القديس الأنبا هرمينا السائح


هو من أبوين بارين في البهنسا وعاش في الفترة ما بين منتصف النصف الأول من القرن الخامس وأوائل القرن السادس وكان منذ صبوته راعياً للغنم، ومع صغر سنه كانت حياته ممتلئة بالفضائل فقد كان وديعاً محباً للغرباء يحيا وهو في العالم حياة رهبانية كاملة يصوم حتى المساء. ولما رأى الرب نسكه وجهاده ونموه في الفضيلة أرسل له بطرس ويوحنا الرسولين في شكل راهبين عابرى طريق أثناء رعيه للغنم وقت المساء فلما رآهما القديس استقبلهما بالفرح كعادته وألح عليهما بالذهاب معه إلى القرية أما هما فقالا لا يمكننا ذلك لكننا نمضى إلى الدير الموجود بالجبل ، فطلب أن يذهب معهما ، فسألاه ماذا تصنع بالغنم فقال سمعت سيدى يقول في الإنجيل ليس أحد ترك شيئاً من أجلى ومن أجل الإنجيل إلا ويأخذ معه ضعف ، فأخذاه معهما إلى الدير وهناك مع الأنبا يعقوب رئيس الدير ألبساه الاسكيم المقدس وباركاه وتركاه للأنبا يعقوب ليتتلمذ على يديه. وكان إن ازداد جهاداً ونسكاً وامتلأ من النعمة الإلهية. ثم أرسل له الرب القديس يوحنا الرسول ليأخذه إلى الجبل القبلى بتخوم مدينة قاو فباركه الأنبا يعقوب وانصرفا من عنده وعندما وصلا إلى قرب أسيوط استقر القديس في واد عميق جداً بجوار نخلة وعين ماء وهناك تركه يوحنا الرسول حيث سكن وقتاً في هذا الوادى متزايداً في النسك والعبادة حتى ضعف جسده وغارت عيناه وكأن من عادته أن يصوم الأربعين المقدسة ويظل ساجداً إلى كمالها. وذات مرة صنع لنفسه قيوداً يضع فيها يديه لتظل مبسوطين أثناء الصلاة على مثال الصليب. واغتاظت الشياطين منه فأثارت عليه حروباً كثيرة وشديدة ولكن الرب كان يرسل ملائكته وعلى رأسهم رئيس الملائكة ميخائيل والقديسين ليعزونه ويقوونه في جهاده وكثيراً ما أخذت روحه إلى أماكن النياح المعدة للقديسين، وبعد انتصاره على الشياطين قاده الروح القدس من ذلك المكان وعبر النهر حتى وصل إلى جبل قاو حيث توجد مغارات كثيرة بها أجساد قديسين منتقلين وكان كلما مر على أحداها يسمع أصواتهم ترحب به وتشجعه وتعزيه وأقام في ذلك المكان وكان الرب يرسل له القديس يوحنا الرسول والملائكة لتقويته. ولما طعن في السن وقرب وقت نياحته أرسل الرب القديس يوحنا الرسول إلى رفيق جهاده القديس أباهور الذي من أبرحت المعروف بالقصار وطلب منه الذهاب إلى حيث القديس ، وعندما وصل القديس أباهور رآه قائماً يصلى ويداه مبسوطتان وأصابعه متقدة كعشرة مصابيح نار وبخور طيب يخرج من فمه، ورآه مرة أخرى في وسط جمع كبير من الملائكة المتوحدين بالأكاليل واللابسين حللاً بيضاء كالثلج والسماء مفتوحة وبأمر من الرب قام بسيامته الأخيرة مع القديس أباهور حيث زار الأماكن التى عاش فيها القديسون السابقون آخذاً بركة أجسادهم ثم رجع إلى جبل قاو مرة أخرى . ثم طلب من رفيقه القديس أباهور ألا يأتى إليه إلا بعد أثنى عشر يوماً . وقبل الموعد المحدد ودع الأخوة، وفى الموعد جاء القديس أباهور ويجد هناك الأنبا يوساب الناسك الذي كان يهتم بدفن القديسين وهو حامل ثلاث لفائف، وإذ بالرب يسوع يحضر مع ملائكته وهم يرنمون ترانيم الفرح ويأخذ روحه الطاهرة إلى أماكن نياح القديسين بعد جهاد ستين عاماً لم يعط فيها لجسده راحة يوماً واحداً وكان ذلك في يوم 2 كيهك وقام بدفنه الأنبا يوساب والقديس أباهور وقبره موجود في الدير المعروف بإسمه حتى الآن. وقد استحق أن يطوبه الرب قائلاً طوباك يا مختارى هرمينا الذي تاجر بالوزنات فربح أضعافاً ها أنا أجعل اسمك شائعاً في المسكونة كلها وقد أعددت لك ثلاث أكاليل. واحداً من أجل بتوليتك والثانى من أجل غربتك والثالث من أجل أتعابك وجهادك من أجل اسمى وسوف تكون في جسدك قوة لشفاء الأمراض والمعونة للملتجئين إلى بيعتك وتذكارك لن ينقطع من بين الأخوة وسوف أظهر إسمك وسيرتك وجهادك في الأيام الأخيرة. وللقديس دير على إسمه في الصحراء على مسافة 2 كيلو متراً شمال عزبة الأقباط التى تبعد 15 كيلو متراً جنوب البدارى محافظة أسيوط ويقال أن القديس له مغارة على مسافة بعيدة في الجبل هناك