيه لو أنه
تغير. هذا هو
الذي تسلمناه
بخضوعنا
للموت، ما
جاءنا من آدم.
ما هو هذا؟
وهن الجسد،
عذاب الآلام،
بيت الفقر،
قيود الموت، شباك
التجارب، كل
هذه نحملها في
هذا الجسد.
وهذا هو غضب
الله... إذ حدث
هذا، يلزمنا أن
نتجدد،
بالإيمان
نصير جددًا،
وتُنزع هذه الإماتة
بقيامتنا،
فيتجدد
الإنسان
بكامله في
التجديد.
"لأنه كما في
آدم يموت
الجميع هكذا في
المسيح سيحيا
الجميع" (1 كو 15: 22).
إذ يرى النبي
ذلك يقول: "لا
تغضب علينا
إلى الأبد أو
تواصل رجزك من
جيل إلى جيل"
الجيل الأول
كان ميتًا
بغضبك،
والثاني
سيكون خالدًا برحمتك[11].
القديس
أغسطينوس
أَلاَ
تَعُودُ
أَنْتَ
فَتُحْيِينَا،
فَيَفْرَحَ
بِكَ
شَعْبُكَ؟ [6]
من
يسقط تحت
الخطية، يصير
كمن سقط تحت
الغضب الإلهي،
وصار تحت حكم
الموت
الأبدي،
فالعلاج في يد
ذاك القادر
وحده أن يحيي
أو يقيم من
الأموات،
فيسترد
الخاطي فرحه
في الرب خلال
عمل النعمة
الإلهية. إن
كانت الخطية
تقتل النفس،
وتحرمها من
الشركة مع
الله واهب
الحياة، فقد
صار الأمر
محتاجًا إلى
روح القيامة!
ليس من فرحٍ
حقيقيٍ دائمٍ
إلا
بالالتصاق
بالرب ينبوع
الحياة
والقيامة،
وواهب الفرح!
v "أنت يا
الله ترجع
فتحيينا" [6]،
ليس كما نرجع
نحن إليك
وعندئذ
تحيينا. وإنما
ليس فقط
وجودنا أحياء
هو من عندك،
بل وباهتدائنا
نفسه نصير
أحياء. "وشعبك
يفرح بك" [6].
بشرورهم
يفرحون
بأنفسهم،
وبصلاحهم
يفرحون بك.
عندما
اشتهوا أن
يفرحوا
بأنفسهم
وجدوا في أنفسهم
ويلًا، أما
الآن فإذ
إلهنا هو كل
فرحنا، فمن
يفرح في أمانٍ
يفرح به، ذاك
الذي لن يهلك.
لماذا
يا إخوتي
تفرحون
بالفضة؟ إما
فضتك تنتهي أو
أنت تنتهي،
ولا يعلم أحد
من ينتهي
أولًا. لكن ما
هو أكيد أن
الاثنين
ينتهيان، أما
من منهما
الأول، فهذا
غير أكيد. لا
يقدر أن يبقى
الإنسان على
الدوام هنا،
ولا الفضة
تبقى على
الدوام، هكذا
أيضًا الذهب
والثياب
والبيوت
والمال
والأراضي
المتسعة
وأخيرًا هذا
النور ذاته. لا
تشتهِ أن يكون
فرحك في هذه
الأمور، بل
ليكن فرحك في
ذلك النور
الذي لا يغرب.
افرح في ذلك الذي
لا يغرب. افرح
في ذلك الفجر
الذي لا يسبقه
أمس، ولا يليه
غد. أي نور هو
هذا؟ إنه يقول:
"أنا هو نور
العالم" (يو 8: 12) [12].
القديس
أغسطينوس
أَرِنَا
يَا رَبُّ
رَحْمَتَكَ،
وَأَعْطِنَا
خَلاَصَكَ [7].
ليس
من طريق
للتمتع
بالخلاص سوى
مراحم الله المعلنة
خلال ذبيحة
الصليب. ليس
من ورثة للخلاص
سوى تلك
الأواني التي
للرحمة. مراحم
الله قدمت لنا
المخلص،
ونعمته تهبنا
الشركة معه.
ليس من سبب
خلاله يعلن
الله أنه مخلص
العالم سوى
محبته للبشر
ومراحمه
الفائقة.
v إلى أن
يعود فيحيينا
نحن الأموات. "أرنا
يا رب رحمتك،
وأعطنا خلاصك"
[6-7]. نزول المخلص
هو عمل مراحم
الله. ما كان
قد جاء
كطبيبٍ، لو لم
يكن أغلب
البشر مرضى.
لأنه يوجد
كثيرون كانوا
مرضى جاء
كطبيب، إذ كنا
في حاجة إلى
عطفٍ جاء
كمخلص[13].
القديس
جيروم
v "أرنا يا
رب رحمتك،
وأعطنا خلاصك"
[7]. خلاصك هو
مسيحك. طوبى
لمن يريه الله
رحمته. ذاك
الذي لا يقدر
أن ينشغل
بالكبرياء،
يريه الله
رحمته. لأنه
إذ يريه الله
خلاصه يقنعه
بأن مهما كان
صالحًا ليس
فيه صلاح إلا
من ذاك الذي
هو كل صلاحنا.
