الهدوء صفة جميلة يتصف بها الانسان الروحى، ومنها:
هدوء القلب، وهدوء الاعصاب، وهدوء الفكر، وهدوء الحواس، وهدوء التصرف، وهدوء الجسد.
ان فقد الانسان هدوءه من الداخل، يبدو امامه كل شىء مضطربا، وكل شىء بسيط يبدو معقدا.
إن العقل ان عجز على حل امر ما تتدخل الاعصاب لحله، وقد تعلن الاعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة، وكلما تعبت الاعصاب تزداد ثورتها..
والشخص الهادىء قلبا واعصابا، يمكنه ان يكتسب الهدوء فى التفكير وفى التصرف، فيفكر تفكيرا متزنا مرتبا بغير تشويش ويتصرف فى اتزان وهدوء، ليس فى صخب الانفعال ولا فى اضطراب الاعصاب.
ومما يساعد على الهدوء الداخلى، الهدوء الخارجى: هدوء المكان، وهدوء البيئة، والبعد عن المؤثرات المثيرة.
لذلك فان الرهبان الذين يعيشون فى هدوء البرية، بعيدا عن الضوضاء، وعن صياح الناس، وعن إثارة الاخبار والاحداث هؤلاء يكون تفكيرهم اكثر هدوءا وتكون قلوبهم واعصابهم هادئة، ويكونون فى الغالب قد اعتادوا الهدوء..
وحياة الوحدة والانفراد تجلب الهدوء عموما بسبب هدوء الحواس . لان الحواس هى ابواب للفكر كما يقول القديسون فما تراه وما تسمعه وما تلمسه يجلب لك فكرا، فان استراحت حواسك من جميع الاخبار، استراحت نفسك من الافكار..
والمكان الهادىء يساعد على هدوء الحواس وبالتالى هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الاعصاب. لذلك فان الكثيرين يبعدون عن الاماكن الصاخبة التماسا للهدوء..
من كتاب كلمة منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث
لقراءة المزيد من كتب البابا شنودة الثالث إضغط هنا