ثلاث سيدات

كانت هناك امرأة جميله خادمه في مدارس الاحد للأطفال وكانت لديها ابنه مريضه في العاشره من عمرها وكانت تتألم كثيرا من شدة المرض والتعب وفي يوم حلمت المرأة جميلة بأنها رأت ثلاث سيدات يصلين، وعندما سجدن للصلاة اقترب المسيح منهنَّ، ولما أتى إلى الأولى انحنى إليها بلطف مُبتسماً بمحبة قلبية وتكلّم معها بعبارات شجية. ولما أتى إلى الثانية اكتفى بوضع يده على رأسها المنحني ونظر إليها نظرة واحدة وتركها. أما الثالثة فقد مرّ بها مروراً دون أن يقف بجانبها أو يكلّمها بكلمة. فقالت المرأة في حلمها: ما أعظم محبته للأولى، أما الثانية فقد أبدى استحسانه فقط نحوها, ولكن الثالثة فإنها لم تنَل ما نالته الأولى فلا بدّ أنها أحزنته جداً لأنه لم يكلّمها. ولم تنَل ما نالته الثانية التي نظر إليها نظرة عابرة.

وبينما هي تفكِّر في تعليل هذا التصرّف المتفاوت إذ بالسيد نفسه يقول لها: ما أبعد تفسيرك لعملي عن الحقيقة، إنّ المرأة الأولى في حاجة شديدة إلى عطفي وعنايتي في ضيقتها، والى تشجيعي ومساعدتي لها كل يوم حتى لا تفشل ولا تسقط. أما الثانية فلها إيمان أقوى ومحبة أعمق، وإني على يقين من ثقتها فيّ مهما ساءت الظروف من حولها. أما الثالثة التي ظهر لكِ وكأنها لم تنَل مني عناية ولا حتى نظرة، فلها إيمان ومحبة من أسمى نوع و إنها تعرفني وتثق بمحبتي لدرجة أنها لا تحتاج إلى وسائل تستدل منها على محبتي لها. فهي تعلم علم اليقين أني أعمل لها كل ما هو صالح حتى لو لم تفهم أعمالي.

سأل أحد الأطفال معلِّمته في مدارس الأحد: كيف نؤمن بما لا نراه، ولا ندرك تفسيره؟ فأجابته: هل تستطيع أن تفسّر لي كيف أن البقرة الحمراء تأكل الحشائش الخضراء فتعطينا ألباناً بيضاء وزُبده صفراء، كيف تعلل ذلك؟

إنه فوق العقل لكنه ليس ضد العقل. هذا هو الإيمان.

حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة عظيم إيمانك، ليكن لك كما تريدين. (متى28:15)فشُفيت ابنتها في تلك الساعة.