وعندما يرى
إنسان ما أن كل
صلاح فيه هو
ليس منه بل من
إلهه، يرى أن
كل شيء ممدوح
فيه هو من قبل
رحمة الله،
وليس عن استحقاقه
الذاتي. وإذ
يرى ذلك لا
يكون
متكبرًا، وإذ
لا يكون
متكبرًا لا
يرتفع، وإذ لا
يرتفع لا
يسقط، وإذ لا
يسقط يقف، وإذ
يقف يلتصق،
وإذ يلتصق
يسكن، وإذ
يسكن يفرح،
يفرح في الرب
إلهه...
"وأعطِنا
خلاصك" [7]. أعطنا
مسيحك، نرى
مسيحك، ليس
كما رآه
اليهود وصلبوه،
إنما كما يراه
الملائكة
ويفرحون[14].
القديس
أغسطينوس
3.
أمجاد مقبلة
خلال
خبرة الماضي،
نثق في وعود
الله بخصوص الخلاص
والمجد
المُعد لنا في
المسيح مخلص
العالم. قيل
بحجي النبي: "يأتي
مشتهى كل
الأمم، فأملأ
هذا البيت
مجدًا قال رب
الجنود... مجد
هذا البيت
الأخير يكون
أعظم من مجد
الأول، قال رب
الجنود، وفي
هذا المكان
أعطي السلام
يقول رب
الجنود" (حجي 2:
7، 9).
إِنِّي
أَسْمَعُ مَا
يَتَكَلَّمُ
بِهِ اللهُ
الرَّبُّ.
لأَنَّهُ
يَتَكَلَّمُ
بِالسَّلاَمِ
لِشَعْبِهِ
وَلأَتْقِيَائِهِ،
فَلاَ
يَرْجِعُنَّ
إِلَى
الْحَمَاقَةِ
[8].
جاءت
الترجمة
القبطية عن
السبعينية: "سأسمع
ما يتكلم به
فيّ الرب
الإله. لأنه
يتكلم
بالسلام على
شعبه وعلى
قديسيه وعلى
الراجعين
إليه بكل
قلبهم".
إذ
كان المرتل
يصلي لأجل
الشعب كما
لأجل كل مؤمنٍ
تقيٍ ولأجل
الخطاة الذين
يتوقون إلى
الرجوع إلى
الله بكل
قلوبهم، سمع
الصوت الإلهي
يجيب طلبته،
فيتكلم
بالسلام على الفئات
الثلاثة:
الشعب ككل،
والأتقياء
كأعضاء في
الجماعة،
والراجعين
إلى الله
بالتوبة الصادقة
من كل القلب.
ما
قدمه لله في
قلب النبي لكي
يسمعه بأذنيه
الداخليتين،
يقدمه لكل كاهنٍ
محب للبشرية
كسيده، كما
يقدمه لكل
مؤمنٍ صادقٍ
في اتساع قلبه
نحو الكل.
الله يتكلم في
أصحاب القلوب
الكبيرة
والمتسعة لكل
البشر!
السلام
الذي تكلم به
الرب في النبي
ليس السلام
الزمني
الزائل،
والمقدم لكل
البشرية خلال الصليب.
وكما قال
الرسول بطرس:
"بالحق أنا
أجد أن الله
لا يقبل
الوجوه. بل في
كل أمة الذي
يتقيه ويصنع
البرَّ مقبول
عنده، الكلمة
التي أرسلها
إلى بني
إسرائيل يبشر
بالسلام
بيسوع المسيح.
هذا هو رب
الكل" (أع 10: 34-36).
v (بخصوص
موسى) في تلك
العزلة كان
ذاك الواحد (الله)
ليس ببعيدٍ
عنه، يتكلم
معه. أيضًا
يقول داود: "إني
اسمع ما يتكلم
به الله الرب
فيّ" (LXX). أي شيء
أعظم من أن
يتكلم الله مع
أحدٍ عن أن يتكلم
الإنسان مع
نفسه؟![15]
القديس
أمبروسيوس
v يقول
إشعياء: "الرب
يعطيني
أذنًا" (راجع
إش 50: 5). لتدركوا
ما يعنيه:
"الرب يعطيني
أذنًا". لأنني لا
أملك تلك
الأذن التي
للقلب، وهبني
قلبًا لكي
أسمع به رسالة
الله. فما
يسمعه النبي
يسمعه في
قلبه، وذلك
كما نصرخ نحن
في قلوبنا "يا
أبا، الآب".
هذه الصرخة صامته
يسمعها الرب.
بنفس
الطريقة
يتكلم الرب
إلى قلوبنا
لكي نصرخ "يا
أبا، الآب".
هنا
أيضًا يقول
النبي: "إني
أسمع ما يعلنه
الله الرب
فيّ". مثل هذا
المعنى نجده
أيضًا في
حبقوق: "على
مرصدي أقف،
وعلى الحصن
انتصب وأراقب
لأرى ماذا
يقول لي وماذا
أجيب" (حب 2: 1)،
فأسمع ما يعلنه
الله الرب
فيّ... (هذه
الكلمات) تشير
إلى ما يقوله
الرب في القلب
وفي الفهم[16].
v "لأنه
يعلن السلام لشعبه"
[8]. سلام يتضمن
وجود حرب[17].
v "إني
أسمع ما يعلنه
الرب الإله
فيّ" (راجع مز 85:
9). يصلي النبي
من أجل الشعب،
ويتكلم،
بينما يتكلم
الله فيه...
