"من يضعُفُ وأنا لا اضعُفُ؟ من يعثُرُ وأنا لا ألتهب؟" (2 كو 29:11)
بينما كان يسوع يتكلم مع تلاميذه في بستان جثسيماني واذا جمع والذي يدعي يهوذا الإسخريوطي يتقدمهم. فدنا مهه وقبله فقال له يسوع: "يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟" "فلما رأى الذين حوله ما يكون قالوا: ياري أنضرب بالسيف؟" فاستل بطرس سيفه، وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال يسوع لبطرس: "رد سيفك الي مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون فأجاب يسوع وقال: "دعوا إلي هذا ولمس أذنه وأبرأها."
- انتهر الرب بطرس الرسول لأنه قاوم الشر بالشر كان الرسول يظن أنه فعل حسناً لأنه دافع عن مخلصه الذي أحبه، ولكن هل يرضى الرب الحنان أن يرى هذا الإنسان وهو يجرح ويتألم وينزف إن من عرف المحبة لا يسر ببلية غيره.
- نعم كان بطرس يحب الرب، ولكن إله المحبة لا يقبل مثل هذه المحبة الخاطئة، ومن عرفه يجب عليه أن يسلك في النور والحق ويرفض ظلمة الخطية.
- المحب لا يفرح بالإثم، ولا يرضى للآخرين أن يفعلوا شراً حتى ولو كان له منفعة من وراء خطأ الغير لأن أجرة الخطية موت فهل تسر المحبة بهلاك وضرر الغير.
- إن الله محبة، والمحبة هي من الله ومن يحب أخاه لا يمكنه أن يحبه دون أن يحب الله أولاً فكيف يرضى أو يفرح من امتلأ قلبه بالمحبة إذاً بالإثم أو الخطية التي تحزن قلب الله؟
- إن الانسان المحب حقاً هو من يتشبه بالله فلا يكره الخطية والإثم فقط بل ينصح وينذر أحبائه ويوجههم بحكمة لكي لا يخطئوا وقد يختلف معهم ويأخذ موقفاً جاداً تجاه أخطائهم. لعلهم يرجعون عن الشر كما فعلت القديسة دميانة التي وبخت أباها لأنه ترك الإيمان المسيحي، فاستجاب وتاب.
أخي....أختي:
ما هي مشاعرك تجاه أخطاء غيرك: هل تتألم وتحزن لذلك أم لا تكترث؟ أم تنظر لذاتك أنك بار وتحتقر من يخطئ، أم تفرح وتشمت لأن من يخطئ عدو لك إن من عرف المحبة لا يفرح بالإثم، بل يشهد للحق فيرفض الشر علانية، ويشعر بالمسئولية تجاه أحبائه فيعلم وينذر أخيه إن كان في وضع يسمح له بذلك، فلا تتهاون إذاً على حساب الحق بحجة الحرج، أو المجاملة أو أي سبب آخر وإياك أن تقبل أو تفرح بأخطاء الغير من أجل منفعة شخصية.