إنكم تدركون
أن الله لا
يتكلم في
الأذان بل في
القلب، وذلك
كقول زكريا:
"الملاك الذي
تكلم فيّ أجابني"
(راجع زك 1: 9).
يُفهم الملاك
هنا أنه ربنا
الذي يُعلن
إرادة الآب،
والذي دُعي في
إشعياء: "ملاك
المشورة
العظيم" (إش 9: 6).
إنني أنصت إلى
صوت الرب
الإله في
داخلي. أنصت إليه
بآذان قلبي،
لكي أسمع ما
يتحدث به الرب
الإله فيّ[18].
v لأنه
يتكلم
بالسلام
لشعبه
وللمؤمنين
والراجعين
إليه
بقلوبهم"
(راجع مز 85: 8)
ألاحظ هنا
ثلاث طبقات:
شعبه، وخدامه
المخلصين،
والراجعين إليه
في رجاء. إنه
يتكلم
بالسلام
لشعبه لا لليهود
الذين يقول
عنهم هوشع:
"لأنكم لستم
شعبي" (هو 1: 9) [19].
القديس جيروم
v "إني
أسمع". النبي
تكلم: الله
تكلم فيه،
ولعالم جلب
ضوضاء في
الخارج. لذلك
فإن الانسحاب
إلى قليل من
ضجيج العالم،
وعودة
الإنسان إلى
نفسه، ومن نفسه
إلى الله الذي
يسمع صوته في
داخله، يختم
أذنيه، كما لو
كانت ضد صخب
هذه الحياة
المملوءة ضجيجًا،
وضد النفس المثقلة
بالجسد
القابل
للفساد، وضد
التصورات،
حتى خلال
الخيمة
الأرضية التي
تضغط عليه يفكر
في أمور كثيرة
(حك 9: 15)، ويقول: "إني
أسمع ما يتكلم
به فيَّ الله
الرب" [8]. إنه
يسمع، ماذا؟ "لأنه
يتكلم
بالسلام
لشعبه[20].
v إخوتي،
أتريدون أن
تنتموا أنتم
إلى ذلك السلام
الذي ينطق به
الله؟ وجهوا
قلوبكم إليه،
وليس إليّ، أو
إلى هذا
الإنسان أو
ذلك.
فإن أي
إنسان يوجه
نفسه إلى قلوب
البشر، يسقط معهم.
ما هو الأفضل:
أن تسقط مع
ذاك الذي توجه
نفسك إليه، أم
تثبت مع ذاك
(الله) الذي
توجه نفسك
إليه، أم تثبت
مع ذاك (الله)
الذي توجه
نفسك إليه؟
فرحنا،
وسلامنا،
وراحتنا،
ونهاية كل أتعابنا
ليس أحد سوى
الله. طوبى
لأولئك الذين
يحولون
قلوبهم إليه[21].
القديس
أغسطينوس
v يأتي
الفكر من الله عندما
يهبنا الله أن
يفتقدنا
بإنارة الروح
القدس،
رافعًا إيانا
إلى تقدم
عظيم... ويقوم
الله
بتأديبنا
تأديبًا
نافعًا متى
تباطأنا في النمو
أو غُلبنا
بالكسل. إنه
يكشف لنا
أسرار السماوات،
ويحوِّل
أهدافنا إلى
الأعمال
الفضلى، وذلك
كما فعل
بأحشويرش الذي
أدبه الله،
والذي حثه أن
يسترجع ما قد
كتب في
الأخبار
بخصوص أعمال
مردخاي
العظيمة... كذلك
يقول النبي:
"أني اسمع ما
يتكلم بهِ
الله الرب.."
(مز 8:85). ويخبرنا
آخر: "فقال لي
الملاك الذي
كلمني.." (زك 14:1).
ويقول الرب:
"لان لستم
أنتم
المتكلمين بل
روح أبيكم
الذي يتكلم
فيكم" (مت20:10).
ويقول الإناء
المختار: "إذ انتم
تطلبون برهان
المسيح
المتكلّم
فيَّ" (2 كو 3:13)
[22].
الأب
موسى
لأَنَّ
خَلاَصَهُ
قَرِيبٌ مِنْ
خَائِفِيه،ِ
لِيَسْكُنَ
الْمَجْدُ
فِي
أَرْضِنَا [9].
إذ
يتقي المؤمن
الله، يصير
الخلاص
قريبًا منه
للغاية، ينبع
من أعماقه
الداخلية،
حيث يقيم
المجد في
أرضه، إقامة
دائمة وثابتة.
أرضنا
التي صارت تحت
اللعنة تنبت
شوكًا وحسكًا،
يسكنها كلمة
الله
المتجسد،
فيقطن فيها المجد
الحقيقي،
ويحوط حولها
كسور نارٍ
يحميها من
سهام العدو
النارية. لقد
سبق فوعدنا:
"وأنا يقول
الرب أكون لها
سور نارٍ من
حولها، وأكون
مجدًا في
وسطها" (زك 2: 5).
v "لأن
خلاصه قريب من
خائفيه" [9].
إني أظهر لك
طريق الخلاص.
أنا رحوم
بالنسبة لك.
بالرغم من أن
هدايتك ليست
كاملة، إلا
إني أنا
منتظرك. أعطيك
فرصة للتوبة.
هذا كله "ليسكن
المجد في
أرضنا".
يدعوك للتوبة
لكي ما أنت
الذي كنت أبرص
تقبل المسيح
ضيفًا لك[23].
v "لأن
خلاصه قريب من
خائفيه".
لاحظوا أن
الذين يخافون
الرب، يكون
قريبًا منهم،
لأن الخوف ليس
بعد الكمال،
إنما المحبة الكاملة
تطرح الخوف
خارجًا (1 يو 4: 18).
نحن الذين نحب
الرب لا يكون
الرب قريبًا
منا، وإنما
فينا. "إني
سأسكن فيكم،
وأسير بينهم،
وأكون لهم إلهًا،
وهم يكونون لي
شعبًا". (2 كو 6: 16). "ليسكن
المجد في
أرضنا" (مز 85: 9).
هذه هي الأرض
التي يُقال
عنها في موضعٍ
آخر في الكتاب
المقدس:
"الأرض أعطت غلتها"
(مز 67: 6). غلة
أرضنا هي خبز
الحياة، الذي
وُلد لأجلنا
في بيت لحم.
بيت لحم في
الواقع يعني بيت
الخبز. وهذا
هو الخبز الذي
جاء في بيت
لحم، النازل
من السماء، وهو
لأجلنا. الخبز
الذي تشتهي
الملائكة
الآن أن تتطلع
إلى سرِّه (1 بط 1:
12) [24].
القديس
جيروم
v "نفسه
تسكن في
الخيرات،
ونسله يرث
الأرض" (مز 25: 13).
أي أن نفس
خائف الرب
تسكن في
الخيرات،
فيبقى على
الدوام في
وفاقٍ معها.
يمكن أن يشير
النص إلى
الإنسان وهو
في الجسد
أيضًا، إذ
يعيش في مخافة
الرب يسكن في
الخيرات وفي
السماويات،
لأنه يملك
جسده، ويتمتع بالسيادة
عليه
فيستعبده. ومن
ثم يملك ميراث
المجد ويتمتع
بالمواعيد
السماوية[25].
القديس
أمبروسيوس
يعلق
القديس
أغسطينوس
على هذه
العبارة
قائلًا: بأن
الأرض كلها في
ذلك الوقت
كانت تعبد
الاوثان
فتخشى
الشيطان لا
الله، أما
إسرائيل ففي
ذلك الوقت
كانت تخشى
الله ولكن
بفكر مادي
بحت.
v في العهد
القديم كان
الله يُخشى
لئلا يسلمهم للسبي،
أو تؤخذ أرضهم
منهم أو تهلك
كرومهم بواسطة
البَرَدْ، أو
تُصاب نساؤهم
بالعقم، أو يؤخذ
منهم أبناؤهم.
لأن وعود الله
الجسدية هذه
قد أسرت
أذهانهم،
التي كانت إلى
ذلك الحين
قليلة النمو.
فمن هذه
الأمور كانوا
يخافون الله.
ومع ذلك فقد
كان قريبًا
منهم حتى وهم
يخشونه لهذه
الأسباب...
الله الذي كان
بعيدًا عن
الأمم كان
قريبًا منهم،
كما قال الرسول:
"فجاء وبشركم
بسلام أنتم
البعيدين والقريبين"
(أف 2: 17). اليهود
(كانوا قريبين)
لأنهم كانوا
يعبدون لله
الواحد. من هم
الذين كانوا
بعيدين؟
الأمم، لأنهم
تركوا ذاك الذي
صنعهم،
وعبدوا
الأشياء
المخلوقة. فإن
الإنسان لا
يكون بعيدًا
عن الله من
جهة المكان،
وإنما من جهة
الحب. أنتم
تحبون الله
فانتم قريبون
منه. أنتم
تبغضون الله
فأنتم بعيدون عنه.
أنتم في نفس
المكان سواء
كنتم في نفس
المكان سواء
كنتم قريبين
أو بعيدين[26].
القديس
أغسطينوس
الرَّحْمَةُ
وَالْحَقُّ
الْتَقَيَا.
الْبِرُّ
وَالسَّلاَمُ
تَلاَثَمَا [10].
بالصليب صار
دستور
علاقتنا مع
الله كما مع
إخوتنا يقوم
على الرحمة
دون تجاهل
الحق، والبرّ
المرافق
للسلام. هذه
البنود
تتفاعل معًا
في الطريق،
فيتمجد بها
المؤمن.
إنه
يشخصن
الأربعة،
يلتقون معًا
في ذات الطريق.
وما هو الطريق
إلا ذاك الذي
قال: "أنا هو
الطريق والحق
والحياة" (يو 14: 6).
إنه الحب الذي
به وفيه ننعم
بالرحمة
الإلهية،
ونتعرف على
الحق، ونلبس
البرّ، وننعم
بعذوبة
السلام.
هذه
السمات
الأربع فارقت
آدم وبنيه منذ
سقوط أبوينا
الأولين، واستردتها
البشرية في
أروع صورة في
آدم الثاني
النازل من
السماء!
يرى
القديس
جيروم أن
الأمم
واليهود
يلتقيان معًا
في المسيح يسوع،
الأمم خلال
الرحمة،
واليهود خلال
الحق.
v "الرحمة
والحق
يلتقيان،
البرّ
والسلام يتعانقان".
يا لها من
صدفة مدهشة!...
هل أنت خاطي؟
تأمل القول:
"الرحمة"! هل
أنت خادم
أمين؟ تأمل
القول: "والحق"!
إن كنت خاطئًا
لا تيأس، وإن
كنت بارًا لا
تعتد بذاتك[27].
v "الرحمة
والحق التقيا.
خلاصه قريب من
خائفيه. ليسكن
المجد في
أرضنا" [10، 9].
بالحقيقة
يسكن مجد الله
في أرضنا،
وبالتالي: "العدل
من السماء
اطلع، لأن
الرب يعطي
الخير" [11، 12].
أية خيرات؟
"أرضنا تعطي
غلاتها".
مريم، أرضنا،
جسدنا تعطي
ثمرتها. "البرّ
قدامه يسلك"،
الأرض البتول
تنجب ثمرة
البرّ"[28].
v "الرحمة
والحق
التقيا؛
البرّ
والسلام تلاثما
(تعانقا)".
هذا كله صار
واحدًا في سرّ
الرب المخلص،
ابن الإنسان،
وابن الله
الذي هو حقنا
وحنونا وسلامنا
وبرَّنا،
والذي فيه
اجتمع برّ
الشعب الأول
ورحمة الشعب
الثاني معًا
في سلامٍ
واحدٍ. بالحقيقة
يقول الرسول:
"لأنه هو
سلامنا الذي جعل
الاثنين
واحدًا" (أف 2: 14).
هذا هو السرّ
الذي تشتاق
إليه الكنيسة
وتصرخ في نشيد
الأناشيد
"ليقبلني
بقبلات فمه"
(نش 1: 1). هذه هي
القبلة التي
يقول عنها
الرسول بولس: "قبلوا
بعضكم بعضًا
بقبلة مقدسة"
(رو 16: 16؛ 1 كو 16: 20؛ 2 كو
13: 12؛ 1 تس 5: 26) [29].
v من يبكي
ويقول مع
النبي إرميا:
"لا تدع مقلة
عيني تتوقف"
يجد في الحال
الكلمات "الرحمة
والحق التقيا
البرّ
والسلام
تلاثما"
تتحقق فيه،
فان كان البر
والحق
يرعبانه فان الرحمة
والسلام
يشجعانه على
البحث عن
الخلاص[30].
القديس
جيروم
v كلاهما
(الرحمة
والحق) قيلا
عن شخصه
ويحتضناه[31].
العلامة
أوريجينوس
v الكمال في
السلام حيث كل
شيءٍ مقبول؛
ولذا فإن
فاعلي
السلامة هم أبناء
الله، إذ لا
شيء يخالف
الله، وعلى
الأولاد أن
يتشبَّّهوا
بأبيهم.
فاعلو
السلامة في
نفوسهم هم
الذين
يسيطرون على
جميع ميولهم
النفسيّة،
ويخضعونها
للعقل، أي
للفكر
والروح، وقد
كبحوا جماح
شهواتهم اللحميَّّة،
وصاروا ملكوت
الله، حيث
انتظم كل شيءٍ
وراح ما هو سامٍ
في الإنسان
ورفيع يأمر ما
دونه المشترك
بين الإنسان
والحيوان، ثم
أن ما سما في
الإنسان، أي
الفكر
والروح، هو
عينه خاضع
للأسمى منه، أي
الله.
في
الواقع
يستحيل عليك
أن تحكم من هم
دونك، إن لم
تخضع لمن هو
أعلى منك، وذاك
هو السلام
الذي يهبه
الله في الأرض
لذوي الإرادة
الصالحة...
أتريد
السلام؟ اعمل
برًا، يكون لك
السلام، "السلام
والبرّ
تعانقا" (مز 85:
10).
القدّيس
كبريانوس
v "الرحمة
والحق
التقيا" الحق
في أرضنا (في
شخص اليهودي،
والرحمة في أرض
الأمم). أين
كان الحق حيث
كانت منطوقات
الله (عند
اليهود). أين
الرحمة؟ عند أولئك
الذين تركوا
إلههم
واتجهوا نحو
الشياطين. هل
نزل إليهم هم
أيضًا؟ نعم،
وذلك كما قال:
ادعوا هؤلاء
الذين كانوا
شاردين
بعيدًا، الذين
فارقوني.
ادعوهم
ليجدني الذين
يبحثون عني...
افعلوا
البرّ فيكون
لكم سلام، حيث
يقبل البرّ
والسلام
بعضهما البعض.
إن كنتم لا تحبون
البرّ لا يكون
لكم سلام، فإن
هذين الاثنين
– البرّ
والسلام-
يحبان بعضهما
ويقبلان الواحد
الآخر...
اسألوا
كل البشر،
أتريدون
السلام؟
يجيبكم كل جنس
البشر بفم
واحد: إنني
أريده، أرغبة
وأحبه. لتحبوا
أيضًا البرّ،
فإن هذين
الاثنين –
البرّ
والسلام –
صديقان، يقبل
الواحد الآخر.
إن لم تحبوا
صديق السلام،
السلام نفسه
لا يحبكم، ولا
يحل فيكم. أي
عظمة في حب السلام؛
فإنه حتى
الإنسان
الشرير يتوق
إلى السلام،
لأن السلام
أمر صالح.
ولكن افعلوا
البرّ، فإن
البرّ
والسلام
يتعانقان ولا
يتنازعان[32].
القديس
أغسطينوس
v إن
الرحمة
والحق، العدل
والسلامة.
هذان الزوجان
كانا متباعدين
بعضهما عن بعض
لأزمنة مديدة.
لأن الرب قال
في نبوة هوشع
النبي: "لا
أمانة (حق) ولا
إحسان ولا
معرفة الله في
الأرض؛ لعن
وكذب وقتل
وسرقة وفسق "
(هو 4: 1-2). لأجل ذلك
صار داود
يتضرع قائلا:
"أرسل رحمتك
وحقك".
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
الْحَقُّ
مِنَ
الأَرْضِ
يَنْبُتُ،
وَالْبِرُّ
مِنَ
السَّمَاءِ
يَطَّلِعُ [11].
السيد
المسيح الذي
هو غاية
الناموس
للبرّ لكل من
يؤمن (رو 10: 4)،
وهو الحق،
تتطلع من
السماء، ونزل
ليولد من أجل
خلاص البشرية.
يقول السيد المسيح:
"أنا هو
الحق"(يو 14: 6)، فكيف
نبت من الأرض
إلا بتجسد
الكلمة
الإلهي في
أحشاء
البتول؟ لقد
تطلع من
السماء إلى
بني البشر،
ونزل إليهم
ليعلن حبه
العملي
الباذل لأجل
خلاصهم.
يرى
القديس
جيروم أن ذاك
الذي قال "أنا
هو الحق" نبت
من الأرض، أي
ولد من
العذراء مريم
بتجسده.
يرى الأب
أمبروسياستر
أن هذه النبوة
"الحق من
الأرض قام"
كشفت عن شخص
السيد المسيح.
يقول إن شخصية
السيد المسيح
كانت غامضة،
يصعُب التعرف
على حقيقتها،
لكن قيامته من
بين الأموات
أكدت حقيقته
أنه ابن الله.
يكمل حديثه
بأن قائد
المائة تعرف
على شخصه حين
شاهد العجائب
التي تمت وهو
على الصليب،
فقال ومن معه:
"حقًا كان هذا
ابن الله" (مت 27:
54).
إن
كانت حياتنا
الداخلية قد
صارت أرضَا
تنبت شوك
الخطية
وحسكها، فقد
تطلع إلينا
وحمل عار الصليب
عما لكي يسكن
فينا ويقيم
ملكوته في داخلنا.
v يقول
داود في
المزمور 84 (85): "الحق
من الأرض
ينبت"، لأن
الله الذي فيه
الحق أخذ
جسدًا
ترابيًا لكي
يفتح طريق الخلاص
للترابيين[33].
لاكتانتيوس
v هكذا
أيضًا داود
يتنبأ عن
ميلاده من
عذراء وقيامته
من بين
الأموات،
قائلًا: "الحق
من الأرض
ينبت"[34].
القديس
إيريناؤس
v في بستان
كان دفنه، حيث
زُرعت هناك
كرمة، إذ قال
عن نفسه: "أنا
هو الكرمة" (يو
15: 1). لقد زُرع في
الأرض لكي
يقتلع اللعنة
التي حلّت
بسبب آدم، حيث
سُلِّمت
الأرض للشوك
والحسك. لقد
طلعت الكرمة
من الأرض،
ليتم القول:
"الحق من
الأرض أشرق،
والعدل من
السماء اطلع"
(مز 85: 11) [35].
القديس
كيرلس
الأورشليمي
v إذ
يسأل أحدهم:
لماذا قال
بولس الرسول
إن الإنسان
الثاني من
السماء وليس
أنه في السماء
(رغم أن ربنا
نفسه قد أخذ
جسده من
الأرض، لأن
السيدة
العذراء قد
انحدرت حقًا
من آدم
وحواء)؟ أجيب
بأن هذا
الإنسان الثاني
هو خالٍ من
الشهوة، لأن
الحب
الجسداني الذي
يتم باتحاد
الرجل
والمرأة يثمر
أولادًا
يرثون الخطية
الأصلية من
آبائهم. أما
وقد أخذ
مسيحنا جسدًا
من بطن
العذراء بدون
زرع بشر، أي
لم يأتِ نتيجة
لهذا النوع من
الشهوة، بالرغم
من أنه اخذ
جسده من
الأرض. هكذا
يعني الروح القدس
حين يقول: "خرج
الحق من
الأرض" (مز 11:85)، ومع
ذلك قيل عنه
إنه إنسان
سماوي ومن
السماء وليس
إنسانًا
أرضيًا[36].
يرى
القديس أغسطينوس
أيضًا أن
الأرض هو
المؤمن الذي
كان أرضًا بسبب
الخطية، لكن
خلال إيمانه
بالسيد
المسيح نبت
الحق فيه،
فعوض سقوطه
تحت عقوبة
الخطية، تمتع
بالحياة
الجديدة
المتحررة من
الخطية.
v "الحق من
الأرض ينبت"،
فقد ولد
المسيح من
امرأة. ابن
الله جاء في
الجسد. ما هو الحق؟
إنه ابن الله.
ما هي الأرض؟
الجسد... وُلد الحق
من مريم
البتول لكي
يستطيع أن
يقدم ذبيحة ليبررهم،
ذبيحة الألم،
ذبيحة الصليب.
وكيف كان
يمكنه أن يقدم
ذبيحة عن
خطايانا ما لم
يمت؟ وكيف كان
يمكنه أن يموت
ما لم يتقبل
منا ما يمكن
أن يموت، أي
ما لم يتقبل
منا الجسد
القابل للموت.
ما كان يمكن
للمسيح أن
يموت، لأن
كلمة الله لا
يموت،
اللاهوت لا
يموت، حكمة
الله لا يموت.
كيف كان له أن
يقدم ذبيحة،
ذبيحة شافية
ما لم يمت؟
كيف كان يمكنه
أن يموت مالم
يلتحف بجسدٍ
ما لم ينبت من
الأرض؟[37].
القديس
أغسطينوس
v "الحق من
الأرض ينبت،
والبرّ من
السماء يطَّلع".
الحق الذي
للوعد ينبت من
الأرض؛ وشمس
البرّ يتطلع
من السماء،
حتى يشرق نوره
بفيضٍ على
البشر الذين
في الظلمة وفي
ظلال الموت[38].
القديس
جيروم
أَيْضًا
الرَّبُّ
يُعْطِي
الْخَيْر،َ
وَأَرْضُنَا
تُعْطِي
غَلَّتَهَا [12].
إذ
يعلن السيد
المسيح سكنى
الثالوث
القدوس فينا
يتحول قلبنا
إلى فردوس
يحمل ثمر
الروح القدس.
بهذا تتحقق
النبوة: "هل
البذر في
الأهراء بعد؟
والكروم
والتين والرمان
والزيتون لم
يُحمل بعد،
فمن هذا اليوم
أبارك" (حج 2: 19).
وقد اختبر
الرسول بولس
هذا الثمر فقال:
"وأما ثمر
الروح فهو
محبة فرح سلام
طول أناة لطف
صلاح إيمان
وداعة تعفف"
(غل 5: 22- 23). هذا أيضًا
ما سبق فأعلنه
رب الجنود
بزكريا
النبي،
قائلًا: "أما
الآن فلا أكون
أنا لبقية هذا
الشعب كما في
الأيام
الأولى، يقول
الرب الجنود؛
بل زرع السلام
الكرم يعطي
ثمره، والأرض
تعطي غلتها"
(زك 8: 11-12). يقول
المرتل:
"الأرض أعطت
غلتها.
يباركنا الله
إلهنا، يباركنا
الله، وتخشاه
كل أقاصي الأرض"
(مز 67: 6-7).
يترجم
القديس
أغسطينوس
الكلمة
الواردة هنا
"الخير" أو
"الصلاح" بـ "العذوبة".
فإن الرب يهب
المؤمنين "عذوبة
عمل البرّ"،
فيسكب عليه
نوعًا من
البهجة، بعد
أن كانوا يجدون
بهجتهم في
الشر. فذاك
الذي كان يجد
مسرته في
السكر، تتحول
مسرته إلى
التعقل. والذي
كان يفرح
بالسرقة يجد
فرحه في
العطاء للآخرين.
ذاك الذي كان
يبتهج
بالأغاني
البذيئة يجد
بهجة في
التسبيح لله،
وذاك الذي كان
يجد مسرته في
الذهاب إلى
أماكن اللهو
والمسارح يجد
لذته في
الذهاب إلى
الكنيسة. هذه
اللذة تحل عليه
من قبل الرب.
v "الرب
نفسه يعطي خيره"
(راجع مز 85: 12) علة
هذه القبلات
أن يمنح الرب
خيراته. "وأرضنا
تعطي غلتها"
(مز 85: 12). الآن نرى
تحقيق الوعد
الذي قُدم
عندئذ. أرضنا
تعطي محصولها
عندما تُزرع
بمحراث البرّ،
عند تُقتلع
رذائلها
القديمة
بواسطة الصوم
والزهد
والفضائل
الأخرى،
فتاتي بمائة
ضعف من غلة
بذور الإنجيل
التي تتقبلها.
فبطرس وغيره من
الرسل يزرعون
أرضهم
بمتاعبٍ من كل
صنفٍ، وبحقٍ
يمكنهم القول:
"أرضنا أثمرت
بفيضٍ". أيضًا
عندما يُذبح
الشهداء
ويُصلبون،
يأتون بمحصول
أرضهم[39].
v "أرضنا
تعطي غلتها".
هذه الكلمات
تشير إلى ذاك
الذي صار
الخبز السماوي،
القائل: "أنا
هو الخبز
النازل من
السماء" (يو 6: 41) [40].
القديس
جيروم
v ليعرف
كل واحدٍ نفسه،
ويقتني
إناءه،
وعندما تُحرث
تربة جسمه فلينتظر
الثمر في
الوقت
المناسب. ليت
يده لا تخرج
شوكًا وحسكًا
(تك 18:3). بل
بالحري فليقل:
"أرضنا تعطي
غلتها" (مز 13:85).
وبالنسبة
للأهواء
الجسدية التي
شوهدت مرة
أشبه بغابة
كثيفة متوحشة
فليُرى فيها
تدبير
الفضائل
الهادئة
مُطعمة على كل
شجرة[41].
القديس
أمبروسيوس
v كما أن
الأرض لن نثمر
ما لم تهطل
عليها
الأمطار،
هكذا نفوسنا
لن تصدر فضائل
بدون خيرية
الله وإحسانه[42].
الأب
أنسيمُس
الأورشليمي
الْبِرُّ
قُدَّامَهُ
يَسْلُكُ،
وَيَطَأُ
فِي طَرِيقِ
خَطَوَاتِهِ
[13].
يختم
المرتل
المزمور
متطلعًا إلى
المخلص الذي
نزل إلى أرضنا
ليقدم نفسه
لنا برًا،
نقتنيه
ونكتسي به،
يحملنا فيه بكونه
الطريق الذي
يدخل بنا إلى
حضن الآب.
مسيحنا
بكونه ملك
الملوك لا
يحتاج إلى
موكب يتقدمه
ويكشف عن
مجده، وإنما
يتقدمه برَّه
أمامه، يكشف
عن طريق
خلاصنا.
يرى
القديس
جيروم أن
الحديث هنا عن
السيد المسيح
الذي لا يمكن أن
يتعثر، حيث لا
توجد أشواك
ولا حسك، ولا
حجارة. إنه لا
يسير في
قلوبنا إن
وجدت أية
خطية. لنعد له
الطريق، وهو
يطأ فيه
خطواته.
ويرى
القديس
أغسطينوس أن
البرّ قدامه،
وأن هذا هو
الحق بعينه.
التوبة هي
التي تمهد لنا
خطواتنا، حيث
يقودنا الله
نفسه!
من
وحي مز 85
متى تعطي
أرضي ثمرها؟
v بسبب
أبوينا آدم
وحواء حلّت
اللعنة على
أرضنا.
أنبتت
شوكًا وحسكًا!
عوض
جنة عدن، صار
العالم لنا
واديًا
للبكاء!
أنبت
جسدنا أيضًا
شوكًا وحسكًا!
من
يقدر أن يخلصه
من شهواته
الشريرة؟
v بحبك
نزلت إلى
عالمنا،
حملت
خطايانا،
وشفيت
أمراضنا!
صارت
حياتنا رحلة
في صحبتك
الممتعة!
جئت
لتقيم منا أشبه
بملائكة،
وتحوِّل
أرضنا إلى شبه
السماء!
نزعت
سبي يعقوب،
ووهبتنا
مجد أولاد
الله.
v الذي لم
يعرف الخطية،
صار ذبيحة
خطية عنا.
قبلت
لعنة الصليب
عوض اللعنة
التي حلّت بنا
بكسر الوصية.
وهبتنا
روحك القدوس
يجدد
طبيعتنا،
ويقدسنا
على الدوام.
يحوِّل
برِّيتنا
القاحلة إلى
فردوس مبهج.
يهبنا
ثمره من حبٍ
وفرحٍ وسلامٍ
الخ.
لك
المجد مع أبيك
الصالح وروحك
القدوس!
[1] On Psalms, homily 64.
[2] On Psalms, homily 64.
[3] On Psalms, homily 17.
[4] On Ps, 85 (84).
[5] On Ps, 85 (84).
[6]
راجع تفسير
المزامير لأنسيمُس أسقف
أورشليم،
أعده للنشر
الراهب القس
صموئيل
السرياني، 1988.
[7] On Psalms, homily 17.
[8] On Psalms, homily 64.
[9] On Psalms, homily 64.
[10] On Psalms, homily 64.
[11] On Ps. 85 (84).
[12] On Ps. 85 (84).
[13] Homilies on the Psalms 17.
[14] On Ps. 85 (84).
[15] Duties of the Clergy, 3: 1: 2.
[16] On Psalms, homily 17.
[17] On Psalms, homily 17.
[18] Homilies on Psalms, Alternate Series, 64.
[19] Homilies on the Psalms 17.
[20] On Ps. 85 (84).
[21] On Ps. 85 (84).
[22] Cassian, Conferences 1:19.
[23] On Psalms, homily 17.
[24] On Psalms, homily 64.
[25] Death as a Good, 9:39.
[26] On Ps. 85 (84).
[27] On Psalms, homily 17.
[28] On Psalms, homily 17.
[29] On Psalms, homily 64.
[30] Ep. 122: 3.
[31] Ep. 122: 3.
[32] On Ps. 85 (84).
[33] Lactations: Divine institutions, 4: 12.
[34] Adv. Haer. 3: 5: 1.
[35] مقال 14: 11.
[36] Sermon 362.
[37] On Ps. 85 (84).
[38] On Psalms, homily 64.
[39] On Psalms, homily 64.
[40] On Psalms, homily 17.
[41] Letter 15.
[42]
راجع تفسير
المزامير لأنثيموس
أسقف
أورشليم،
أعده للنشر
الراهب القس صموئيل
السرياني، 1988.